اندلعت
تظاهرات في عدد من المدن الليبية أبرزها طرابلس والزاوية وتاجوراء ضد
تطبيع
الحكومة مع
الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد تسريب لقاء وزيرة الخارجية بحكومة
الدبيبة، نجلاء
المنقوش مع وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين، وسط مطالبات برحيل
الدبيبة ومحاكمة الوزيرة.
"مغادرة
أم هروب"
وفور
قرار إقالتها غادرت المنقوش العاصمة طرابلس متجهة إلى دولة تركيا ثم إلى بريطانيا،
بحسب تصريحات مساعدة الوزيرة لصحيفة "نيويورك تايمز".
كما
غادر رئيس الحكومة "الدبيبة" طرابلس تاركا مقر رئاسة الوزراء وكذلك
استراحته في العاصمة إلى مسقط رأسه في مدينة "مصراتة" وسط حراسة مشددة،
ووسط أنباء عن منعه من السفر عبر مطار "معيتيقة" الذي تسيطر عليه قوات
الردع ذات الفكر السلفي المدخلي.
وأثارت
حادثة لقاء المنقوش مع كوهين تساؤلات حول إمكانية نجاح الدبيبة باحتواء الاحتجاجات
قبل خروجها عن السيطرة وسط أنباء تفيد بتمويل التظاهرات من قبل معارضين للدبيبة.
"تورط
رجال أعمال"
وكشف
مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية في
ليبيا، طلب عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه أن
"رئيس الحكومة اتخذ قرارات سريعة مثل إقالة الوزيرة وزيارة السفارة
الفلسطينية وكلها ساهمت في خفض وتيرة الغضب والاحتجاجات".
وأكد
في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "هناك معلومات وصلت الحكومة تفيد
بقيام بعض رجال الأعمال خاصة في مدينة مصراتة بتمويل بعض الاحتجاجات والصفحات
المحرضة على التظاهر والحرق وغلق الطرق على السوشيال ميديا بهدف إسقاط حكومة
الدبيبة وتشكيل حكومة أخرى موالية لهم"، وفق كلامه.
وبخصوص
مغادرة الدبيبة لطرابلس، أكد المصدر الحكومي أن "الدبيبة سافر لحضور عرس ابن
أخيه ومرافقه الشخصي في نفس الوقت، ولا صحة لهروبه من العاصمة كما قيل أو تخلي
القوات المنوط بها تأمين الحكومة عنها، فلن نجد بيانا واحدا من أي قوة رسمية تعلن
أنها ضد الحكومة، بل الجميع يقوم بتأمين مقرات الدولة".
وفي
رده على سماح المسلحين لمتظاهرين باقتحام وزارة الخارجية، قال: "عندما دخل
المتظاهرون إلى الساحة الداخلية لوزارة الخارجية تدخلت قوات جهاز الردع ومنعتهم من
الدخول للمباني، بل وأخرجتهم بالتفاوض والحكمة من داخل المقر الحكومي، لكن استغلال
التظاهرات من المناوئين والساسة واضح للعيان".
"سقوط
الحكومة ورئيسها"
في
حين أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "ما قامت به المنقوش مهمة
"قذرة" تمهد للتطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني، وقد تؤدي هذه الخطوة
لسقوط حكومة الدبيبة إذا ثبت تورطها وتنسيقها للقاء في ظل وجود بعض الأدلة تشير
إلى علم الدبيبة باللقاء".
وأوضح
في تصريحه لـ"عربي21" أن "الاحتجاجات ستستمر وتتوسع أكثر في الأيام
القادمة خاصة بعد تبني البرلمان ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي لها وإصدار بيانات
رسمية تدين لقاء التطبيع، وهنا قد يتخلى الجميع عن الدبيبة وحكومته ومن ثم تسقط
الحكومة"، وفق تقديره.
"تسييس
الحراك الشعبي"
وأكدت
عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراس أن
"المظاهرات في طرابلس وباقي المدن هي مظاهرات مدنية خالية من أي مظاهر مسلحة
ولا تشكل أي خطر على الحكومة حتى تواجهها، ولا أعتقد أن الدبيبة قادر على احتواء
الأزمة الراهنة وستظل عقبة كبيرة ستواجهها الحكومة محليا وإقليميا في عدد من
الجوانب".
وأوضحت
أن "المجموعات المسلحة مثلها مثل باقي الشعب لن تستطيع تبرير تصرف الحكومة
وتواصلها مع إسرائيل أو الدفاع عنه خاصة في هذه الظروف التي تمر بها ليبيا كون
الحكومة انتقالية لا يحق لها الخوض في أي مسائل تتعلق بالقضايا السياسية الكبرى أو
تبرم أي اتفاقات"، وفق قولها.
"دور
أمريكي"
الكاتب
السياسي ونجل وزير الخارجية الليبي السابق الذي اغتالته إسرائيل، محمد بويصير رأى
أن "خطوة التطبيع أدت إلى انطلاق شرارة المظاهرات، والتي سيغذيها شعور الناس
بالظلم والفقر وعدم وجود أفق اقتصادي ولا أفق سياسي، وبالتالي إسقاط حكومة الدبيبة
واختيار حكومة أفضل تعبر عن إرادة الشعب الليبي".
وأشار
الكاتب المقيم في أمريكا إلى أن "إدارة الرئيس الأمريكي "بايدن"
تستخدم اتفاقيات التطبيع العربية-الإسرائيلية كإنجاز لها، ومدير المخابرات
الأمريكية "ويليام بيرنز" هو أول من اقترح على الحكومات الجديدة في
ليبيا الدخول في اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، أما الإعلان عن اللقاء فقد جاء لرغبة
"نتنياهو" في إظهار نجاح حكومته في ظل الضغوط"، وفق تصريحه
لـ"عربي21".
"سقطة
وتدافع سياسي"
المتحدث
السابق باسم المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إسماعيل السنوسي الشريف قال من جانبه
إن "الهبة الشعبية الحالية ليست موجهة ولا يتم تحريكها بالمال ولا بمجرد
تحريض إعلامي إنما هي تعبير حقيقي عن تعلق الشعب الليبي بفلسطين وقضية شعبها
العادلة".
وأضاف
لـ"عربي21": "استغلال الحدث من خصوم الدبيبة موجود طبعا وهذا جزء
من عملية التدافع السياسي التي ينتظر أن تتوج بالوصول إلى الانتخابات إن لم
يعرقلها الاحتكام للسلاح الذي درجت عليه الأطراف التي تتمترس وراء ترسانات من
الأسلحة الفتاكة التي تمتلئ بها مدن ليبيا وحواضرها"، بحسب رأيه.