يثير اعتراف
الاحتلال بالسيادة
المغربية على
الصحراء، الشكوك حول مدى واقعية هذا الطرح، خاصة أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قرّر بهذه الخطوة الابتعاد عن السياسة الإسرائيلية التقليدية، بعد سنوات من الضغوط التي زادت خاصة مع تجديد العلاقات بين
الرباط وتل أبيب.
وقال خبير الشؤون العربية بإذاعة جيش الاحتلال، جاكي خوجي، إن "الخطوة الإسرائيلية تخالف المعتاد في سياستها بعدم الانحياز إلى أي جانب في الصراعات الدولية، مما يطرح السؤال حول دوافع نتنياهو الحقيقية من هذه الخطوة".
ورجّح خوجي، في مقال على صحيفة "
معاريف" ترجمته "عربي21"، أن "رغبة نتنياهو الأساسية هي تعزيز العلاقات العربية، مع الجمود الحاصل في علاقاتها الغربية، وتجميد الخيار السعودي، ممّا جعله يتلقى دعوة ملكية لزيارة المغرب بعد يومين فقط من اعترافه الاستثنائي الذي يتعلق بمنطقة مساحتها أكبر 12 مرة من أراضي فلسطين المحتلة".
وأضاف أن "خطورة الخطوة الإسرائيلية تنبع من كون منطقة الصحراء لديها العديد من أوجه الشبه مع القضية الفلسطينية، ولذلك فقد ترددت إسرائيل في اتخاذ موقف منها، حتى لا ترتبط بدعم الاحتلال، الذي ينضم لعدد من الدول المؤيدة للمغرب في هذه المسألة ومنها السعودية والهند والإمارات وفرنسا والولايات المتحدة، وفي الاتحاد الأوروبي هناك أغلبية ساحقة ضد موقف الرباط، وترى فيها دولة محتلة".
وتابع بأن "الخطوة الإسرائيلية دفعت المغرب لاعتبار نفسه الدولة العربية التي تعتبر علاقاتها مع إسرائيل هي الأكثر دفئًا، وبعد الاعتراف الذي تلقته منها، فقد تحسنت علاقاتهما بشكل أكبر، وترتكز على ثلاث ركائز صلبة: الأمن، السياحة، والدبلوماسية، وفق هذا الترتيب الدقيق، خاصة وأن الروابط الاقتصادية المدنية ليست في ذروتها، وكذلك الثقافية".
أما فيما يتعلق بالجوانب الأمنية والعسكرية، فيضيف خوجي، أن الأمر تمثل في "إعلان جيش الاحتلال عن تعيين ملحق عسكري إسرائيلي في الرباط، باعتبارها خطوة ضرورية في ضوء العلاقات الوثيقة بين جهاز الأمن الإسرائيلي ونظيره المغربي، وسيكون الضابط شارون إيتاش أول ملحق عسكري في الرباط".
وأردف المتحدث أن "المغرب يعتبر زبونا مهما للصناعات العسكرية الإسرائيلية، وهو يحتاج الكثير من المعدات والتكنولوجيا العسكرية التي تبيعها إسرائيل بهدف مساعدة قواته في الصحراء، مما يعني انحيازا إسرائيلياً بجانبه في هذا الصراع، وإن لم تعلن ذلك، حتى قبل أن تعرب عن دعمها لكون الصحراء جزءًا من الأرض المغربية، حيث ساعدت المغاربة بالوسائل العسكرية على تقوية قبضتهم عليها، والآن أكملت الخطوة الأمنية العسكرية بأخرى دبلوماسية أيضا".
وأشار إلى أن "كل من صادف مبنى السفارة المغربية بشارع اليركون في تل أبيب سيلاحظ اللافتة الدائمة أمامه "مكتب الاتصال"، وكذلك تم تحديد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط على هذا النحو، بناء على طلب المغاربة، وقريبا، وكتعبير عن الشكر لإعلان الحكومة الإسرائيلية، قد ترفع الرباط العلاقات إلى مستوى السفارات، مما يعني لفتة لطيفة تجاه دولة الاحتلال، وسيتصرف الوفدان كما لو كانا سفارات، وليس مجرد مكاتب اتصال، حيث يضم الوفد المغربي في تل أبيب ثمانية دبلوماسيين، ومنذ قدومهم هنا يسكنون ذلك المبنى في تل أبيب، ذا الأربعة طوابق، وهذا ما تبدو عليه سفارة رسمية كاملة، وليس مكتب ارتباط متواضعا".
وتكشف الخطوة الإسرائيلية المفاجئة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية عن مصلحة إسرائيلية ليست خافية، باعتبارها ركيزة أخرى في تعزيز علاقاتهما، ومكانتها في الشرق الأوسط بمواجهة إيران، والدور المركزي الذي يضطلع فيه جيش الاحتلال وجهاز الموساد في التسريع بهذه الخطوة.