سياسة عربية

تمثال ضخم للأمير عبد القادر في وهران يثير جدلا بالجزائر

تمثال الأمير عبد القادر في قمة مرجاجو في وهران سيكون الأعلى عالميا مع نهاية 2024- (فيسبوك)
أبلغت وزارة المالية الجزائرية رسميا ولاية وهران، بالاعتماد المالي المخصص لمشروع إنجاز أضخم متحف يحمل اسم الأمير عبد القادر واضع أسس الدولة الجزائرية الحديثة، وذلك في جبل مرجاجو الشامخ المعروف بارتفاع 429.3 م عن سطح البحر.

ونقلت صحيفة "البلاد" الجزائرية عن والي وهران سعيد سعيود كشفه النقاب عن تخصيص 120 مليار سنتيم كغلاف أولي لإقامة أطول تمثال ومتحف لأمير مقاومة الاستعمار الفرنسي عبد القادر بن محيي الدين الجزائري المعروف بـ"الأمير عبد القادر"، وذلك تنفيذا لقرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي حرص على أن يكون على مستوى قمة جبل مرجاجو.

وأضاف سعيود: "إن الخطط المعمارية المخصصة للإنجاز سيتم الشروع فيها قبل 15 حزيران (يونيو) الجاري وأنها ستتم من قبل مكاتب دراسات مؤهلة لها القدرة على خلق التميز في تدشين أضخم متحف في أفريقيا وتمثال يكون الأعلى في العالم، بطول 42 مترا وسيكون الأعلى من تمثال "الرجل الفادي" بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، الذي يبلغ طوله 39 مترا".

وتابع: "سيتحول تمثال الأمير عبد القادر في قمة مرجاجو في وهران، إلى الأعلى عالميا مع نهاية 2024".

وبحسب سعيود، فإن من مميزات هذا التمثال الضخم، الذي سيفوق علوا قلعة سانتا كروز، استخدام تقنية الليزر بسيفه، التي تكون باتجاه قبلة المصلين، بينما ستكون للحصان 5 ركائز نسبة لأركان الإسلام الخمسة، مع إنجاز متنزه به شرفة مطلة على البحر بطول أكثر من 20 مترا، وسيكون علامة فارقة في متاحف دول الحوض المتوسطي.

وأبرز سعيود أن المشروع خطا خطوته الأولى، ومن المتوقع أن تنطلق أشغاله في الخامس من تموز (يوليو) المقبل بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، على أن يكون جاهزا في أواخر 2024.

وأضاف: "إن الرئيس يعول كثيرا على هذا الإنجاز العظيم فوق هذا الموقع التاريخي والمقصد السياحي في وهران، لافتاً إلى أن المشروع لا بد أن يكون عالمياً و بمقاييس عالية الدقة باختيار مؤسسات إنجاز مؤهلة للإشراف على هكذا مشاريع ضخمة".



وفي لندن كشف تقرير لقناة "المغاربية" الفضائية النقاب عن أن التمثال المذكور أثار آراء متباينة من الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين من احتفى بالخطوة لتكريم من يعد مؤسسا للدولة الجزائرية وبين من يرى في تكلفة التمثال تبذيرا لا ضرورة له.

ونقل التقرير عن خبراء اقتصاديين قولهم إن المشروع يأتي في وقت غير مناسب باعتبار أن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر يعاني من ارتفاع معدّلات التضخم وتدهور القدرة الشرائية مع ارتفاع نسب البطالة في صفوف خريجي الجامعات خصوصا.

وتساءل خبراء عن جدوى مثل هذه المشاريع التي وصفوها بأنها إهدار للمال العام باعتبارها مشاريع ليست لها عائدات ربحية، بالتالي فإنها قد تثقل كاهل الاقتصاد من دون فوائد مرجوّة منها.

ويأتي هذا المشروع متزامنا مع فيضانات عاشتها مدن الجزائر في الأسابيع الأخيرة، ما عرى ضعف البنية التحتية وكشف هشاشتها أمام الكوارث الطبيعية وما خلّفته من خسائر مادية جسيمة..



ويمثل جبل مرجاجو أحد الأماكن التي تجلب عددا كبيرا من الزوار من داخل الجزائر وخارجها، ويمثل قلب وهران وأحد رموز ذاكرتها التي تروي تاريخا طويلا من الملاحم والغزوات التي قادها أبطال الجزائر طيلة تواجد الاحتلال الإسباني والفرنسي.

والأمير عبد القادر بن محيي الدين، والمعروف في المشرق العربي بـاسم "عبد القادر الجزائري"، يوصف بمؤسس الدولة الجزائرية، وهو كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومناضل ضد القوات الفرنسية الاستعمارية آنذاك بعد غزوها الجزائر عام 1830.

وفي سنة 1847 سجن في فرنسا، وظل أسيرا حتى 1852، ثم استقر في إسطنبول، وبعدها سافر إلى دمشق حتى وفاته عام 1883، عن عمر ناهز 76 عاماً، وفي عام 1965 نقل جثمانه إلى الجزائر في مراسم رسمية، ودفن في مقبرة بالعاصمة.