سياسة تركية

مواجهة بين إمام أوغلو وزعيم حزبه.. ومخاوف من خسارة بلدية إسطنبول

إمام أوغلو يلتقي كليتشدار أوغلو بعد تسريب الفيديو- الأناضول
اندلعت أول مواجهة مباشرة بين رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، بعد تسريب "فيديو الانقلاب"، وسط مخاوف من خسارة بلدية إسطنبول لصالح حزب العدالة والتنمية.

وأثار تسريب ما وصفه البعض بـ"اجتماع الانقلاب"، جدلا واسعا في أروقة حزب الشعب الجمهوري، لا سيما أنه كان دون علم زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو الذي علق بشأنه بأنه "خارج الأعراف الحزبية".

وكانت أول مواجهة بين إمام أوغلو وزعيم حزبه، كانت أمس السبت، خلال اجتماع عقده كليتشدار أوغلو مع رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري، ضمن التحضيرات للانتخابات المحلية التي تجرى في آذار/ مارس المقبل.

وتشتد الأزمة داخل حزب الشعب الجمهوري، ووصلت إلى إنهاء التعاقد مع قناة "HALKTV" المعارضة.

وترأس كليتشدار أوغلو اجتماع رؤساء البلديات الذي عقد في مقر الحزب، وجرت أول مصافحة مع رئيس بلدية إسطنبول بعد تسريب "اجتماع الانقلاب".

ولوحظ غياب عدد من رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعب الجمهوري، وأبرزهم رئيس بلدية بولو تانغو أوزجان، الذي تمت إحالته إلى مجلس التأديب من أجل طرده نهائيا من الحزب بعد اتهامات وجهها لكليتشدار أوغلو.

وتداولت وسائل إعلام تركية، وصحفيون مقربون إلى حزب الشعب الجمهوري، أن توترا حادا بين إمام أوغلو وكليتشدار أوغلو شهده الاجتماع.

قناة "HALK TV" المقربة لحزب الشعب الجمهوري، ذكرت أن كليتشدار أوغلو ألمح بإمكانية خوض الانتخابات البلدية دون تحالف مع أحد، مطالبا رؤساء البلديات بالاستعداد لها، وشدد على ضرورة تجنب النقاشات الحزبية الداخلية في الأماكن العابة لأنها ستنعكس سلبا على الحزب.

إمام أوغلو: ليس لدي ما أعتذر عنه

وسمح لعدد من رؤساء البلديات بالتحدث على المنصة، وقال إمام أوغلو موجها حديثه إلى كليتشدار أوغلو: "كما أكدت سابقا أنا مستعد لتولي دور الوسيط في التغيير وأنتم أمناء المظالم، لا أجد من الصواب القول إن على رؤساء البلديات عدم الانخراط في السياسة. تنتظرنا أيام عصيبة إذا توجهنا للانتخابات المحلية من دون مناقشة أخطاء حزبنا حيث إن المسألة لا تتعلق برئاسة الحزب".

وفي تعليقه بشأن وصف "اجتماع الزووم" بأنه "خارج الأعراف"، قال إمام أوغلو: "ليس لدي ما أعتذر عنه، ولا أجد أنه خارج الأعراف".

إمام أوغلو يحذر من خسارة البلديات ومنها إسطنبول
وحذر إمام أوغلو من خسارة الانتخابات البلدية بما فيها إسطنبول، إذا لم يطرأ أي "تغيير" في حزب الشعب الجمهوري.

وقال إمام أوغلو: "ما زلت مستعدا، وأنتظر يدكم للتغيير، حتى إن حزب العدالة والتنمية سيعقد مؤتمرا عاما لحزبه في أيلول/ سبتمبر بسبب انخفاض المعدل التصويتي له، ولا أستطيع تحمل خسارة حزبنا مرة ثانية، ويصبح حزب المعارضة الثاني".

إمام أوغلو هدد بعدم الترشح لبلدية إسطنبول

الصحفي يالتشين باير، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، ذكر أن إمام أوغلو قال لزعيم حزبه: "إذا واصلت تولي رئاسة الحزب دون تغيير، فلن أكون في الانتخابات المحلية القادمة".

وأشار إلى أن منظم المنصة أحمد أكين، طلب من إمام أوغلو الاختصار في حديثه، لكن رئيس بلدية إسطنبول قال: "لا أستطيع اختتام حديثي، سوف تستمعون".

مقترح من كليتشدار أوغلو إلى أمام أوغلو
الصحفي سايقي أوزتورك في مقال على صحيفة "سوزجو" الموالية لحزب الشعب الجمهوري، ذكر أن كليتشدار أوغلو قدم بعض المقترحات إلى إمام أوغلو في اجتماع أمس.

وأوضح أوزتورك، أن كليتشدار أوغلو قال لإمام أوغلو، إنه "في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حصل حزب الشعب الجمهوري على أغلبية في 22 منطقة من أصل 39 في ولاية إسطنبول، وكان مرشحا لرئاسة البلدية في الانتخابات المحلية المقبلة، ووفقا لهذا الوضع فإننا قد نحصل على الأغلبية في المجلس البلدي".

وأضاف كليتشدار أوغلو: "وعندما يحدد موعد المؤتمر العام للحزب، بإمكانك الاستقالة من رئاسة البلدية، ونظرا لأن الأغلبية في المجلس البلدي ستكون لحزبنا، فإنه سيتم انتخاب عضو من حزب الشعب الجمهوري بديلا عنك، لكن الآن الأغلبية لتحالف الجمهور، وإذا غادرت فإن البلدية ستصبح لحزب العدالة والتنمية.. يجب علينا عدم ترك بلدية إسطنبول لهم قبل الانتخابات".

وكان لافتا تصريحات كليتشدار أوغلو القاسية لإمام أوغلو، بالقول: "لم أقم في حياتي بترشيح نفسي لأي شيء، وليس لدي رغبة بالبقاء طوال حياتي على الكرسي، ولكن إذا خرج شخص لديه ماض نظيف وملتزم بمبادئ وقيم الحزب، وسيقود الحزب إلى الأمام، فسوف أتنحى فورا".

توتر بين رئيس بلدية بكركوي وإمام أوغلو
وخلال الاجتماع هاجم رئيس بلدية بكركوي، بولنت كريم أوغلو، إمام أوغلو، مشيرا إلى أن "عملية التغيير لا تتعلق بمغادرة وقدوم أشخاص، يجب أن تكون خلفية أيدولوجية لذلك، ولا يوجد حاليا ما يستدعي ذلك، وطلب رئاسة الحزب حق لكل عضو، ولكن ليس لأولئك المنتفعين والذين يكتسبون الشهرة على حساب الحزب".

وكشف الصحفي والنائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري باريش ياركداش، في لقاء تلفزيوني، أن بولنت كريم أوغلو، أبدى رغبته علانية في خطابه بالترشح لرئاسة بلدية إسطنبول بدلا من إمام أوغلو.

يشار إلى أن عاصفة يشهدها حزب الشعب الجمهوري، بعد الكشف عن اجتماع عقده إمام أوغلو، مع شخصيات وازنة في الحزب، عبر منصة "زووم"، في إطار حملته للتغيير.

وشارك في الاجتماع السري رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، ونائب رئيس الكتلة البرلمانية غوكهان غونايدن، وشخصيات بارزة من طاقم كليتشدار أوغلو، مثل إنجين ألتاي وأونورسال أديقوزيل وبولنت تزجان ومحرم أركيك، بحثوا خلاله خطوات التغيير داخل الحزب.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع