في خطوة قد تؤثر على الحرب في أوكرانيا، أعلنت وزارة التجارة
الصينية، الاثنين، أن بكين ستفرض ضوابط على تصدير
الطائرات بدون طيار ومعداتها، وذلك من أجل حماية أمنها القومي ومصالحها.
وستنطق الصين في فرض الضوابط ابتداء من تاريخ 1 أيلول/ سبتمبر القادم، عبر المعدات فرض الحصول على إذن من البائعين لتصدير بعض محركات الطائرات بدون طيار والليزر والتصوير والاتصالات ومعدات الرادار والأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار، فيما تخضع الطائرات بدون طيار التجارية ذات المواصفات المحددة أيضا.
في بيان على شبكة الإنترنت، قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية، "إن جميع الطائرات المدنية بدون طيار غير المدرجة في الضوابط محظورة من التصدير لأغراض عسكرية" مضيفا أن "التوسع المتواضع للصين في نطاق السيطرة على الطائرات بدون طيار هذه المرة هو إجراء مهم لإظهار التزامها كدولة رئيسية مسؤولة بتنفيذ مبادرات الأمن العالمي والحفاظ على السلام العالمي؛ الصين عارضت باستمرار استخدام طائرات بدون طيار مدنية لأغراض عسكرية".
وتأتي هذه الضوابط الجديدة، عقب إصدار الأسبوع الماضي، تقرير أعده مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، والذي يزعم أنه اعتبارا من شهر آذار/ مارس، "شحنت الصين أكثر من 12 مليون دولار في شكل طائرات بدون طيار وأجزاء من الطائرات بدون طيار إلى روسيا"، نقلا عن "تحليل طرف ثالث" لبيانات الجمارك الروسية.
وجاءت هذه الإجراءات كذلك، في الوقت الذي تواجه فيه كل من
الولايات المتحدة والصين قيودا متبادلة على الصادرات تشمل منتجات
التكنولوجيا الفائقة، بعد تصاعد المخاوف في
واشنطن بشأن الخطر الذي تشكله بكين على أمنها القومي؛ بالرغم من أن الصين كانت قد قالت إن "إجراءاتها الجديدة لا تستهدف أي دولة محددة".
ويستشهد التقرير، الذي يحمل عنوان "الدعم المقدم من جمهورية الصين الشعبية لروسيا" بتاريخ 2023، في تركيزه على الأهمية المتزايدة للتكنولوجيا الصينية في حرب روسيا في أوكرانيا، إلى حد كبير ببيانات مفتوحة المصدر وتقارير وسائل الإعلام الغربية لدعم مزاعمه. فيما لا يحدد ما إذا كانت شحنات الطائرات بدون طيار المزعومة قد استخدمت في ساحة المعركة، لكنه يشير إلى شحنات البضائع "ذات الاستخدام المزدوج".
من جهتها، نفت وزارة الخارجية الصينية التقرير، الجمعة الماضي، حيث قال متحدث باسمها "إن تعاون بكين مع موسكو لا يستهدف أي طرف ثالث"؛ وكانت في نيسان/أبريل الماضي، قد نفت وزارة التجارة الصينية، في بيان، مزاعم أن الصين تقدم دعمًا عسكريًا لروسيا بطائرات صينية بدون طيار يتم تصديرها إلى ساحة المعركة، ووصفت التقارير الإعلامية عن مثل هذا النشاط بأنها "تشهير متعمد".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في حزيران/ يونيو، إن واشنطن "تلقت تأكيدات من الصين بأنها ليست ولن تقدم مساعدة قاتلة لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا، ولكن كانت هناك مخاوف مستمرة من أن الشركات الصينية ربما توفر التكنولوجيا لروسيا يمكن أن "تعزز عدوانها في أوكرانيا".
تجدر الإشارة، أن الطائرات بدون طيار، أصبحت سمة بارزة بشكل متزايد للحرب الحديثة، حيث تستخدمها كل من روسيا وأوكرانيا، وكذا موسكو خلال شنها حربا على جارتها.
وعثرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق من السنة الجارية، على أدلة على إسقاط طائرة مسيرة صينية الصنع، تمت إعادة تهيئتها وتسليحها، تم استخدامها لاستهداف القوات الأوكرانية؛ فيما أكدت الشركة المصنعة، أن هذا هو هيكل طائرتها، ووصفت الحادث بأنه "مؤسف للغاية".
وقال عدد من المدونين في مجال التكنولوجيا، إن هناك عدة أجهزة تباع على مواقع صينية من قبيل علي بابا، تعرف باسم "طائرات بدون طيار علي بابا" لأنها كانت متاحة للبيع بسعر يصل إلى 15000 دولار.