قال الجنرال الإسرائيلي السابق دورون مينرت، الناشط في منظمة "النظر للاحتلال بأعيننا"، إن "الإسرائيليين
منفصلون تمامًا عن الواقع، من خلال رؤية واقعهم على الأرض، وقراءة مئات الشهادات،
ودراسة الأبحاث، ومشاهدة مقاطع الفيديو"، مشددا على أن الجيش يمثل مشكلة كبيرة
بالضفة الغربية.
وقال مينرت، إن
المستوطنين هم طليعة التطهير
العرقي الذي يتم في المناطق (ج) بالضفة الغربية، وفي السيطرة على الإرهاب في بقية
المناطق، والجيش ذاته هو الأساس الذي يمكّن ويساعد على تنفيذ ذلك".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة
يديعوت أحرونوت،
وترجمته "عربي21"، أن "جيش
الاحتلال تخلّى في أجزاء من
الضفة
الغربية بشكل شبه كامل عن دوره في حماية
الفلسطينيين وإنفاذ القانون، فيما الإدارة
المدنية الإسرائيلية تبدو خادمة لنظام الفصل العنصري، أما شرطة الاحتلال، فهي في
أحسن الأحوال متهمة جنائياً، وبعض أفرادها مشبعون بفكر المستوطنين، ويفعل البعض
ذلك لأنهم انتهازيون يسعون للترقية، وبعضهم يمارسون الشرّ، ويريدون فقط العودة
للمنزل في نهاية يوم العمل، ولا يعتقدون أن الفلسطينيين بشر، وأن حياتهم وحقوقهم
يجب أن تكون محمية".
وأوضح أن ما قاله قائد جيش الاحتلال عن تعامل
جنوده مع عنف المستوطنين، وانتهاك القانون، "هو محض هراء، لأنه كان بإمكانه
فعل الكثير، بما يتطلب منه مواجهة متعددة الأطراف داخل المجتمع الإسرائيلي، من
أسفل وما فوق، وينطبق الشيء نفسه بالنسبة للجنرال يهودا فوكس قائد المنطقة الوسطى
في الضفة الغربية، بزعم أنه "صاحب السيادة" في المناطق الفلسطينية".
وأكد أنه "طالما أنه لا يوجد اعتقالات ضد
المستوطنين، وتقارير اتهامات ضد المجرمين منهم، ولا يحتجزون إرهابيين يهودا،
ويسلمونهم إلى الشرطة، ولم يخلوا البؤر الاستيطانية غير القانونية، ولا تحقق
الشرطة في انتهاكاتهم، وتنشر نتائج عن مذابحهم، ولا يطردون الحاخامات الذين يقودون
أعمال الشغب، ولم يتم أخذ السلاح ممن يستخدمه بشكل غير قانوني، فهذا كله كلام فارغ".
واعترف بالقول: "أعرف كيف يعمل الجيش، وما
يمكن أن يفعله عندما يريد، لقد كنت هناك، وأعرف ما هي قوته عندما يقرر التعامل مع
هذه الظاهرة بجدية، إنه مهتم في الضفة الغربية بمساعدة استراتيجية المستوطنين،
وهذا ما يفعله، يريد أن يفعل ذلك تحت الرادار، وهذا ما يفعله، لذلك يجب ألّا نخطئ
التقدير، فليس هناك فوضى في المناطق الفلسطينية، بل هناك نظام سفاح عنيف يقود
ويملي الأوضاع الميدانية، ويساعد المستوطنين عن علم وعن قصد".
يكشف هذا الاعتراف أن جيش الاحتلال لا يكتفي
بالاعتداءات التي ينفذها المستوطنون، بل إن جنوده لا يترددون بإطلاق النار باتجاه
الفلسطينيين، والمتضامنين معهم، ودون سابق إنذار، وصولًا لإشعال النار في الحقول
الجافة التي يسيرون فيها.