تجدد وسائل الإعلام العبرية حديثها عن
"المعركة المحتدمة" لخلافة رئيس
السلطة الفلسطينية
محمود عباس البالغ من
العمر 88 عاما، والذي بحسب تقارير مختلفة، يعاني من تدهور في حالته الصحية.
وأوضحت صحيفة "
يديعوت
أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبتها الصحفية
الإسرائيلية الخبيرة
بالشؤون العربية، سمدار بيري، أن "عباس لم يعد زعيما شابا، فهو ابن 88، رافض للانتخابات في السلطة، هو يتولى السلطة منذ 19 سنة، وشخص في عمره، من الصعب
التصديق بأنه سيكون سليما تماما، وألا يجتاز فحوصات موسمية، ومن الصعب التصديق بأن
إسرائيل لا تعلم بهذه الفحوصات".
ونبهت إلى أن "أمينة عقيلة أبو مازن، التي
تفضل السكن في الأردن، اجتازت علاجات طبية في مستشفى "يخلوف" في تل
أبيب، وعباس وصل سرا لفحوصات وعلاجات في إسرائيل، على الأقل حتى قرر أن يوقف
طلاته السرية".
وأضافت الصحيفة: "في سنه الشاهق،
مع تاريخ طويل من التدخين الثقيل جدا (حسب الشائعات، خفض عدد السجائر في الأشهر
الأخيرة) وأمراض أخرى، يمكن لعباس أن يختفي عن المشهد العام دفعة واحدة؛ غدا، بعد
غد أو بعد سنة".
ولفتت إلى أن "عباس ازداد سمنة
جدا مؤخرا، ويسير بثقل، يتحدث بصوت مختلف لكنه يؤدي وظائفه"، مضيفة:
"المسؤولون الفلسطينيون الذين يثرثرون لأنفسهم حتى الجنون في آذان إسرائيلية،
لا يلاحظون مرضا خاصا لدى أبو مازن، لكن من خلف ظهره تدور منذ الآن رحى معارك
الخلافة".
وتابعت: "أمين سر اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، وزير شؤون المخابرات ماجد فرج المفضل إسرائيليا،
الأسير المؤبد مروان البرغوثي، وكذا محمد دحلان المتواجد في المنفى والمُحاط بدلال
عظيم، بجوار كرسي حاكم أبو ظبي، محمد بن زايد، كل واحد من هؤلاء المتنافسين ينتظر
اللحظة المناسبة ليكون أول من يحتل الكرسي، وعباس الواعي لسنه ولحالته الصحية، لم
يتكبد ولا يتكبد عناء الإعلان عن خليفته، فمن ناحيته، فليصخب العالم ويتقلب بعد أن
ينزل عن الساحة".
ورأت "يديعوت"، أن "رحلة رئيس
السلطة الآن إلى الصين لم تولد صدفة، فبعد انتصار الوساطة الصينية بين إيران
والسعودية، سارع حاكم الصين، شي جين بينغ لعرض خدماته كوسيط بين الفلسطينيين
والإسرائيليين، كخطوة أولى دعا عباس لمحادثات على مدار ثلاثة أيام، ولاحقا سيبعث
بدعوة لرئيس حكومتنا بنيامين نتنياهو، لا يهم الزعيم الصيني إذا كانت إسرائيل
معنية على الإطلاق بمسيرة سياسية مع الفلسطينيين، وإذا كانت الوساطة الصينية تبدو
لها كالإمكانية الأصح".
وقالت: "ذات يوم سيرحل عباس، وعندما يحصل هذا،
سنتذكره بالأشواق كالزعيم الفلسطيني الذي وإن كان عوض بالمال عائلات الشهداء
والأسرى، لكنه أبدا في أي مرة، لم يشجعهم على الخروج لتنفيذ عمليات وقتل الجنود
الإسرائيليين".
من جانبه زعم الكاتب الإسرائيلي، يوني بن
مناحيم، أن الأردن يتابع بقلق بالغ ما يجري في الضفة الغربية بعد وجود نحو 20 تشكيلا
مسلحا في شمال الضفة، وفي نفس الوقت ضعف سلطة السلطة الفلسطينية إضافة إلى الأنباء
حول تدهور صحة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأشار إلى أن "الأردن قلق من اليوم التالي
لمحمود عباس لأن الحالة الصحية، لا تسمح له بالاستمرار في منصبه لفترة أطول،
والولايات المتحدة وإسرائيل قلقتان، بسبب رفض محمود عباس دخوله إلى مستشفى رام
الله لإجراء الفحوصات، ووصل أطباء مختلفون إليه في رام الله لإجراء الفحوصات
الطبية، وذكر التقرير أن محمود عباس أجرى تحاليل طبية سرا في الأردن قبل رحلته
الأخيرة إلى الأمم المتحدة في نيويورك".
وقال بن مناحيم إن الأردن "يخشى احتمال أن تتحول معركة الخلافة
العنيفة، إلى حرب أهلية تزعزع استقرار الضفة الشرقية، كذلك القلق من عدم وجود أفق سياسي
بين إسرائيل والسلطة، وإصرار رئيس السلطة الفلسطينية على عدم
إعداد خليفة له أو تعيينه نائبا".
وبحسب الكاتب "الخوف الأكبر لدى الأردن هو
أن الحكومة اليمينية في إسرائيل قد تستغل الفوضى الأمنية في مناطق الضفة الغربية،
بعد خروج محمود عباس من المسرح السياسي، لتشجيع هجرة الفلسطينيين من مناطق الضفة
الغربية إلى أراضيها".