صحافة دولية

تحذير من رد فعل بوتين.. ما مدى قدرة أوكرانيا على شن هجوم مضاد؟

الروس سيخوضون نوعاً مألوفاً من المعارك على عكس الأوكرانيين - جيتي
نشرت صحيفة "صنداي تايمز" تحليلا للكاتب مارك غاليوتي، تحدث فيه عن سيناريوهات انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا أنه من الصعب أكثر من أي وقت مضى توقع ماذا سيحدث في أوكرانيا، محذرا من أن أي تقدم لقوات كييف قد تدفع الرئيس الروسي لاتخاذ رد فعل مبالغ فيه.

وتوقع التحليل أن تشن أوكرانيا هجوما مضادا، لكن لا يمكن التنبؤ بكيفية تنفيذ الهجوم؛ بسبب وجود "الكثير من المتغيرات والكثير من الأشياء المجهولة"، أبرزها مدى قدرة الأوكرانيين على التكيف بشكل جيد مع المعدات الجديدة التي قدمها الغرب، والتي تشمل أكثر من 200 دبابة، بالإضافة إلى 1500 مركبة مدرعة أخرى.

ورأى أن أوكرانيا تأمل في استخدام هذه القوة النارية المحمية الجديدة لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية، والتحول من الضربة القاسية لحرب الاستنزاف إلى عمليات جمع بين الأسلحة أكثر مرونة، إلا أن المهمة لن تكون سهلة، لأن الأوكرانيين يواجهون تحديات لوجستية.

وتساءل الكاتب: إلى أي مدى سيتباطأ تقدم القوات الأوكرانية بسبب النقص في الذخيرة، والمدافع البالية، والمركبات المفككة، لاستخدام قطعها كقطع غيار، وعدم كفاءة أنظمة إجلاء المصابين؟


ونبه إلى أن تعلم كيفية استخدام الأسلحة الغربية هو الجزء الأسهل من المعركة، لكن تطبيق استخدامها بحسب استراتيجيتهم خلال الحرب أمر أصعب بكثير، مشيرا إلى أن لدى الأوكرانيين مشكلة في سرعة التدريب.

ولفت إلى أن القوات الأوكرانية ألحقت آلاف الجنود بشكل سريع في برامج التدريب في الغرب، نحو 10 آلاف منهم في بريطانيا وحدها، إلا أن ذلك لا يحل -بحسب الكاتب- مكان التدريب المتماسك والشامل في عمليات الأسلحة المشتركة.

ونقل التحليل عن مسؤول بريطاني (لم يسمه) قوله: "غالباً ما تدور التدريبات حول الاستعداد للحرب القادمة، وهو أمر صعب جداً عندما تكون بالفعل داخلها".

ويشير إلى أنه وعلى عكس الأوكرانيين، فإن الروس سيخوضون نوعاً مألوفاً من المعارك، إذ سيحاصرون من الخلف وداخل التحصينات الدفاعية المعقدة. وسيعتمدون على حقول الألغام السميكة والأسلاك الشائكة وفخاخ الدبابات والخنادق القديمة؛ لإبطاء المهاجمين وتوجيههم "إلى مناطق القتل، حيث يمكن لمدفعيتهم الجماعية القيام بعملها المميت".


ورجح احتمالية تحقيق "نجاح كارثي" للقوات الأوكرانية، لكنه حذر من أن التقدم قد يخلق حالة من "اللاتوازنات السياسية"، لدرجة أن يسببوا الإزعاج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويقرر إثر ذلك القيام بنوع من التصعيد، نووياً أو غير ذلك.

ونبه إلى أن بوتين عندما يضطر إلى اتخاذ قرارات بسرعة، "يميل إلى المبالغة في رد فعله"، لكنه أكد إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد لن ينهي الحرب.

وأوضح أن تحرير جميع الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، من شأنه ببساطة أن يحول خطوط المعركة إلى الحدود الوطنية لأوكرانيا، وهو الأمر الذي "لا يزال العديد من القادة الغربيين غير قادرين على فهمه".