اندلعت اشتباكات شرسة بين الجيش
السوداني وقوات "الدعم السريع" في الخرطوم، الخميس، باستخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة مع تحليق مكثف لطيران عسكري، ما أدى إلى نشوب حرائق في مستودعات للنفط.
وقال شهود لوكالة الأناضول، إن الاشتباكات اندلعت في مستودعات النفط ومصنع اليرموك للذخائر في منطقة الشجرة جنوب العاصمة، وتسبب القصف المدفعي في نشوب حرائق في مستودعات النفط.
وبحسب الشهود، فإن الاشتباكات العنيفة لا تزال متواصلة في محيط "معسكر طيبة" العسكري الذي تسيطر عليه قوات "الدعم السريع".
وسُمعت أصوات دوي انفجارات قوية في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، إضافة إلى انفجارات وتحليق لطيران عسكري في منطقة "شرق النيل" شرقي الخرطوم، وفقا لشهود عيان.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروقات خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، والتي خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.
اعتداء على سفارة السعودية
في سياق متصل، أعلنت السعودية، الخميس، أن جماعات مسلحة (لم تسمها) قامت بـ"تخريب وعبث" في مبنى سفارتها بالعاصمة السودانية الخرطوم، ما أثار إدانات عربية وإسلامية.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان: "قامت بعض الجماعات المسلحة بتخريب وعبث في مبنى سفارة المملكة لدى السودان والملحقيات التابعة لها، بالإضافة إلى تخريب سكن وممتلكات الموظفين السعوديين العاملين في السفارة".
ومعربةً عن "إدانتها بأشد العبارات" لتلك الواقعة، شددت المملكة على "رفضها التام لكل أشكال العنف والتخريب تجاه البعثات والممثليات الدبلوماسية".
وأكدت "أهمية التصدي لهذه الجماعات المسلحة التي تحاول النيل من عودة الأمن والاستقرار للسودان وشعبه".
وجاء هذا الاعتداء غداة إعلان الخارجية البحرينية، في بيان الأربعاء، "تعرض مقر سفارة البحرين ومنزل السفير في العاصمة السودانية للاقتحام والتخريب من قبل إحدى المجموعات المسلحة".
ودون توجيه اتهام لجهة محددة، فقد سبق وأن أعلنت الخارجية السعودية، أوائل مايو/أيار الماضي، عن "اقتحام مجموعة مسلحة لمقر ملحقيتها الثقافية في الخرطوم وتخريبها والاستيلاء على بعض الممتلكات".
وأدانت الخارجية القطرية، في بيان الخميس، العملين التخريبين اللذين لحقا بسفارتي السعودية والبحرين، مشددة على "ضرورة توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة".
وأدانت نظيرتها الأردنية، في بيان، تخريب سفارة السعودية، مستنكرة "كافة أشكال العنف والتخريب، لا سيما تلك التي تستهدف المباني الدبلوماسية وتنتهك حرمتها".
ونددت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي (57 دولة)، في بيان، بـ"الاستهداف المتكرر للمباني الدبلوماسية"، وأحدثه تخريب سفارة السعودية.
ومنذ أسابيع، تستضيف مدينة جدة السعودية محادثات بين طرفي النزاع في السودان في محاولة للتوصل إلى هدنة يلتزم بها الطرفان تمهيدا لوقف نهائي لإطلاق النار والعودة إلى الحوار بحثا عن حل سياسي.