تسود حالة من الترقب في
النيجر، بعد انتهاء المهلة التي حددها المجلس العسكري للبدء في انسحاب
القوات الفرنسية من البلاد التي شهدت انقلابا في تموز/ يوليو الماضي.
وفي 3 آب/ أغسطس الماضي، أعلن المجلس العسكري في النيجر عن إلغاء اتفاقيات عسكرية عدة مبرمة مع
فرنسا تتصل تحديدا بتمركز الكتيبة الفرنسية التي تنشر 1500 جندي في البلاد بدعوى المشاركة في محاربة الإرهاب.
وسحب المجلس العسكري الحصانة الدبلوماسية من السفير الفرنسي سيلفان إيت، وطلبت منه مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، بموجب أمر من وزارة الداخلية والمحكمة العليا في نيامي.
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، في مقابلة مع صحيفة لوموند: "إنه ممثلنا لدى سلطات النيجر الشرعية. ليس علينا أن ننصاع لتعليمات وزير لا يتمتع بأي شرعية".
وأضافت كولونا: "هذا ما يفسّر إبقاء سفيرنا. نتأكّد من قدرته على مواجهة ضغوط الانقلابيين بكلّ أمان".
مظاهرات لليوم الثالث تطالب برحيل القوات الفرنسية
وتظاهر الآلاف في النيجر أمس الأحد، لليوم الثالث تواليا، مطالبين برحيل القوات الفرنسية، وهتفوا: "فلتسقط فرنسا! فرنسا ارحلي"، مكررين شعارات رددت في تظاهرات سابقة في نيامي منذ الانقلاب.
وشن النظام العسكري في النيجر هجوما لفظيا جديدا ضد فرنسا الجمعة، متهما باريس بـ"التدخل الصارخ" عبر دعم الرئيس المخلوع محمد بازوم، بحسب وكالة فرانس برس.
وانضم عشرات الآلاف إلى الاحتجاجات ضد الفرنسيين عند مستديرة قرب قاعدة عسكرية نيجرية حيث يتمركز جنود فرنسيون.
وتصاعدت المشاعر المعادية لفرنسا في النيجر منذ وقوع الانقلاب، لكنها تفاقمت الأسبوع الماضي عندما تجاهلت فرنسا أمر المجلس العسكري بمغادرة سفيرها.
وذبح محتجون عنزة ألبسوها العلم الفرنسي أمام القاعدة العسكرية السبت الماضي، كما أنهم حملوا نعوشا ملفوفة بالعلم الفرنسي أمام صف من الجنود النيجيريين. ورفع آخرون لافتات تطالب فرنسا بالرحيل، بحسب وكالة رويترز.
وقال المتظاهر يعقوب إيسوفو: "نحن مستعدون للتضحية بأنفسنا اليوم، لأننا فخورون... لقد نهبوا مواردنا وأصبحنا على علم بذلك. لذلك سوف يخرجون".