كشف وزير الأمن
الإيراني، إسماعيل الخطيب، أن بلاده وجهت ضربة للاحتلال الإسرائيلي أكبر من التي كان يسعى الأخير إلى توجيهها لطهران خلال العام الماضي.
وقال الخطيب إن هذه الضربة تمثلت في "استخدام وجذب اليهود الساكنين داخل الكيان المحتل من قبل المقاومة، وهو ما أدى إلى تسريع انهياره، وشكل أحد نجاحات جبهة المقاومة".
واعتبر الخطيب خلال مقابلة تلفزيونية أن "الضربة الكبرى التي وجهتها إيران للاحتلال، تفوقت على ضربته، التي استخدم فيها أعمال الشغب والاضطرابات التي اندلعت في طهران خلال العام الماضي"، وفقا لوكالة تسنيم الإيرانية.
كما أوضح الوزير الإيراني أن "الاحتجاجات أظهرت أن العدو (
الاحتلال الإسرائيلي) استخدم الفضاء الافتراضي والإعلامي لافتعال أعمال الشغب في البلاد"، مشددا على أن الأخير "أيقن أنه لم يحقق أية نتيجة من الاضطرابات وأعمال الشغب التي افتعلها".
وكانت الجمهورية الإسلامية شهدت، في أيلول /سبتمبر 2022، موجة واسعة من الاحتجاجات على إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها بأيام من قبل شرطة الأخلاق في العاصمة طهران بتهمة انتهاك قواعد اللباس الإلزامية.
واتهمت عائلة مهسا أميني المنحدرة من محافظة كردستان غربي البلاد الشرطة بتعذيب ابنتهم ما تسبب بمفارقتها الحياة، فيما قال الأمن الإيراني إن أميني أصيبت بوعكة صحية أدت إلى وفاتها، بينما كانت تنتظر في مركز شرطة الأخلاق الذي نقلت إليه.
وخرج الآلاف على مدى أشهر في تظاهرات عمت عموم البلاد قامت نساء خلالها بحرق الحجاب أمام رجال الشرطة كما رفعن شعارات تطالب بحقوق المرأة وبالحرية.
وتحت وطأة الاحتجاجات، أعلنت طهران تفكيك شرطة الأخلاق، لتعود في شهر تموز /يوليو الماضي إلى نشر دورياتها في الطرقات بهدف مراقبة النساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب الشرعي وفقا لقانون البلاد.
وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 551 محتجا بينهم 68 طفلا و49 امرأة، على يد القوى الأمنية بحسب "منظمة حقوق الإنسان الإيرانية".
ومع حلول الذكرى الأولى لوفاة أميني، أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا فرض مجموعة من العقوبات على مسؤولين إيرانيين ووسائل إعلام محلية، بالتنسيق مع كل من كندا وأستراليا.
كما أوضحت وزارة الخزانة الأمريكية أنها أدرجت 25 مسؤولا إيرانيا إضافيا وثلاث منصات إعلامية وشركة أبحاث على قائمتها السوداء للعقوبات، مشيرة إلى ارتباط جميع هؤلاء الأفراد والكيانات بقمع طهران الاحتجاجات بعد وفاة أميني.
وطالت العقوبات البريطانية وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي ونائبه محمد هاشمي، ورئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني، إضافة للمتحدث باسم الشرطة الإيرانية سعيد منتظر المهدي.
وندد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بالعقوبات الغربية الجديدة، معتبرا أنها "استعراضات عبثية ومنافقة".
وأضاف: "للأسف بعض الأطراف الذين فشلوا على صعيد حقوق الإنسان والنساء، يصدرون تصريحات سياسية لا قيمة لها ويستمرون بفرض عقوبات غير فعالة".