قالت صحيفة "
تليغراف" البريطانية إن
مصر، وبعد أن أمضت سنوات في طمأنة الزوار بشأن الهجمات الإرهابية، ظهرت مخاوف جديدة بشأن سلامة السياح هناك.
وأوضحت الصحيفة أنه في عام 2014، زار 900 ألف مسافر بريطاني مصر؛ فيما انخفض هذا الرقم إلى ما يزيد قليلاً عن 200 ألف في عام 2016 في أعقاب سقوط طائرة بعد وقت قصير من مغادرتها شرم الشيخ، حيث اختارت العديد من شركات السفر البريطانية التوقف عن الترويج لقضاء العطلات هناك.
واعتبرت الصحيفة أن الوضع الأمني تحسن بشكل كبير بعد جائحة كورونا مع إعادة إطلاق رحلات easyJet Holidays والإبلاغ عن مبيعات قوية بشكل خاص لهذا الصيف.
واعتبر المدير التنفيذي لشركة الأسفار يوهان لوندغرين في وقت سابق من هذا العام أن الطلب كان بسبب الوجهة التي تقدم "قيمة كبيرة مقابل المال" في سياق أزمة تكلفة المعيشة التي تعرفها مصر.
ويعد الانتعاش أمرًا حاسمًا بالنسبة للاقتصاد المصري نظرًا لأن
السياحة تمثل 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة مع
تضخم مرتفع يصل إلى 40 بالمئة.
ولسوء الحظ، تحولت المخاوف خلال الفترة الحالية إلى نقص عام في معايير السلامة في صناعة السياحة بعد سلسلة من الحوادث البارزة، بحسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن ثلاثة سياح بريطانيين فُقدوا الأحد، ويُعتقد أنهم لقوا حتفهم بعد أن اشتعلت النيران في يخت أثناء رحلة غوص تحت الماء في البحر الأحمر، فيما تم إنقاذ 24 شخصًا من القارب الذي كان عائدًا إلى ميناء مرسى علم بعد رحلة استمرت أسبوعًا. وقالت السلطات المحلية إن تحقيقا أوليا أشار إلى أن حدوث حريق في دائرة كهربائية في غرفة المحرك تسبب في حدوث حريق.
وكانت هذه ثاني مأساة تضرب في غضون أيام قليلة، حيث هاجمت سمكة
قرش من نوع "النمر" مواطنا روسيا عمره 24 عاما في مياه البحر الأحمر بالغردقة المصرية، ما أدى إلى وفاته على الفور. وقامت السلطات المحلية بإيقاف جميع النشاطات المائية ريثما يتم اتخاذ تدابير إضافية عبر إغلاق 46 ميلا من الشاطئ.
وتساءلت الصحيفة قائلة: "هل هذه الحوادث مجرد مصادفات مأساوية أم أن السائحين في خطر متزايد عند قضاء إجازتهم في مصر؟".
لكن تجدر الإشارة إلى أنها ليست حادثة القارب الوحيدة في البحر الأحمر هذا العام، حيث انقلب يخت آخر، وهو فندق كارلتون كوين، وغرق بالقرب من
الغردقة في نيسان/ أبريل الماضي، ولحسن الحظ لم تقع إصابات، لكن الركاب يخططون لمقاضاة أصحابها لتشغيل سفينة قائلين إنها غير صالحة للإبحار.
نظرًا لأن البحر الأحمر هو أحد أكثر وجهات الغوص شعبية في العالم، فمن المنطقي أن الشركات السياحية تسعى لتحقيق أقصى استفادة من هذا الطلب وأن البعض قد يكون لديه معايير أمان متساهلة، بحسب الصحيفة.
وأشارت "تليغراف" إلى أن نصائح السفر على موقع وزارة الخارجية البريطانية تحذر من أن "مشغلي الغوص الرخيصين جدًا قد لا يوفرون معايير سلامة وتأمين كافية".
أما بالنسبة لهجمات أسماك القرش، فالوضع يبدو أوضح، حيث ظهرت تقارير تفيد بأن الإلقاء غير القانوني لجيف الحيوانات واللحوم النيئة هو المسؤول عن اقتراب أسماك القرش من الشاطئ في الغردقة، بحسب الصحيفة التي قالت إن المنطقة شهدت ثلاث هجمات لأسماك القرش هذا العام.
من الواضح أن هذا وضع غير عادي للغاية حدث في مصر، ولحسن الحظ فإن هذه الهجمات نادرة جدًا، بحسب الصحيفة التي استدركت بالقول إنه "ومع ذلك، يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم ومن المهم أن يتخذ جميع المسافرين والمصطافين احتياطات إضافية عندما يكونون في عطلة للتأكد من أنهم يسبحون في مياه آمنة ".
وفي عام 2013، اشتعلت النيران في منطاد أثناء الطيران فوق الأقصر، مما أسفر عن مقتل 19 سائحًا. بعد خمس سنوات، قُتل سائح من جنوب أفريقيا وأصيب عدة آخرون في نفس المنطقة بسبب الهبوط الاضطراري، كما تم الإبلاغ عن عدد قليل من الحوادث الأخرى.
وشددت الصحيفة على أنه "قبل حجز عطلة في مصر، تأكد من قراءة أحدث نصائح السفر من وزارة الخارجية بدقة، والتي تحتوي على معلومات تفصيلية لاعتبارات السلامة في أجزاء مختلفة من البلاد ومعلومات عن أنشطة محددة".
فيما يتعلق بالغوص والغطس في البحر الأحمر، ينصح الموقع المصطافين بأن يكونوا "على دراية بأن معايير السلامة لمشغلي الغوص يمكن أن تختلف بشكل كبير".
ويضيف الموقع: "حيثما أمكن، قم بإجراء الحجوزات من خلال ممثل الرحلة الخاص بك. قد لا يوفر المشغلون الرخيصون جدًا معايير السلامة والتأمين المناسبة. إن الغوص إلى ما هو أبعد من الحد الأقصى لعمق بوليصة التأمين الخاصة بك سوف يبطل التغطية التأمينية الخاصة بك".
وختمت الصحيفة بالقول إن "لوائح الصحة والسلامة في مصر ليست صارمة كما هو الحال في المملكة المتحدة، ومن المحتمل أن يكون هذا قد تفاقم بسبب اليأس للاستفادة من النهضة السياحية، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة المستمرة في البلاد".