نشر
موقع "
بوليتيكو" الأمريكي تقريرًا تحدث فيه عن محاولة
السعودية التحول من
موقع "المنبوذة" إلى "صانعة
السلام"؛ حيث ستصقل البلاد أوراق اعتمادها
كصانعة سلام باستضافتها محادثات جدة حول حرب أوكرانيا.
وقال
الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه تم رفض السعودية عالميًا
باعتبارها منبوذة بسبب حقوق الإنسان في أعقاب القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي في عام
2018، إلا أن الأمر سيتحول من خلال المحادثات التي تهدف إلى الجمع بين بلدان من
"الجنوب العالمي"، مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وبين دول الاتحاد
الأوروبي، إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، للالتفاف حول جهود أوكرانيا للتوسط في
خطة سلام.
وأوضح
الموقع أن دولا مثل البرازيل والهند لم يكن لها موقف واضح دائمًا بشأن حرب روسيا ضد
أوكرانيا، وقد سعى الاتحاد الأوروبي - وأوكرانيا - إلى إشراكهم عندما يتعلق الأمر بمحاسبة
روسيا، التي لم تتم دعوتها للقمة في حين ستكون أوكرانيا ممثلة فيها.
الحساب
السعودي
ونقل
الموقع عن مسؤولين على دراية مباشرة بالتجمع تصريحات بأن السعوديين لعبوا "دورًا
نشطًا للغاية" في اجتماع كوبنهاغن، ويلعبون الآن دور المضيف.
وأضاف
التقرير أن الرياض تريد تصوير نفسها على أنها العقل المدبر الدبلوماسي، خاصة بعدما
وافقت السعودية على استئناف العلاقات
الدبلوماسية مع إيران، في صفقة تاريخية توسطت
فيها الصين في وقت سابق من هذا العام، بينما ذهب جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي
الأمريكي، إلى جدة الأسبوع الماضي وسط تقارير تفيد بأن تغيرا كبيرًا قد يكون وشيكًا
في الشرق الأوسط، والذي قد يشمل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأفاد
الموقع بأن الرياض ستحاول الآن استعراض قوتها الدبلوماسية بشأن الحرب في أوكرانيا، وذلك
بعدما سارت على خط رفيع بشأن الأزمة منذ بدء الغزو الروسي واسع النطاق، وظلت على اتصال
مباشر مع موسكو بينما تسعى، على سبيل المثال، إلى التوسط في اتفاق لإعادة الأطفال الأوكرانيين
الذين تم نقلهم إلى روسيا.
وأضاف
الموقع أن كلًّا من السعودية وروسيا عضوان في مجموعة الدول المصدرة للنفط "أوبك+"،
وتحدث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر
الماضي بعد قرار بلاده خفض إنتاج النفط، ومن المتوقع أن تُطلع السعودية روسيا على النتيجة.
إعطاء
فرصة للسلام؟
وقال
الموقع إن أوكرانيا تقف بقوة وراء المبادرة الأخيرة؛ حيث أجرى فولوديمير زيلينسكي،
الرئيس الأوكراني، توقفًا مفاجئًا في جدة في طريقه إلى قمة مجموعة السبع في أيار/ مايو،
مخاطبًا جامعة الدول العربية واللقاء بابن سلمان.
وقال
الرئيس الأوكراني هذا الأسبوع إنه يرى الاجتماع على أنه خطوة على الطريق نحو قمة سلام
عالمية، يأمل أن تعقد في الخريف.
في حين
أنه من الممكن عقد اجتماع على مستوى رؤساء الدول والحكومات في أيلول/ سبتمبر في مجموعة
العشرين أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، فمن المرجح عقد اجتماع في وقت لاحق من العام،
ولكن حتى هذا سيكون سؤالًا صعبًا.
وأشار
الموقع إلى أن المشكلة التي تواجه المفاوضين هي مشكلة أساسية وهي من الذي سيحدد السلام؛
حيث إن أوكرانيا مصرة على أن خطتها للسلام المكونة من 10 نقاط هي العرض الوحيد المتاح،
بل إنها تجادل بأن صيغة السلام هذه يمكن أن تنجح ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا في
أجزاء أخرى من العالم.
وبين
الموقع أن كييف تحرص أيضًا على تسليط الضوء على نسختها من السلام، بالنظر إلى الكيفية
التي تروج بها روسيا بشكل متكرر لتفسيرها الخاص للسلام في دول عدم الانحياز، لا سيما
في جنوب الكرة الأرضية.
ففي
هذا الأسبوع فقط، قال الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا إنه يعتقد أنه لا
روسيا ولا أوكرانيا مستعدتان للسلام، وهو تذكير في الوقت المناسب بأن كييف غالبًا ما
يُنظر إليها على أنها معتدية مشتركة من قبل الدول غير الغربية الراغبة في منح روسيا
ميزة شك، بحسب الموقع.
لكن
أحد العناصر الرئيسية لخطة أوكرانيا المكونة من 10 نقاط هو شرط أن تعيد روسيا تأكيد
وحدة أراضي أوكرانيا وتسحب جميع قواتها من البلاد، وهو أمر مرفوض تمامًا بالنسبة لبوتين.
وأفاد
الموقع بأن المناقشة ستتمحور على مدار اليومين حول 10 مواضيع فرعية؛ حيث تشمل موضوعات
مثل الغذاء وأمن الطاقة والإفراج عن السجناء والمرحلين قسرًا بمن فيهم الأطفال والأمن
البيئي وإمكانية تشكيل محكمة جرائم الحرب.
واختتم
الموقع تقريره مشيرًا إلى أن الحاضرين يواجهون عملية موازنة صعبة، وهي محاولة تحقيق
تقدم دبلوماسي دون إعطاء مصداقية لمفهوم السلام المدعوم من روسيا والذي يتضمن التنازل
عن الأراضي الأوكرانية.