أثار وزير الاقتصاد والتجارة
اللبناني أمين سلام، غضبا كويتيا رسميا، بعد دعوته إلى ضرورة تمويل إعادة إعمار أهراءات (مخازن القمح) مرفأ بيروت التي تضررت بسبب الانفجار قبل ثلاث سنوات.
وقال سلام في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إنه "لا يجوز لإخواننا في الخليج ترك لبنان بدون خبز"، مضيفا أنه بعث برسالة إلى أمير
الكويت طالبه فيها بإعادة بناء الأهراءات.
وأثار سلام جدلا حينما قال إنه يعلم من جهات في الكويت، أن هناك أموال متوفرة في صندوق الاستثمارات، وأن قرارا مثل هذا يحتاج فقط إلى "شخطة قلم".
وتراجع لاحقا الوزير اللبناني عن تصريحه، قائلا إنه يقصد بعبارة "شخطة قلم"، أن الموضوع قابل للتنفيذ بسرعة.
وتسبب تصريح الوزير اللبناني في جدل وغضب كويتي، ما دفع وزير الخارجية الشيخ سالم عبد الله الصباح إلى إصدار بيان، وصف فيه حديث أمين سلام بأنه "يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية".
وأضاف الوزير الكويتي أن "التصريح يعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في الكويت، والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة الكويت للدول الشقيقة والصديقة".
وأوضح وزير الخارجية أن "دولة الكويت تمتلك سجلاً تاريخياً زاخراً بمساندة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة"، مؤكداً أن "دولة الكويت ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية".
وحث وزير الخارجية، وزير الاقتصاد والتجارة في الجمهورية اللبنانية على سحب هذا التصريح، حرصاً على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين الشقيقين.
وفي وقت لاحق، تدخل رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لتهدئة الأزمة، قائلا إنه يؤكد على "عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين".
وأكد ميقاتي أن "دولة الكويت الشقيقة لم تتوان، ضمن الأصول عن مد يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود".
وأضاف: "نؤكد احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة، فكيف إذا تعلق الأمر بدولة الكويت الشقيقة التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي؟".