صحافة إسرائيلية

يديعوت: موجة الهجرة من أوكرانيا هي الأفضل بالنسبة لإسرائيل.. لماذا؟

هاجر آلاف الأوكرانيين إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد الحرب- جيتي
سلطت صحيفة عبرية الضوء على أهمية "الهجرة الهادئة" الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا لمناطق الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أنها "موجة هجرة تقدر بالذهب".

وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها الخبير الاقتصادي سيفر بلوتسكر، أن "أحد التطورات الأهم لإسرائيل أفلت من الاهتمام الجماهيري الذي يركز على الخلافات بين طرفي الإصلاح القضائي الجارف ومعارضيه، وهذا هو التطور، كما بلغ عنه مؤخرا مكتب الإحصاء المركزي؛ خلال السنة والنصف الماضيتين منذ الاجتياح الروسي لأوكرانيا، هاجر إلى إسرائيل ما لا يقل عن 110 آلاف يهودي من مستحقي "قانون العودة".

وأضافت: "86 في المئة منهم، من دول كان يتشكل منها الاتحاد السوفييتي في الماضي، هجرتهم زادت عدد سكان إسرائيل بنسبة 1.2 في المئة"، منوهة بأن "مكتب الإحصاء لم ينجر في تقريره للتمييز بين اليهود حسب "قانون العودة" وبين اليهود حسب الفقه (الهلخاه) الأرثوذكسي".

ونوهت الصحيفة بأن "مكتب الإحصاء المركزي صاغ بيانه عن حجوم الهجرة بحماسة، وجاء في البيان: "في 2022 وصل إسرائيل 73414 مهاجرا، وهذا رقم قياسي في عدد المهاجرين منذ بداية سنوات الألفين، ومن المتوقع لعدد المهاجرين أن يكون عاليا في 2023 أيضا؛ علما أنه حتى تموز/يوليو الماضي هاجر إلى إسرائيل نحو 34 ألفا، ويحتمل أن نكون في بداية موجة هجرة إضافية من الاتحاد السوفياتي السابق".

وقالت: "المهاجرون الجدد من الاتحاد السوفياتي السابق، جلبوا معهم رأسمالا بشريا وتعليميا هائلا، خدم اقتصاد إسرائيل على أجياله؛ قرابة ثلاثة أرباع أبناء الـ 15 فما فوق تعلموا أكثر من 13 سنة، لـ 70 في المئة منهم تعليم أكاديمي، وقد اشتغلوا في بلادهم الأصلية في وظائف أكاديمية، لـ 10 في المئة آخرين من المهاجرين مهن فنية وهندسية مختلفة، بالإجمال؛ تلقت إسرائيل حتى الآن نحو 60 ألف أكاديمي جاهز، قيمة الرأسمال التعليمي لهؤلاء المهاجرين تقدر بعشرات مليارات الشواكل".

وعن أماكن استقرار المهاجرين الجدد بسبب حرب روسيا-أوكرانيا، تبين الإحصائيات الإسرائيلية، أن 12.5 في المئة منهم استقر في تل أبيب، 10.5 في المئة بحيفا، 10.5 في المئة في نتانيا و 10 في المئة في القدس المحتلة".

ونبهت "يديعوت" بأن السكان الجدد من المهاجرين، أثروا في تركيبة هذه المدن الديمغرافية، علما أن أقل ممن 2 في المئة منهم اختاروا الاستبطان في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

وأفادت بأن "موجة الهجرة هذه (بحجم 25 ألف عائلة)، يفسر بقدر كبير الارتفاع الحاد في أسعار الشقق العام الماضي، والارتفاع في إيجار الشقق هذا العام".

ورأت الصحيفة أن "الميزة البارزة الإضافية لموجة الهجرة هذه هي الهدوء الذي يرافقها، لا توجد عليها خطط بحث صاخبة في قنوات التلفزيون، ولا توجد بيانات متبجحة من الحكومة في محاولة منها لنسب الهجرة لذاتها، وفي العلاقة التي بين الجلبة والمساهمة، لا بد أن هذه هي إحدى افضل الهجرات للمجتمع، التعليم العالي والاقتصاد".

ولفتت إلى أنه "في ظل عدم وجود اهتمام إعلامي، لا توجد معلومات عن مواقف المهاجرين الجدد وأفكارهم وميولهم الحزبية، وعن سياقات الاستيعاب والتأقلم".

وتابعت: "من محادثات عشوائية مع عدد من المهاجرين، هناك انطباع بأنه حتى لو كان معظمهم يشتاقون للمشاهد الطبيعية، للروائح، للأطعمة ولأنماط الثقافة التي تركوها خلفهم، فإن معظمهم إن لم يكونوا كلهم، يفهمون بأن الأحداث التاريخية فرضت عليهم الهجرة، وهم لا يفكرون بالعودة".

وأشارت "يديعوت" إلى أنه "في نظر إسرائيليين قدامى؛ الهجرة الروسية - الأوكرانية - البيلاروسية الهادئة للعامين 2022 – 2023، لا تزال صندوقا أسود، أما بالنسبة لإسرائيل فهي صندوق ذهب".
عمدة مأرب اليمنية: "جماعة الحوثي بحاجة إلى تهيئتها للسلام".

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع