أعدت صحيفة "
يسرائيل هيوم" واسعة الانتشار في دولة
الاحتلال والمحسوبة على تيار اليمين المتطرف، تقريرا عن
العاصمة الإدارية الجديدة في
مصر، التي تقع في محافظة القاهرة، وأنشأت بقرار رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي.
وجاء التقرير بعنوان "القاهرة خلفك: أول زيارة للمشروع الفرعوني الضخم والمثير للجدل - عاصمة مصر الجديدة"، بعدما نفذ مراسل الصحيفة، إلداد بك، جولة داخلها بنفسه.
وقال إلداد بك: "فكرة العاصمة الجديدة لمصر تحدت مخيلتي، أحب القاهرة لفوضاها المتأصلة، لشوارعها وأسواقها الممتلئة بالبخار، المليئة بالناس والسيارات، لضجيجها وحركة المرور المتواصلة، لنهر النيل الشاسع الذي يمر عبرها، لمساجدها، ومطاعمها، ونواديها، قصورها وأحياءها الفقيرة ودور السينما وأكشاك الصحف والكتب، في نظري لا يوجد بديل للقاهرة".
وأضاف: "لقد زرتها للمرة الأولى في عام 1986 كمراسل للشؤون العربية للجيش الإسرائيلي، وذلك بعد ما يقرب من عقد من الزمان من الوصول التاريخي للرئيس المصري أنور السادات إلى القدس. وكانت القاهرة في تلك الأيام مختلفة تماما عن القاهرة اليوم: فقد كانت مهملة للغاية، كانت قذرة ومزدحمة ومتخلفة. وكان مستوى الخدمة والبنية التحتية سيئا للغاية حتى في سلاسل الفنادق الفاخرة، وكانت خطوط الهاتف تعمل بصعوبة كبيرة، وكانت كل مكالمة مصحوبة بضجيج لا يطاق قبل أن تنقطع، وكانت الرحلات البرية تستغرق ساعات".
وكشف إلداد بك أنه "منذ ذلك الحين، عدت إلى القاهرة مرات عديدة: في المحادثات التي رافقت اتفاقات أوسلو، خلال مراحل الثورة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بحسني مبارك، ثم إلى صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة، وإلى إزاحة مبارك والرئيس النائب عنه وعودة السيطرة للجيش.. رأيت القاهرة تغير وجهها نحو الأفضل من زيارة إلى أخرى: الجسور الجديدة جعلت حركة المرور أكثر مرونة وأسرع، والمساحات الخضراء خففت من الكثافة السكانية".
وقال: "تهدف العاصمة الإدارية الجديدة إلى المساعدة في حل أزمة الإسكان، وهذه، بالمناسبة، واحدة فقط من 15 مدينة جديدة من المقرر بناؤها في مصر - وبعضها أيضًا في مراحل متقدمة من التنفيذ، وذلك من أجل توسيع المناطق المأهولة بالسكان في مصر بشكل كبير، مثل المبادرة التي تم اتخاذها في مناطق مختلفة من شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها للسيادة المصرية".
وأضاف "حوالي عشرة بالمائة فقط من أراضي البلاد مأهولة وتستخدم اليوم في وادي النيل والدلتا وعلى طول قناة السويس والبحر الأحمر، وفي إطار رؤية مصر 2030، التي تشبه في طموحها رؤية 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تسعى الحكومة إلى جعل الأرض القاحلة تزدهر باستخدام التقنيات المتقدمة وتجديد وجه مصر".
وذكر أن "كل ما في الأمر أن مصر لا تملك الأموال التي تمتلكها السعودية، وعليها أن تعتمد على الآخرين، إلا أن من نجاحات الرؤية مدينة العلمين الجديدة التي تقع بالقرب من مسرح المعركة الشهيرة من الحرب العالمية الثانية، حيث أوقف البريطانيون تقدم النازيين في شمال أفريقيا نحو إسرائيل (لم تكن موجودة آنذاك)، وحقول النفط في شبه الجزيرة العربية"، على حد وصفه.
وأشار إلى بدء "إنشاء مدينة العلمين الجديدة في عام 2018 في نفس الوقت الذي بدأ فيه إنشاء العاصمة الجديدة، ومن المقرر أن تصبح المدينة الجديدة الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، على بعد حوالي 250 كيلومترا شمال غرب القاهرة، نقطة جذب سياحي جماهيري جديدة، مما سيخفف الضغط عن الإسكندرية، المدينة الصيفية التي تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر".
وأوضح أنه "إلى جانب الفعاليات الترفيهية، وضع السيسي مدينة العلمين الجديدة على الخريطة السياسية، عندما عقد سلسلة من اللقاءات السياسية المهمة في قصره الجديد بالمدينة، مع رئيس الإمارات، ملك البحرين، رؤساء الفصائل الفلسطينية، فضلا عن قمة ثلاثية بينه وبين العاهل الأردني الملك عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، ومن المفترض أن يكون القصر بمثابة أحد القصور الصيفية للرئيس".
ويذكر أن إلداد بك هو مراسل سابق للصحيفة العبرية في أوروبا، وخبير في الشؤون العربية وكان محررًا للأخبار الأجنبية في صحيفة هآرتس، وهو أحد الصحفيين الإسرائيليين القلائل الذين قدموا تقارير من "دول معادية لإسرائيل مثل إيران وسوريا ولبنان والعراق وغيرها".
ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها، إذ نشر تلفزيون الاحتلال الرسمي "كان" في 2019 تقريرا لمراسله، روعي كايس، عن وفاة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، تضمن لقطات من داخل مقابر مدينة نصر التي دفن بها.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019 حضر صحفي إسرائيلي مهرجان الجونة السينمائي في مصر، والتقط صورا مع فنانين مصريين ونشرها على صفحاته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي.