نشرت
صحيفة "
فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها في الخليج سيميون كير، قال فيه
إن منظمي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "
كوب 28" يسعون إلى تقديم أفضل
الرعاة من الشركات لقمة دبي في نفس الوقت الذي تحاول فيه
الإمارات صد الانتقادات
المتزايدة لزعامة الدولة البترولية للمؤتمر.
وقدم
مؤتمر "كوب 28" حزم رعاية تصل إلى 8.2 مليون دولار للشريك الرئيسي
للتمتع بوصول متميز في "المنطقة الزرقاء" الخاضعة للرقابة حيث يتجمع
قادة العالم، وفقا للوثائق المرسلة إلى الرعاة المحتملين.
وحصلت
المساحة في "المنطقة الخضراء"، المفتوحة للمجتمع المدني والشركات
الصغيرة، على أقل من 7000 دولار، كما أنه يتم إغلاق العروض المهتمة بالأجنحة هذا
الأسبوع للحدث الذي يبدأ في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وتأتي
الحملة التسويقية في الوقت الذي عبّر فيه الناشطون وأكثر من 100 سياسي غربي عن
معارضتهم لتعيين سلطان الجابر رئيسا مُعيّنا لمحادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ
بينما يتولى أيضا مسؤولية شركة بترول أبوظبي الوطنية المملوكة للدولة. فيما استمرت
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن في دعم الإمارات.
وقالت
الصحيفة إن سعي أبو ظبي لسياسة خارجية متعددة الأقطاب، وتحقيق التوازن بين
العلاقات الأمنية التاريخية مع الدول الغربية إلى جانب العلاقات التجارية والنفطية
الأحدث مع قوى مثل الصين وروسيا والهند، يمنح النظام الخليجي قدرات توسع تتجاوز
معظم الديمقراطيات الغربية، كما يقولون.
ومن
خلال معركة العلاقات العامة هذه، فشل فريق "كوب 28" في الاحتفاظ بثلاث
وكالات تواصل دولية على الأقل خلال العام الماضي، بما في ذلك BCW وEdelman وFGS، وفقا لما قاله أشخاص
على دراية بالأمر.
ويبحث
"كوب 28" الآن عن توظيف شركة استشارية أخرى لتولي دعم التواصل. وقام
المنظمون بإعارة موظفين من منظمات محلية بما في ذلك أدنوك ومجموعة الطاقة المتجددة
الحكومية.
وقالت
شركة Edelman إنها أيدت الإعلان عن رئاسة "كوب 28" والتنفيذ الأولي: "ومع ذلك،
فقد انتهت هذه المشاركة"، بينما رفضت BCWوFGS التعليق.
وحدد
الأكاديمي البريطاني المقيم في قطر، مارك أوين جونز، والمتخصص في المعلومات
المضللة عبر الإنترنت، ما لا يقل عن 100 حساب مزيف على تويتر منخرطة في "جهد
كبير متعدد اللغات للترويج الماكر" حول مؤتمر "كوب 28"، يروج
للسياسة الخارجية للإمارات ويلمع سجلها البيئي.
وقالت
رئاسة "كوب 28" إن حسابات الروبوت المزيفة هذه، والتي قالت إنها أبلغت
بها تويتر، "تم إنشاؤها من قبل جهات فاعلة خارجية غير مرتبطة بالمؤتمر وهي
مصممة بشكل واضح لتشويه سمعة "كوب 28" وعملية المناخ".
وأثار
الجابر حفيظة ناشطي المناخ بعد أن أصر على أن إنتاج الوقود الأحفوري لا ينبغي أن
يكون محور
قمة المناخ، بل السيطرة على الانبعاثات، إما من خلال انخفاض الطلب أو
تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه التي تسمح باستمرار استخدام النفط والغاز.
وسعت
الإمارات أيضا إلى تسليط الضوء على توجه الطاقة المتجددة بقيادة الجابر لمدينة
مصدر. لكن التزاماتها التي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار حتى الآن تقارن مع مبلغ 150
مليار دولار المخطط له في الإنفاق الرأسمالي حيث تسعى أدنوك لتوسيع طاقة إنتاج
النفط في السنوات الخمس المقبلة.
ويقول
علماء المناخ ووكالة الطاقة الدولية إن وقف تطوير النفط والغاز الجديد مطلوب
للحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية منذ عصور ما قبل الصناعة. وكان شهر
أيار (مايو) هو الثاني الأكثر سخونة على مستوى العالم منذ 30 عاما.
وأثارت
دعوة الإمارات للدكتاتور السوري بشار الأسد المزيد من السخط في العواصم الغربية
التي تعارض إعادة تأهيله الدبلوماسي.
وأدت استضافة مثل هذا الحدث البارز إلى وضع سجل
حقوق الإنسان المحلي للحكم
الأوتوقراطي تحت رقابة متجددة. ودعت جماعات مناصرة إلى إطلاق سراح عشرات المعارضين
السياسيين المحتجزين منذ 2012، وكثير منهم ما زالوا مسجونين على الرغم من انتهاء
مدة عقوبتهم. وقال نشطاء إن السلطات وصفت المعتقلين بأنهم تهديد إرهابي.
ويُعرف
الجابر، وهو مهندس تثق به قيادة أبو ظبي كأحد أكثر التكنوقراط فاعلية، بأنه متطلب
وحساس بشكل خاص للنقد وله سمعة في الاستغناء بشكل متكرر عن المستشارين.