تحدثت صحيفة عبرية عن بعض التطورات الحاصلة في ملف عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع
إيران، والتداعيات المتوقعة في حال تم ذلك، منوهة إلى أن الرئيس جو بايدن بحاجة لرئيس حكومة الاحتلال
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في هذا الملف.
وأوضحت صحيفة "
هآرتس" العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل السبت، أن الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، "مرة أخرى، تفحص إمكانية استئناف المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وتأمل في فتح نافذة جديدة، وإقناع النظام في طهران من أجل بلورة صفقة جديدة، القليل مقابل القليل"؛ وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تحرير أموال إيران المجمدة وتسهيلات في العقوبات".
ونشر موقع "واللا" مؤخرا، أن بريت ماكغورك، المسؤول عن ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، زار مؤخرا سلطنة عمان من أجل "تحريك عملية دبلوماسية جديدة مع إيران، والمحادثات استهدفت فحص ما إذا كانت إيران ستوافق على فرض القيود على المشروع النووي ووقف التصعيد في المنطقة".
تفاؤل حذر
ونوهت الصحيفة بأن "التصريحات الأمريكية الرسمية ما زالت حذرة ومتملصة في هذا الجانب، وفي حال تم استئناف المحادثات، إيران ستأتي من موقع قوة نسبية، والتحالف المتوطد مع موسكو حسن مكانة طهران الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وتعززت علاقتها مع الصين، وحدث دفء في علاقاتها مع الدول العربية، وعلى رأسها
السعودية ومصر".
وأضافت: "خلال هذا الوقت، واصلت إيران التقدم في تخصيب اليورانيوم حتى النقطة التي فيها، حسب تقديرات المخابرات الأمريكية، اصبح يمكنها الآن إنتاج كمية كافية لإنتاج قنبلة نووية واحدة خلال 12 يوما منذ اتخاذ القرار، وهو تعتبر "دولة عتبة نووية".
ولفتت إلى أن "طهران سجلت الأربعاء إنجازا آخر، عندما قررت الوكالة الدولية للطاقة النووية إغلاق ملف التحقيق حول منشأة نووية مشتبه فيها، كشفها نتنياهو في خطابه في الأمم المتحدة، وزارة الخارجية الإسرائيلية، نشرت الخميس بيان إدانة استثنائيا ومتشددا لقرار الوكالة".
وأكدت "هآرتس" أن "نتنياهو قد فشل في خطته لوقف المشروع النووي الإيراني عن طريق إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق، كما أن عودة بايدن إلى التفاهمات مع الإيرانيين، هو فشل آخر لسياسة نتنياهو"، منوهة بأن "ما يظهر كتقدم في القناة الأمريكية - الإيرانية لا ينفصل عن الأمل بحدوث اختراقة في القناة السعودية – الإسرائيلية".
وقالت: "منذ بضعة أشهر تحاول إسرائيل والولايات المتحدة إحياء الاتصالات للتطبيع بين الرياض وتل أبيب، ومؤخرا تسمع أصواتا من التفاؤل الحذر بخصوص احتمالية أن يتم اختراقة، وطلبات السعودية موجهة بالأساس للأمريكيين وهي؛ مكانة تكون قريبة من مكانة الحليف مثل أعضاء الناتو، والتزود بسلاح أمريكي متقدم، والموافقة على إقامة مفاعل نووي مدني، وحول الطلب الأخير، واشنطن بحاجة إلى إسرائيل".
وبينت أن "تصميم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إقامة مفاعل نووي لأغراض سلمية، يثير عدم الارتياح في الغرب، وإدارة بايدن تبحث عن إنجاز دبلوماسي قبل الانتخابات الرئاسية في 2024، وهي تجد صعوبة في تمرير مثل هذه الهدية للسعودية في الكونغرس".
خطة الهجوم
وتابعت: "في المستوى السياسي في إسرائيل، يتشككون في أنه هنا بالضبط نشأ توجه نتنياهو في تفكير رجال بايدن بأنه فقط رئيس الحكومة يمكنه تحليل مثل هذه الخطوة لدى الجمهوريين"، موضحة أن السناتور الجمهوري المخضرم، ليندزي غراهام، المقرب من نتنياهو، قام مؤخرا بزيارة الرياض وتل أبيب، وهو يدفع قدما بنشاط احتمالية التوصل إلى اتفاق، كما أن ماك غيرك ومنسق شؤون الطاقة لدى بايدن، عاموس هوخشتاين، كانا في هذه المحطات.
ونبهت الصحيفة بأن "نتنياهو الذي يعاني من وضع خطير في الساحة الداخلية، بحاجة إلى إنجاز مع السعودية أكثر من بايدن، لكن التنازل للسعودية في موضوع المفاعل النووي ليس بالأمر التافه، فبعض خبراء الذرة في إسرائيل، من بينهم شخصيات رفيعة سابقة في جهاز الأمن، عبروا عن الصدمة من مجرد الفكرة، ومن الخوف بأنه هكذا سيتم منح الإشارة لسباق التسلح النووي الذي ستشارك فيه دول أخرى في المنطقة مثل تركيا، ناهيك عن شرعية صفقة إيرانية روسية لتوفير مفاعلات نووية لطهران، والسؤال: هل هذا هو البند الحاسم للتوصل لاتفاق تطبيع مع السعودية؟ وهل نتنياهو سيقرر مساعدة بايدن بهدف التوصل إلى اتفاق؟".
ولفتت إلى أن "هناك عقبات كثيرة توجد في الاتصالات مع السعودية، وفي الوقت الذي تبحث واشنطن عن طريق للعودة إلى المفاوضات مع طهران، تنثر إسرائيل التهديدات بشأن النووي الإيراني، وفي الخلفية، تخصص الحكومة بضعة مليارات من الشواكل للجيش من أجل تعزيز الاستعداد لهجوم مستقبلي على المنشآت النووية، وفي الجيش يريدون ملاءمة القدرة المطلوبة مع الخطط العملياتية في الجبهات المختلفة، وعند استكمال الخطة في الأشهر القريبة القادمة، سيتم عرضها على "الكابينت".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن زيارات قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي، الجنرال مايكل كوريلا، لتل أبيب مؤخرا، تأتي "من أجل التأكد، أن إسرائيل راضية عن التعاون مع الأمريكيين، وأنها لا تخطط لتحرك أحادي الجانب ومفاجئ في الساحة الإيرانية".
وفي هذا السياق، قال ووزير الأمن الإسرائيلي، يواف غالانت: "يمكن أن نحتاج لتنفيذ نصيبنا من أجل حماية مستقبل الجمهور اليهودي".
وقدرت أن "تهديدات إسرائيل المستمرة لإيران ليست سيئة بالنسبة للولايات المتحدة، وإذا أرادت استئناف المفاوضات، فتهديد عسكري حقيقي يمكن أن يساعد على حث الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق، ولكن عمليا، طهران تعرف كيفية قراءة الصورة الإقليمية الآخذة في التشكل؛ فالعلاقة بين بايدن ونتنياهو متوترة، والأخير لم ينجح في الحصول على دعوة من البيت الأبيض، بعد مرور خمسة أشهر على تشكيل حكومته اليمينية، واحتمالية أن يهاجم إيران خلافا لرأي الولايات المتحدة، خاصة إذا تبلور اتفاق جديد بين أمريكا وإيران، ضعيفة، لأن إسرائيل بحاجة ماسة لواشنطن من أجل تنفيذ هذا الهجوم، سواء عمليا أو سياسيا"