نشرت صحيفة "
واشنطن بوست" مقالا للصحفيين، شيرا روبين، وسارة دعدوش، وستيف هندريكس، قالوا فيه إن المئات من مقاتلي حماس قاموا بتشغيل الكاميرات والهواتف المحمولة الخاصة بهم وبدأوا في البث المباشر للهجوم الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم قتل ما لا يقل عن 1400 شخص واختطاف ما يقرب من 200، وفقا لسلطات الاحتلال.
ما بدأ من هجوم خفي منظم للغاية، باستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة لتجاوز نقاط المراقبة العسكرية الإسرائيلية، سرعان ما تحول إلى هياج دموي وفوضوي. وأكد على قدرة حماس على التخطيط المتطور والقتل العشوائي وقدرة المجموعة على إخفاء تفاصيل عملية هجومية واسعة النطاق، وكفاحها للسيطرة على المقاتلين بمجرد شق طريقهم عبر السياج الحدودي الإسرائيلي.
لقد كان ذلك، وفقا للروايات
الفلسطينية والإسرائيلية، بمثابة انتصار مذهل وغير متوقع لحماس وإدانة للجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وقالت القيادة السياسية لحماس في المنفى، إنها "صُدمت من قلة المقاومة"، وقال ممثل حماس في بيروت، علي بركة، في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، الاثنين: "كنا نتوقع الحصول على عدد أقل من الرهائن والعودة، لكن الجيش انهار أمامنا، فماذا كان علينا أن نفعل؟".
وتابع بركة: "لقد أصبح الجيش الإسرائيلي نمرا من ورق، ولهذا السبب كان عدد الرهائن كبيرا جدا، وكان عدد الضحايا الإسرائيليين كبيرا جدا".
وقالت ضابطة استخبارات كبيرة سابقة في الجيش الإسرائيلي، ميري آيسين، إن العملية كانت نتيجة عامين على الأقل من التخطيط، وهي فترة تضمنت صراعين بين جيش الدفاع الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي جماعة مسلحة أصغر في
غزة. في ذلك الوقت، تعرضت حماس لانتقادات بسبب وقوفها على الهامش بينما تم القضاء على قادة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من خلال الضربات الإسرائيلية.
وقالت آيسين، إن ذلك كان جزءا من خدعة واسعة النطاق، "لتهدئة إسرائيل وجعلها تشعر بالرضا عن النفس"، بينما كانت حماس تجمع المعلومات الاستخبارية وتبني قدراتها بهدوء. وأضافت آيسين، أن "معرفة المقاتلين الواضحة بالبلدات الحدودية الإسرائيلية ربما تم استخلاصها جزئيا من آلاف سكان غزة الذين يعبرون الحدود الإسرائيلية بشكل يومي، ويكسبون أجورهم في نفس المجتمعات التي تم اجتياحها".
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، مائير بن شبات: "أولئك الذين هاجموا إسرائيل ليسوا فرقا إرهابية، بل لواء كوماندوز، ينتمي إلى جيش كبير، يصل عدده إلى عشرات الآلاف، تم بناؤه بمرور الوقت بأموال مخصصة لأسباب إنسانية". مضيفا أن بعض المسلحين كانوا يحملون "ملفات بيانات عن المناطق والمستوطنات التي داهموها".
وفي مذكرة نادرة لجميع الموظفين،
نُشرت يوم الاثنين، تحمل رونين بار، مدير وكالة المخابرات الإسرائيلية شين بيت، المسؤولية عن الفشل في توقع الهجوم حيث كتب: "المسؤولية تقع على عاتقي.. على الرغم من سلسلة الإجراءات التي قمنا بها، للأسف... لم نتمكن من إنشاء قوة ردع كافية لإحباط الهجوم".
وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إن المسلحين جهزوا أنفسهم للقيام بعملية توغل طويلة؛ فيما أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري: “لقد جاؤوا ومعهم الكثير من الطعام والذخيرة ومستلزمات الإسعاف، لم يكونوا يخططون فقط للبقاء هناك لبضع ساعات".
لكن اللقطات التي غمرت وسائل التواصل الاجتماعي تظهر أيضا أن حماس تكافح في الوقت الحقيقي للتعامل مع نجاحها المروع.
ومع توسع عمليات القتل لتشمل أكثر من 20 بلدة وكيبوتسات إسرائيلية، يُظهر أحد مقاطع الفيديو مسلحين يحاولون حشر مجموعة كبيرة من الرهائن الجرحى.. في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة.
وسارع المسلحون الذين تدفقوا على دراجات نارية للعثور على مركبات لنقل الرهائن إلى غزة. وفي كفار عزة، نزل مسلحون على طوابير السيارات المتوقفة، وحطموا النوافذ وبحثوا عن سيارة لسرقتها. وتم نقل يافا أدار، وهي جدة تبلغ من العمر 85 عاما من مستوطنة نير عوز، عبر الحدود على عربة جولف.
وفي عام 2011، قامت إسرائيل بمقايضة أكثر من 1000 أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي واحد؛ أكد مسؤولون إسرائيليون، الاثنين، أن المسلحين الفلسطينيين يحتجزون الآن 199 رهينة.
وقال المستشار الكبير السابق في الحكومة الإسرائيلية السابقة، شيمريت مئير: "كان هذا مزيجا فريدا من التخطيط الحديث والمنضبط، جنبا إلى جنب مع... الهمجية والوحشية".
وقال ممثل حماس، بركة، إن الهدف من الهجوم هو "تحرير الأسرى الفلسطينيين، ووقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، وكسر الحصار على غزة". وبدلا من ذلك، أدى الهجوم إلى غارات جوية إسرائيلية غير مسبوقة على غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2700 شخص، وحشدت الكثير من دول العالم خلف إسرائيل وهي تستعد لغزو بري واسع النطاق، مردفا: "لقد أعددنا أنفسنا للهجوم البري، ولسنا خائفين منه".