مستشار ترامب يثير غضبا إسرائيليا.. اتهم اليهود بالمسؤولية عن "الهولوكوست"

أثار السياسي في الحزب الجمهوري الجنرال المتقاعد مايكل فلين، سخطا إسرائيليا واسعا، بعد اتهامه اليهود الذين احتجزوا في معسكرات الإبادة "الهولوكوست" بأنه كان بإمكانهم الهرب.

فلين الذي كان مستشارا للرئيس السابق دونالد ترامب، قال في خطاب بتجمع حاشد بولاية ميتشيغان، إن اليهود كان بإمكانهم الهرب، أو المقاومة، بسبب ضعف الحراسات.

دانيال أديلسون مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" في ولاية نيويورك، نقل عن فلين، أن "اليهود كانوا مسؤولين عن موتهم في الهولوكوست، وكان بإمكانهم الهروب من معسكرات الإبادة، وقد أثارت ملاحظاته موجة من الانتقادات الغاضبة في العالم اليهودي، بما في ذلك رد رسمي مفصل غير مسبوق من متحف أوشفيتز الذي اتهمه بأن ملاحظاته "تشوه التاريخ"".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "كلام فلين ورد في احتفال بكنيسة ميتشيغان، مستذكرا فيه خطاب زيارته إلى معسكر أوشفيتز، موضحا أن ما أزعجه أثناء جولته في الموقع هو فكرة أن تتخلى أم يهودية عن طفلها طواعية، بحيث "يتم حشرها مثل السردين في قطار"، وحين سأل المرشد في الموقع عن قواعد الحراسة في المعسكر، أكد له أنه لم يكن هناك الكثير من الحراس".

وأشار فلين إلى أن "اليهود المسجونين في المعسكرات قد يكونون تركوا المكان، أو قاوموا جنود هتلر، وقد نُشر جزء من خطابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، وشوهد أكثر من ثمانية ملايين مرة، فيما سارع متحف أوشفيتز لنشر إدانة رسمية للكلمات، زاعما أن الادعاء بأن اليهود يمكن أن يقاوموا بسهولة أثناء عمليات الترحيل للإبادة فقط بسبب قوتهم العددية مقارنة بالحراس هو إفراط في تبسيط الظروف الصعبة التي واجهوها، فقد حدثت أعمال مقاومة بأشكال مختلفة في جميع أنحاء بلدان الاحتلال الألماني، ومن الضروري التعرف على التعقيدات والتحديات التي أعاقت هذه الجهود".

وأوضح المتحف أنه "من المهم تذكر أن السجناء اليهود في أوشفيتس نظموا أهم ثورة في تاريخه، ولم تكن هناك شروط تقريبًا للمقاومة اليهودية بسبب القوة والوحشية الساحقة للاحتلال الألماني، وإن إلقاء اللوم على الضحايا في عدم مقاومة يعني تشويه المزيد من التاريخ، لأنه يتجاهل الصورة الأكبر، وسياق الوضع المعقد والصعب الذي كانوا فيه، والقمع الذي واجهوه".

وأضاف أن "الفكرة القائلة بأن اليهود مسؤولون عن الإبادة الجماعية الخاصة بهم ليست خاطئة ومهينة فقط، بل لا تأخذ في الاعتبار مقدار القوة التي امتلكها الألمان، وتتجاهل بشكل واضح الاختلافات الجوهرية في القوة الموجودة داخل النظام النازي".

وأكد أنها "ليست المرة الأولى التي يتصدر فيها اسم فلين عناوين الصحف في سياق إنكار الهولوكوست، أو معاداة السامية، فقد استمر 22 يومًا في البيت الأبيض قبل إجباره على الاستقالة بعد الكشف أنه كذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، وعندما ادعى طاقم هيلاري كلينتون أن الروس كانوا وراء تسريب آلاف رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها، قال فلين إن اليهود يلومون روسيا لإخفاء دورهم في التسريب".



وفي تشرين الأول / أكتوبر 2021، كرر فلين المزاعم بأن "اليهود لم ينقذوا أنفسهم أثناء الهولوكوست، وفي تجمع حاشد لدعم مرشح جمهوري لعضوية مجلس الشيوخ في نيو هامبشاير، قارن المعضلة التي يواجهها اليهود في الأحياء اليهودية".