طالب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع
غزة، الأمم المتحدة والعالم بتحقيق فوري بالجريمة المروعة التي ارتكبها
الاحتلال بقصفة مستشفى
المعمداني الأهلي.
وقال رئيس المكتب الإعلامي سلامة معروف خلال المؤتمر الصحفي، إن الناطق باسم جيش الاحتلال يحاول التنصل من مسؤولية جيشه وحكومته عن الجريمة المروعة التي جرت بالأمس في مستشفى الأهلي العربي المعمداني ومحاولا إلصاقها بأحد الفصائل الفلسطينية.
وأضاف: "لقد ساق هذا الناطق سلسلة من الأكاذيب التي لم نتوقف عندها كثيرا كونها أقل من أن يرد عليها، ولكننا سنذكر بسلسلة أكاذيب الاحتلال التي عشناها خلال هذا العدوان وأول هذه الكذبات هي كذبة الممرات الآمنة التي قصفها جيش الاحتلال وخلف مجزرة راح ضحيتها 70 شهيدا و200 إصابة".
وأشار إلى أن الاحتلال ارتكب مجازر عدة طالت عائلات ممن نزحوا باتجاه هذه المناطق الآمنة، مثل عائلة الغرباوي وجحا وأبوحليمة ورضوان، واستهدف مراكز الإيواء في هذه المناطق كما جرى بالأمس في مركز إيواء المغازي.
وبين معروف أنه ومن سلسلة أكاذيبه كذلك كذبة تحذير المدنيين وعدم استهداف القصف سوى أهداف المقاومة.
وأكد أن غارات الاحتلال على منازل المواطنين وقصفها بشكل مباشر فوق رؤوسهم تسببت في قرابة الـ400 مجزرة ضد العائلات، راح ضحيتها 2136 شهيدا جلهم من النساء والأطفال.
وذكر معروف أنه من المهم أن " نذكر بكذب الاحتلال وادعائه بما سماه نهب حماس مخازن وكالة الأونروا وتكذيب مديرة الاتصالات في الأونروا لذلك، وتأكيدها عدم وجود أي أعمال نهب أو سرقة من مستودعاتهم وأن الصور التي ظهرت كانت لحركة إمدادات طبية أساسية من المستودعات لشركاء الصحة".
وسرد معروف، حقائق تفند كذب الاحتلال وجيشه بشأن مجزرة مستشفى المعمداني، مشيرا إلى أن أولها أنه في 14 تشرين الأول/ أكتوبر قصف الاحتلال المستشفى، وقد أقر بذلك الناطق باسمه في مؤتمر صحفي.
وأضاف أن الحقيقة الثانية، هي أن الاحتلال هدد بقصف المستشفى وغيره من المراكز الصحية، وقد تم تحذير في حينه من السلطات بغزة.
وتابع، بأن الحقيقة الثالثة، أن الاحتلال ارتكب مجازر بحق الكوادر المحمية بقوة القانون من صحفيين وكوادر طبية واستهدف سيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني.
والحقيقة الرابعة تحدث الناطق باسم جيش الاحتلال عن أنظمة الرادار والاستخبارات التي نسب لها معلومات حول المجزرة، وأضاف معروف أن هذه المنظومة الاستخبارية والرادارية هي ذاتها التي تزود جيش الاحتلال ببنك أهدافه في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أكثر من مرة مستشفيات بيت حانون والإندونيسي والدرة.
وأضاف معروف: "أما الحقيقة الخامسة فطائرات الاستطلاع لا تفارق قطاع غزة وترصد كل شيء وتقوم بتصويره سيما عمليات إطلاق القذائف من غزة، فإذا كان الاحتلال قادرا على تحديد مواقع إطلاق القذائف التي يدعي أنها خرجت من غزة وسقطت إحداها على المستشفى، فسيسهل عليه إظهار توثيق مصور لهذا الأمر ولكنه لن يقدم على ذلك لأنه يدرك أنه يكذب في كل ما يتعلق بهذا الشأن".
أما الحقيقة السادسة، بحسب معروف، فهي "روايات شهود العيان التي سمعها العالم ومنهم طبيب يحمل الجنسية البريطانية، وخاصة أن شعبنا بات يستطيع التمييز بين أصوات القصف وتحديد ماهية نوعيته نتيجة ما عايشه من غارات".
وذكر معروف": أنه "ما دمنا نتحدث عن الحقائق فعلى العالم أن يتذكر أيضا حقيقة أن الاحتلال نفى أيضا مسؤوليته عن اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة وغيّر روايته أكثر من مرة قبل أن يقر بمسؤوليته عن هذه الجريمة".
وأكد معروف أنه أمام كل ذلك "فإننا لا نستغرب هذا السلوك الدعائي من الاحتلال فقد تعود على الكذب وهو كعادته يحاول التنصل من هذه المحرقة بعدما رأى رد فعل العالم أجمع على هذه المشاهد الصادمة فسعى لإلصاق تهمة جريمته بالغير".
ودعا معروف أمام هذه المعطيات خبراء لغة الجسد لتبيين ملامح وجه الناطق الذي تحدث في المؤتمر الصحفي وفحص لغة جسده، مضيفا أنه "لن يختلف اثنان أنها جميعا كانت دلالة على كذبه وعدم تصديقه هو نفسه لما يسوقه من أكاذيب".
ورفض معروف كل ما ورد في مؤتمر الناطق باسم جيش الاحتلال، مؤكداً أن الاحتلال هو من قام بهذه المجزرة وكل ما يسوقه من تفاهات لا ترقى لنفي مسؤوليته عن الجريمة.
وعبر عن رفضه أن يقوم القاتل المجرم بالتحقيق، "فلا يعقل أن يمارس جيش الاحتلال دور القاتل والقاضي معا ليمنح نفسه حكما بالبراءة على جريمة لا يمكنه الإفلات منها".
وطالب معروف خلال المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة شخصياً بإحالة ملف جرائم الاحتلال المرتكبة إلى المحكمة الجنائية الدولية وفي مقدمتها هذه الجريمة البشعة.
وأكد أنه منذ أول تهديد طال المرافق الصحية والمستشفيات، تم التحذير من نية الاحتلال وتمت مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا بالتدخل وضمن حماية المرافق الصحية والمستشفيات.