كشف رئيس النظام السوري
بشار الأسد، عن سبب عدم لقائه الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، وهاجم بشدة حركة المقاومة الإسلامية
حماس.
وقال الأسد، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز عربية": "لن يتم اللقاء مع أردوغان تحت شروطه". وتساءل ساخرا: "لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلا".
وتابع: "هدف أردوغان من الجلوس معي هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا"، زاعما أن الإرهاب في سوريا "صناعة تركية".
وسبق أن جرت لقاءات بين وزراء خارجية النظام السوري والتركي برعاية روسيا، بهدف التحضير للقاء محتمل بين أردوغان والأسد، الذي يشترط مقابل اللقاء، انسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا. فيما ترفض أنقرة طلب الأخير، مشددة على أن قواتها "تحارب الإرهاب هناك، حيث يوجد تهديد للأمن القومي التركي".
والشهر الماضي، قال الرئيس التركي في تعليقه على طلب الأسد من
تركيا مغادرة شمالي سوريا: "لا يمكن أن يكون هناك شيء من هذا القبيل. نحن نحارب الإرهاب هناك حيث يوجد تهديد للأمن القومي التركي".
وعن عودة العلاقات مع حركة "حماس"، قال الأسد خلال المقابلة إن "موقف حماس منا كان مزيجا من الغدر والنفاق" - بحسب وصفه-.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التقى الأسد، وفدا من حركة حماس للمرة الأولى، بعد نحو 10 سنوات من إعلان حماس انحيازها للثورة السورية في عام 2011.
وأوضح الأسد أن تنحيه عن السلطة لم يكن مطروحا عند اندلاع الحرب في سوريا، قائلا: "سيكون هروبا.. لو تفادينا الحرب كنا سندفع ثمنا أكبر بكثير لاحقا" - بحسب زعمه-.
وردا على سؤال عما كان يتوقعه من العالم العربي، قال الأسد: "لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن آمل"، مضيفا "من غير المنطقي والواقعي أن نتوقع أن هذه العودة وهذه العلاقات التي بدأت تظهر بشكل أقرب إلى الطبيعي ستؤدي إلى نتائج اقتصادية خلال أشهر، هذا كلام غير منطقي".
وقال الأسد إن تدهور الظروف المعيشية يحبط النازحين السوريين، الذين يبلغ عددهم ملايين، ويمنعهم من العودة إلى وطنهم. وأضاف متسائلا: "كيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة. هذا هو السبب".
ويعاني الاقتصاد السوري من ضائقة شديدة بعد انخفاض قيمة العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق وتشديد العقوبات والانهيار المالي للبنان.
ولفت الأسد إلى أن "الدول التي خلقت الفوضى في سوريا هي التي تتحمل مسؤولية تجارة المخدرات"، مدعيا أن "هناك سيناريوهات لخلق حالة من الرعب في سوريا مثلما حدث مع القذافي وصدام حسين".
يذكر أن تجارة الكبتاغون (نوع من المخدرات) أصبحت "شريان الحياة" لنظام الأسد، خاصة أن تقديراتها تشير إلى أن حجم الصناعة وصل إلى 57 مليار دولار أمريكي، أي ثلاثة أضعاف تجارة كارتل المكسيك من المخدرات، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي تليغراف".
وعن العقوبات الأمريكي، قال الأسد: "قانون قيصر هو عقبة لا شك، ولكن تمكنا بعدة طرق من تجاوز هذا القانون". وأضاف أن بلاده تجري محادثات مع الولايات المتحدة لكنه لا يتوقع أي نتائج منها.
وأضاف: "لا شيء، الحوارات عمرها سنوات بشكل متقطع ولم يكن لدينا أمل حتى للحظة".
وعن الأزمة اللبنانية، قال الأسد: "لم نتدخل لحل الأزمة في لبنان ولا ندعم أي مرشح". وتطرق رئيس النظام السوري خلال حديثه إلى الحوار مع واشنطن قائلا: بدأ منذ سنوات ويجري بشكل متقطع ولم يؤد لأي نتيجة.
وهاجم رئيس النظام السوري جامعة الدول العربية، معتبرا أنها "لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي". وكان الأسد شارك في القمة العربية التي انعقدت في مدينة جدة السعودية أيار / مايو الماضي.