كشفت صحيفة "
الغارديان" البريطانية عن تقديم كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة النفط
الإماراتية (أدنوك) الدعم للفريق الذي يدير
قمة المناخ ما يعزز الأدلة المتزايدة على عدم وضوح الخط الفاصل بين صناعة الوقود الأحفوري والمناخ.
ويأتي هذا الكشف في الوقت الذي تكثف فيه دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها في مجال العلاقات العامة قبل انعقاد قمة الأمم المتحدة المقبلة للمناخ في وقت لاحق من هذا العام.
وأثار هذا التطور مخاوف واسعة بالنظر إلى الدور المهم الذي تلعبه الإمارات في صناعة الوقود الأحفوري وتضارب المصالح المحتمل الذي قد يشكله بالنسبة لقمة المناخ.
وأوضحت الصحيفة أنه تم تحديد اثنين من المتخصصين في العلاقات العامة من شركة "أدنوك" الإماراتية على أنهما يقدمان "دعما إضافيا" للفريق الذي يدير القمة، وفقا لوثيقة استراتيجية اتصالات قمة المناخ، والتي حصل عليها مركز تقارير المناخ (CCR) وصحيفة "الغارديان".
وقال الباحث في مرصد الشركات الأوروبي، باسكو سابيدو، إنه "من غير المناسب على الإطلاق أن يشارك موظفو أدنوك بالعلاقات العامة المتعلقة بقمة المناخ"، لافتا إلى أن "النتائج تظهر بوضوح الروابط الوثيقة بين شركة النفط وفريق القمة".
وفي حزيران /يونيو، أشارت صحيفة "الغارديان" إلى أن شركة أدنوك وقمة المناخ يشتركان في نظام تكنولوجيا المعلومات، ما يسمح لموظفي الشركة الإماراتية بالوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من وإلى فريق القمة. لكن الأخير شدد على أن رسائل البريد الإلكتروني "حفظت على شبكة مستقلة محمية بجدار الحماية".
كما أشار مركز تقارير المناخ (CCR) والصحيفة البريطانية، في وقت سابق، إلى أن العديد من موظفي أدنوك شغلوا أدوارا حاسمة في القمة، بما في ذلك مفاوضو المناخ، مع إعارة البعض من الأدوار المستمرة في شركة النفط.
وكشفت الوثائق المسربة عن مديرين تنفيذيين للاتصالات في الشركة الإماراتية، وهما فيليب روبنسون وبالوما بيرينجير، وكلاهما يمتلكان 28 عاما من الخبرة في صناعة الوقود الأحفوري، بما في ذلك الأدوار السابقة في شركة "شل" قبل انضمامهما لأدنوك.
وفي كانون الثاني /يناير، عُيّن سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، والذي يشغل أيضًا منصب المبعوث الخاص لدولة الإمارات العربية المتحدة لتغير المناخ، رئيسا لقمة المناخ، التي من المقرر لدبي أن تستضيفها خلال شهري تشرين الثاني /نوفمبر وكانون الأول /ديسمبر. وذلك بعد تسلمها رئاسة المؤتمر من مصر التي استضافت "كوب 27" العام الماضي.
ومنذ تعيين الجابر، شككت تقارير متعددة في روابطه مع فريقه، فيما زعم الفريق القائم على إدارة قمة المناخ في وقت سابق بأنه "تم وضع إرشادات حوكمة واضحة لضمان استقلاله عن الكيانات الأخرى".
وهذا ليس الجدل الأول الذي يحيط بقمة المناخ، ففي وقت سابق من هذا العام ظهرت تقارير تفيد بأن أعضاء فريق سلطان الجابر قاموا بإعادة تحرير صفحات ويكيبيديا "للسيطرة على السرد" وسط انتقادات واسعة لقائد صناعة النفط الذي يرأس قمة المناخ. وقد تضمنت التعديلات إضافة محتوى يصور الجابر كحليف لحركة المناخ.