كشفت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية عن عقد مسؤولين من البيت الأبيض اجتماعا مع مجموعة بارزة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بهدف إعلامهم بأحدث تفاصيل "اتفاقية تطبيع العلاقات" بين
الاحتلال الإسرائيلي والسعودية.
وتعد المناقشات التي يقودها البيت الأبيض مع أعضاء من حزب الرئيس الأمريكي
جو بايدن، جزءا من جهد مستمر لبناء الدعم اللازم للتصويت على أي قرار من المحتمل أن يقتحم الكونغرس بشأن تطبيع العلاقات بين الاحتلال والمملكة.
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إضافة إلى مسؤولين كبار آخرين في البيت الأبيض يقودون هذه الجهود الرامية لتهيئة أوساط اتخاذ القرار في واشنطن لتمرير اتفاقية التطبيع الجارية بين تل أبيب والرياض.
وركزت جهود الإدارة الأمريكية على أعضاء الحزب الديمقراطي بالنظر إلى مدى شراسة انتقاد كبار المشرعين الديمقراطيين للمملكة العربية
السعودية وولي العهد محمد بن سلمان.
وقال العديد من المسؤولين المطلعين على مسار المناقشات إن الاجتماعات ليست جزءا من حملة ضغط علنية لدعم تمرير أي صفقة نهائية يتوصل إليها الطرفان المعنيان برعاية الولاية المتحدة، بل هي وسيلة لإعلام أعضاء مجلس الشيوخ على آخر المستجدات حتى لا يشعروا بالصدمة تجاه أي اقتراح يشق طريقه إلى الكونغرس، بحسب تقرير "نيويورك تايمز".
وذكرت الصحيفة أن مسؤولي البيت الأبيض قالوا للمشرعين إن ولي العهد السعودي "يطالب بعلاقة أمنية جديدة مع الولايات المتحدة، كجزء من أي صفقة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل". كما أوضحوا أن ابن سلمان "يريد أيضا مساعدة من واشنطن لبناء برنامج نووي مدني في المملكة، بالإضافة إلى تنازلات من الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين".
وقال التقرير إن من بين الأعضاء الذين اجتمع بهم سوليفان ومسؤولون في البيت الأبيض على انفراد السيناتور تشاك شومر وبوب مينيندي من نيوجيرسي، وكريستوفر مورفي من ولاية كونيتيكت، الذي كان أحد أكثر منتقدي السعودية صخبا في الغرفة.
إلى ذلك، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن إدارة بايدن تواجه تحديا آخر غير إقناع الديمقراطيين المنتقدين للسعودية، إذ تحتاج كذلك إلى ثلثي أصوات مجلس الشيوخ (67 صوتا من إجمالي 100 صوت) لتمرير أي معاهدة محتملة مع السعودية.
وتوالت في الآونة الأخيرة التقارير التي تشير إلى إجراء لقاءات خلف الكواليس لإبرام اتفاق تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال، وكان بايدن قد ألمح في شهر تموز / يوليو الماضي إلى وجود اتفاق قريب بين المملكة والاحتلال حيث قال "هناك تقارب قد يكون في الطريق"، بحسب ما نقلته رويترز.
وأوضح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن "هدفه هو تحقيق اتفاق سلام مع المملكة العربية السعودية من شأنه أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل فعال"، على حد زعمه.
والتزمت السعودية الصمت إزاء الحديث عن اتفاق تطبيع "محتمل" مع الاحتلال، مشيرة إلى أن ذلك "يجب أن يتم بعد إقامة دولة فلسطينية".