قالت صحيفة نيويورك تايمز،
إن الجيش الباكستاني، يبذل جهدا كبيرا، من أجل نزع قوة رئيس الوزراء السابق، عمران
خان، ووصل الأمر إلى حملة ترهيب واسعة، لكتاب الأعمدة والصحفيين وأنصاره، واستقال
حلفاء رئيسيون من حزبه بسبب تهديدات تلقوها باعتقالهم أو زجهم في السجن بتهم
جنائية.
وأشارت الصحيفة، إلى
أن الجيش يسعى لتفريغ الحزب السياسي لخان، من قوته، قبل الانتخابات العامة، في
الخريف المقبل.
مع اندلاع التوترات
السياسية بين خان والحكومة الباكستانية في الأسابيع الأخيرة التي أثارت احتجاجات عنيفة
على مستوى البلاد، استجاب الجيش القوي في البلاد بشن حملة مروعة ضد أنصار خان تهدف إلى تفريغ حزبه السياسي قبل
الانتخابات العامة هذا الخريف.
وقال محللون إنها أحدث
خطوة في كتاب قواعد اللعبة القياسي للجيش الباكستاني لتهميش السياسيين الذين لم
يعودوا مرغوبا بهم من الجيش والحفاظ على قبضته الحديدية على سياسة البلاد. كما يبرز
كيف أصبح نجم الكريكيت، الذي تحول إلى سياسي شعبوي، هدفا للتكتيكات ذاتها التي
ساعدته في الوصول إلى السلطة في عام 2018، عندما أزال الجيش منافسيه من الميدان
ومهد الطريق لانتخابه.
ومنذ الإطاحة به العام
الماضي، وجه خان انتقادات شديدة للجنرالات وهي المواجهة التي تسببت في أشد أزمة
سياسية في باكستان منذ أكثر من عقد.
وفي الأسابيع الأخيرة،
ترك حزبه، المعروف باسم تحريك إنصاف باكستان، أكثر من 100 من المسؤولين الكبار
والمتوسطين بمن فيهم وزيران رئيسان سابقان وحاكم سابق وعدد من وزراء الحكومة.
وقالت الصحيفة إنه في كل
يوم تقريبا، يظهر أعضاء من حزب إنصاف باكستان، في جميع أنحاء البلاد للإعلان عن استقالاتهم
من الحزب، وإعلان دعمهم للجيش الباكستاني ورفض صراع خان مع كبار الضباط.
وقال المحلل السياسي
عارف رفيق: "الجيش الباكستاني منخرط مرة أخرى في الهندسة السياسية من خلال
فرض استقالات من حزب خان وتوجيه قوى سياسية جديدة معا، والهدف الأساسي هنا هو
إقصاء خان من العملية السياسية، لأنه لم يعد مطيعا بشكل يعتمد عليه وحشد الدعم
الشعبي الذي يمنحه رأس مال سياسيا مستقلا عن الجيش".
بينما يحذر المراقبون
من أنه لا ينبغي استبعاد خان من السياسة بعد، فإن الانشقاقات المفاجئة والواسعة
النطاق تمثل تحولا مذهلا لخان، الذي أظهر قدرته على مواجهة نفوذ الجيش بعد إقالته
من منصبه في تصويت عدم الثقة العام الماضي. لقد اجتذب الآلاف إلى المسيرات ووجد
الدعم في نظام المحاكم، الذي منحه الكفالة في العديد من القضايا التي رفعها
المدعون ضده مؤخرا.
يبدو أن نقطة التحول
جاءت بعد أن ألقت السلطات القبض على خان في 9 أيار/مايو بتهمة الفساد، واقتحم
المئات من أنصاره منشآت عسكرية، وأضرموا النيران في بعضها ونهبوا البعض الآخر، في
مشاهد لم يكن من الممكن تصورها في يوم من الأيام في بلد لا يجرؤ فيه سوى القليل
على تحدي المؤسسة العسكرية، التي حكمت باكستان بشكل مباشر لنحو نصف تاريخها الممتد
75 عاما وتحرك خيوط السياسة في ظل حكومات مدنية، ورد الجيش على الاحتجاجات بالقوة.
وقال حماد أزهر،
الوزير السابق في الحكومة والعضو الحالي في حزب تحريك إنصاف باكستان، إن الشرطة
داهمت منازل شقيقاته في مدينة لاهور الشرقية عدة مرات واعتقلت لفترة وجيزة والده،
وهو سياسي مخضرم أيضا، وهو الآن مختبئ، كما قال أزهر إن السلطات حاولت إغلاق شركة
الصلب المملوكة لعائلته.
لا تقتصر الحملة على
كبار مسؤولي الحزب، في الشهر الماضي، أعلنت الحكومة أن حوالي 30 متظاهرا متهمين
بمهاجمة منشآت عسكرية خلال احتجاجات 9 أيار/ مايو سيحاكمون أمام محاكم عسكرية،
وليست مدنية، وقوبلت هذه الخطوة بإدانة واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان
باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي، كما اتهم صحفيان بالخيانة واتهما بتحريض
المتظاهرين على مهاجمة المباني العسكرية.
كما وجهت الاتهامات
إلى آلاف المتظاهرين بموجب قوانين تحظر أعمال الشغب وتهديد النظام العام، واشتكى
أنصار آخرون لحزب إنصاف من يد الشرطة القمعية.
كما ادعى حلفاء خان أن الجيش لجأ إلى إخفاء أنصارهم، أو
احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي دون توجيه تهم إليهم، وهو تكتيك اتُهمت به قوات
الأمن الباكستانية في السنوات الماضية.
في إحدى القضايا
البارزة، فقد صحفي ومعلق سياسي يعتبر متعاطفا مع خان وظل مفقودا منذ 11 أيار/ مايو، عندما تم تداول مقطع فيديو على وسائل
التواصل الاجتماعي يظهر أنه يخرج من مطار سيالكوت الدولي في شرق باكستان من قبل
مجموعة من ضباط الشرطة. وتقول أسرة الصحفي عمران رياض خان، إنهم لم يسمعوا أي
أخبار عنه منذ ذلك الحين، ويشتبهون في أنه لا يزال رهن الاحتجاز. وينفي مسؤولو
الأمن ذلك ويقولون إنه أطلق سراحه.
الحملة العسكرية على
أعضاء حزب تحريك إنصاف تكرار للتكتيكات التي استخدمتها لتغذية صعود خان إلى السلطة
في عام 2018.
قبل تلك الانتخابات،
تم توجيه تهم بالفساد إلى السياسيين الذين فقدوا حظهم لدى الجيش. تم تقييد منافذ
الأخبار الرئيسية. تعرض الصحفيون الذين ينتقدون الحملة للخطف والتهديد ليصمتوا.
الآن، مع انشقاق كبار
المسؤولين من حزب خان بأعداد كبيرة، يقوم بعض المحللين بالفعل بشطب الآفاق
الانتخابية للسيد خان.
وأشارت الصحيفة إلى أن
العديد من المنشقين عن حزب خان انضموا إلى حزب سياسي جديد بقيادة جهانغير تارين،
وهو رجل أعمال وسياسي ثري معروف بمهاراته في تكوين التحالفات، كان تارين، الذي كان من المقربين من خان، قد أعلن عن
الحزب الجديد، حزب استحكام باكستان، الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي حيث كان يحيط
به العديد من الحلفاء السابقين البارزين لخان.
جدارية في مبنى البرلمان الهندي الجديد تزعج الجوار.. ورد رسمي (شاهد)
محكمة باكستانية تفرج عن عمران خان بكفالة إثر اتهامات بالقتل
عمران خان يحذر من اعتقاله بعد تطويق الشرطة لمنزله (شاهد)