أثار
مقتل زعيم مجموعة المرتزقة "
فاغنر" تساؤلات عدة حول مصير المجموعة
الروسية، لا سيما أنها تنتشر في عدة دول حول العالم، من بينها سوريا وليبيا وأجزاء
واسعة من أفريقيا.
ونشرت
صحيفة "الغارديان" مقالا تحليليا كتبه بيتر بومنت حمل عنوان "ما
هو مصير مجموعة فاغنر بعد مقتل يفغيني
بريغوجين؟".
ورأى
الكاتب أن الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين احتوى تمرد "فاغنر" في حزيران/
يونيو الماضي ومن ثم قطع رأسها، مشيرا إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية، توقعت أن يأخذ بوتين وقته في الانتقام.
ولم
يؤد تحطم الطائرة في سماء موسكو إلى مقتل بريغوجين وحده، حيث كان على متنها الضابط السابق
في المخابرات العسكرية الروسية ديمتري أوتكين، المتورط أيضا في تنظيم قافلة
الانقلاب الفاشل نحو مقر القيادة في موسكو، ما يشير إلى رغبة الكرملين في التخلص
من آثار عملية التمرد.
وأوضح
الكاتب أن محاولة تمرد "فاغنر" على الكرملين أدت إلى تقليص دورها البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير، مؤكدا أن
"فاغنر" لم تعد موجودة كما كانت في السابق، خاصة بعد إرسال مقاتليها إلى
قواعد في بيلاروسيا، بينما انتقل آخرون إلى العمل في غرب أفريقيا.
وبين
الكاتب أن عمليات المجموعة توقفت خلال الشهرين الماضيين في أوكرانيا، بعد نشر
مقاتليها كوقود للمدافع في معركة باخموت.
وعلى
الرغم من أن الأسماء التي ذكرت على سبيل التخمين كبدائل محتملة لبريغوجين، فإن
قدرة أي منهم على شغل مكانه، أمر غير مؤكد.
وفي
ظل غياب الأسماء المرشحة لخلافة بريغوجين في قيادة مجموعة المرتزقة، فإنه يبقى السؤال
الأبرز عن مصير الأنشطة الاقتصادية لـ"فاغنر" التي طورت نشاطاتها لتصبح لها شركات
تابعة وعلاقات تجارية متنوعة، ضمنها تحقيق إيرادات تزيد على الربع مليار دولار من
إمبراطوريتها للموارد الطبيعية في أفريقيا وآسيا، من استخراج النفط والغاز
والألماس والذهب، في السنوات الأربع التي سبقت الحرب الروسية الأوكرانية.
وتساهم
"فاغنر" في حماية حقول النفط الليبية في المناطق التي تقع تحت سيطرة
المشير خليفة حفتر عام 2014، كما أنها حمت حقول النفط في سوريا في المناطق التابعة لرئيس
النظام السوري بشار الأسد.