تتندر وسائل الإعلام والفضائيات الغربية وكبار المحللين فيهما، على فشل
روسيا في تأمين حماية كافية توقف استهداف
جسر القرم سواء من الطائرات المسيّرة أو المفخخات..والسؤال لماذا يتكرر استهدافه وما مغزى التندر الغربي؟!.
بداية..مغزى التندر الغربي هو في تشويه واسقاط هيبة روسيا كدولة عظمى منافسة للولايات المتحدة الأمريكية أمنيا، وعلى مستوى العالم، ولهذا يتكرر استهدافه بصورة لافتة والتباهي بالقدرة على تعطيله ووقف حركة المرور والشاحنات عليه.
قبل الحديث عن اهمية جسر القرم الاستراتيجية، فإن طوله يزيد عن (18,1) كم، وهو أطول جسر في قارة أوروبا كلها، ويربط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في2014م، وللتذكير فمساحة الجزيرة زهاء (27,5)كم2، وتكمن اهميته في أنه يربط امدادات الأسلحة والذخائر من جهة روسيا إلى مقاطتي زاباروجيا وخيرسون التي ضمتهما موسكو ايضا العام الماضي، باقصر الطرق، وطبعا فالبر الروسي مرتبط جغرافيا مع المقاطعات الأربعة التي جرى ضمها لكن أهمية الجسر الاستراتيجية تكمن ايضا في فرض الهيمنة على كامل بحر ازوف الذي أضحى يخص روسيا دون أوكرانيا.
روسيا التي أنشأت جسر القرم عام 2018م، كانت تدرك اهميته الاستراتيجية في السيطرة على بجر ازوف وعلى شبه جزيرة القرم وعلى الربط الجغرافي مع خيرسون وزاباروجا نظرا لوجود اهم واكبر ميناء لصناعة الحديد والصلب في ماريوبول، وبالتالي فإن الاستهدافات المتكررة تتواصل من خلال نشاط أكثر من (250) قمرا اصطناعيا تراقب المنطقة، هذا إلى جانب وحود رصد ورادارات بحرية في البحر الأسود تتبع تحركات ومناطق السفن الحربية الروسية، ومعرفة الثغرات لخرقها، وطبعا فإن موسكو هي الأخرى ترصد وتتابع لكنها في موقف دفاعي أكثر منه هجومي ما لم تقدم على عملية إغلاق كاملة للبحر الأسود وحينها ربما تذهب بعيدا في غزو نيكولاف واوديسا الاوكرانيتين ولهذا تداعيات خطيرة على أمن البحر الأسود وأوروبا والدول المجاورة لها.
جسر القرم سيظل تحت النيران إلى أن تتوقف الحرب الروسية على أوكرانيا، وتتوصل الأطراف إلى حلول سياسية وأمنية، وبكل الأحوال فإن نهاية هذا العام ربما يكون حاسما لجهة انتصار طرف على آخر .
(الدستور الأردنية)