أكدت صحيفة عبرية أن ما وصفته بـ"
الإرهاب اليهودي" الذي تصاعد مؤخرا ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، يتم برعاية حكومة
الاحتلال الإسرائيلي اليمينية بزعامة بنيامين
نتنياهو ودعم وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش.
وذكرت "يديعوت أحرنوت" في مقالها الافتتاحي، من إعداد ناحوم برنياع، أن وزيرة الاستيطان أوريت مالكا ستروك، تولت في الكنيست السابقة منصب رئيسة كتلة "الصهيونية الدينية" المعارضة، و"بأمر من نتنياهو، أدارت على الملأ سياسة الرفض؛ وكل مشروع جاءت به
الحكومة للتصويت اصطدم بسور، حتى لو كان المشروع الذي رفع في الأصل كان مشروع حكومات اليمين".
ونوهت إلى أن ستروك اشترطت على جهاز "الشاباك" دعم تمرير بعض "المواد الحيوية لعمله في الكنيست، مقابل إغلاق الدائرة اليهودية لديه، وعمليا، عرضت عليهم صفقة: التصويت مقابل الإرهاب اليهودي"، مضيفة أنه "لو أن نائبا عربيا تجرأ على طرح أمر كهذا لأخرجوه عن القانون، أما ستروك فهي القانون اليوم".
وأوضحت الصحيفة أن "ما حصل في ليلة السبت في قرية برقة (قتل شاب فلسطيني على يد المستوطنين) هو حدث أهم بكثير مما يعزى له. الحقائق واضحة بالمبدأ؛ "عوز تسيون" هي بؤرة استيطانية غير قانونية قامت شرقي رام الله، والجيش الإسرائيلي يفترض به أن يخليها، لكن في أعقاب سيطرة سموتريتش على صلاحيات الحكومة في الضفة بقي الإخلاء في الهواء واتسعت البؤرة وانتشرت".
ولفتت إلى أن "عربدة المستوطنين في القرى الفلسطينية تزداد في أيام السبت دون عراقيل، لأن الجنود وعناصر الشرطة يخرجون في إجازة"، منوهة إلى أن رصاصة مستوطن ممن صعدوا على أرض فلسطينية خاصة ليلة السبت، أدت إلى قتل الشاب الفلسطيني قصي جمال معطان (19 عاما).
وقالت: "السياسيون والمحامون يعرضون منذئذ المستوطنين كضحايا والجيش الإسرائيلي كمتعاون، وهذا جزء من الطقوس"، مضيفة أن "الأمر الأساس؛ أن تعيين سموتريتش غير من الأساس وظيفة البؤر الاستيطانية غير القانونية وعمليات الإرهاب اليهودي، في عصر الشقاوة، عبر الانحراف المغتفر عن المواصفات.. من الآن فصاعدا، يوجد لأعمالهم أب، هو سموتريتش، وأمهم هي الحكومة. هناك رؤية أداة تنفيذ، وكل حدث هو مرحلة في تحقيق "خطة الحسم" لسموتريتش".
وأفادت بأن "خطة الحسم" التي كتبها سموتريتش، تقول: "سنضاعف المستوطنين اليهود في الضفة الغربية"، وهذا يحصل الآن، فوزير المالية يعطي المال؛ ووزير الأمن يوآف غالانت يعطي الأدوات. نقيم بؤرا على كل تلة وننكل بالسكان؛ بعد ذلك نفكك السلطة الفلسطينية. فلتكن فوضى، الفوضى جيدة لليهود؛ وعندها نفتح أمام السكان الفلسطينيين ثلاث إمكانيات: من يختار القتال يعتقل أو يقتل، ومن يختار الخروج يطرد، ومن يختار أن يكون تحت الدولة اليهودية يبقى".
ونبهت "يديعوت" إلى أن "نتنياهو لا يمكنه أن يقول لم أنتبه، حيث إنه منح السيطرة في الشرطة لمجرم (الوزير إيتمار بن غفير) والسيطرة على المستوطنين في الضفة للمسيح، نتنياهو كان ملزما أن يعرف الى أين يؤدي هذا، فقد أطلق العنان للإرهاب اليهودي".
وتابعت: "غالانت يجلس في الطابق الـ 14 في مبنى وزارة الأمن؛ سموتريتش والجهاز الذي بناه يجلسان في الطابق الـ 15، وسموتريتش يفصل كل ما بني هنا في 75 سنة دولة، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي. بين سموتريتش ووزير الأمن لا تفصل إلا عشرون درجة، وهي أيضا في نزول".
وأشارت الصحيفة، إلى أن منح صلاحيات للوزير سموتريتش في وزارة الأمن، ساهم في تشجيع "الإرهاب اليهودي على يد المستوطنين، واستفزاز المواطنين الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك، هم يهينون الجيش وقادته في الضفة".
وأكدت "يديعوت" أن "الإرهاب اليهودي يسعى إلى إحداث فوضى هنا، وفي النهاية فالمصير المتوقع للمستوطن اليهودي، التحرر"، محملة نتنياهو وحكومته مسؤولية تصاعد "الإرهاب اليهودي" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.