فرضت محكمة استئناف فدرالية في
الولايات المتحدة، قيودا على حصول النساء على حبوب الإجهاض، لكن الحكم سيظل معلقا إلى أن تقرر المحكمة العليا ما إذا كانت ستستمع إلى القضية.
وقضت محكمة الاستئناف الأمريكية بالدائرة الخامسة في ولاية نيو أورلين، الأربعاء، بالحد من استخدام عقار الميفيبريستون في الأسابيع السبعة الأولى من الحمل، مشيرة إلى أن العديد من القرارات التي اتخذتها إدارة الغذاء والدواء لجعل العقار متاحا على نطاق أوسع للنساء لم تأخذ مخاوف السلامة في الاعتبار.
ويعتبر قرار الدائرة الخامسة أحدث مناوشات المعركة حول الحقوق الإنجابية في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من الحكم الذي أصدره القضاة الثلاثة المحافظون (اثنان منهم عيّنهما الرئيس السابق دونالد ترامب والآخر الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش)، لن يتراجع توفر العقار في الأسواق في الوقت الحالي قبل أن تنظر المحكمة العليا في قرار الدائرة الخامسة.
وفي حال أيدت المحكمة العليا الحكم، فلن تتمكن النساء بعد الآن من الحصول على حبوب الإجهاض من خلال مواعيد التطبيب عن بعد وعن طريق البريد. كما سيتعين على النساء الحصول على وصفة طبية للحصول على الحبوب التي تعتبر الوسيلة المعتمدة لإجراء أكثر من نصف عمليات الإجهاض في الولايات المتحدة.
وكانت وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية سمحت باستخدام الميفيبريستون منذ أكثر من 20 عاما.
ومن جهتها، انتقدت الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد قرار محكمة الاستئناف ووصفته بأنه "نشاط قضائي". كما شددت على أن عقار الميفيبريستون "آمن وفعال بشكل واضح" لاستخدامه المعتمد من إدارة الغذاء والدواء حتى 10 أسابيع من الحمل.
في المقابل، تسعى الجماعات المناهضة للإجهاض إلى حظر عقار الميفيبريستون، بدعوى أنه غير آمن.
ويشار إلى أن المعركة القانونية تعود إلى حكم صادر عن قاض محافظ في المحكمة الجزئية الأمريكية في تكساس، حيث ألغى في نيسان / أبريل الماضي ترخيص تسويق عقار ميفيبريستون، وذلك بناء على شكوى من ناشطين مناهضين للإجهاض.
وفي الشهر ذاته، قررت المحكمة العليا الإبقاء مؤقتا على استخدام أقراص الإجهاض في الولايات المتحدة، معلقة بذلك القيود التي فرضتها محاكم أدنى.
بدوره، قال البيت الأبيض في بيان إن قرار المحكمة في ولاية نيو أورلين "يمثل تراجعا كبيرا في قدرة النساء في كلّ ولاية على الحصول على الرعاية الصحية التي يحتجن إليها". وأكد على أن الإدارة الأمريكية "ستواصل النضال من أجل حرية النساء في اتخاذ القرارات بشأن أجسادهن".
والجدير بالذكر أن أكثر من 5 ملايين امرأة أمريكية تناولت عقار الميفيبريستون منذ وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء في عام 2000.