منعت السلطات الأمنية
الجزائرية القيادي في جبهة الإنقاذ الشيخ علي بلحاج، من الالتحاق بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا في سياق مراجعة للطبيب، واختاروا له مستشفى بديلا عنه، وهو ما رفضه بلحاج واعتبره عملا غير مقبول.
وأعلن بلحاج في شريط مصور نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي
"يوتيوب" اليوم الجمعة، أن منعه من الالتحاق بالمستشفى الذي اختاره لمعاينة أوضاعه
الصحية، هو جزء من سياسات التنكيل التي يتعرض لها المعارضون عامة في الجزائر.
وقال بلحاج: "أحببت الذهاب إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا،
لأعرض نفسي على طبيب مختص، بسبب أوضاعي الصحية، ولكن قوات الأمن أوقفوني في الطريق، وسألوني إلى أين أتجه، فقلت لهم: أريد الذهاب إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا. بعد لحظات، أخبروني بأنني ممنوع من الذهاب إلى المستشفى، وإنما أستطيع الذهاب إلى
مستشفى آخر. فقلت لهم: ليس من حق أحد أن يختار لآخر المستشفى أو الطبيب الذي يعرض
نفسه عليه. وبعد أخذ ورد وملاسنة، منعت من الذهاب إلى المستشفى الذي أرغب في الذهاب
إليه، وعدت أدراجي إلى البيت".
وأضاف: "نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، ونفوض أمرنا إلى الله. هذه
هي الجزائر الجديدة؛ أي جزائر هذه التي تمنع الناس من ممارسة حقوقهم؟ الذي
ينتقد يسجن، ولم ينج منهم لا أصحاب الداخل ولا أصحاب الخارج. ويتحدثون عن الجزائر
الجديدة، هذه الجزائر التي أصبحت على الحديدة. لولا فضل الله والتضامن الاجتماعي، لضاعت خلائق كثيرة. انظروا إلى مستشفيات الجزائر، في هذه الأيام الحارة، كيف تأثر
الضعفاء والأطفال وأصحاب مرض السكري والسرطان وضيق التنفس. ويتحدثون عن الجزائر
الجديدة!".
وأشار بلحاج إلى أن الأمن الذي يرافقه للمستشفى من مهمته أيضا أن
يسأل الطبيب عن طبيعة المرض الذي جاء للعلاج منه، معتبرا أن ذلك مخالف لكل
القوانين ولحقوق الإنسان.
على صعيد آخر، حذّر بلحاج الحكام والمسؤولين وأصحاب القرار من عواقب
الاستمرار في الظلم، وقال: "الأرض وضعها الله تعالى للأنام على اختلاف
أجناسهم ونحلهم ليتعايشوا ويعيشوا عليها، وليس للمسلمين. هذه الأرض بعض الناس
الذين يعيشون عليها كفروا نعمة الله وأفسدوا في الأرض. وألوان الفساد في الأرض
كثيرة. وهذه الحرارة الزائدة عن الحد هذه الأيام، التي تحرق الأخضر واليابس، هي
بما صنعت أيدي الناس. والأرض مخلوق من مخلوقات الله، ولا تريد أن يقع فوق ظهرها
ما يغضب الله عز وجل. المولى يؤدب من على الأرض بالأرض ذاتها، تعيشون عليها وتعملون
المعاصي وتظلمون بعضكم بعضا!".
وانتقد بلحاج بشدة الموقف العربي والإسلامي الرسمي من حرق القرآن في
السويد، وقال بأن الرد الأنسب للحكام العرب والمسلمين، أن يتجهوا لتنفيذ أحكام
القرآن في بلدانهم.
كما انتقد بلحاج ما وصفه بـ "الخذلان العربي والإسلامي"
للفلسطينيين، واعتبر أن تقديم المساعدة للرئيس محمود عباس، هو دعم لمن يعمل مساعدا
للاحتلال، وليس دعما للمقاومين للاحتلال، في إشارة إلى الدعم الذي قدمته الجزائر
مؤخرا للسلطة الفلسطينية.
ويعد علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي حُظر
نشاطها منذ مارس/ آذار 1992، عقب تدخل الجيش لتوقيف المسار الانتخابي في كانون الثاني/يناير من السنة نفسها.
وكان بلحاج قد اعتقل قبل ذلك في حزيران/يونيو 1991، بسبب خطاباته
الحادة والمتشددة ضد السلطات وانتقاده الجيش، وحكم عليه بالسجن رفقة رئيس الجبهة
عباسي مدني بالسجن 12 عاما، حيث أطلق سراحه عام 2002.