في خطوة تشير إلى تزايد حدة
الغضب داخل حزب
العمال المعارض في
بريطانيا، وخصوصا بين المسلمين، بسبب موقف قيادته المنحاز إلى جانب
إسرائيل في الحرب على
غزة، انطلقت أولى المطالبات باستقالة زعيم الحزب كير
ستارمر.
وكانت تحذيرات قد أشارت إلى
بروز تصدعات كبيرة في الحزب بسبب الدعم المطلق الذي يبديه ستارمر لإسرائيل ورفضه
الدعوات لوقف إطلاق النار، ما دفع أعضاء بارزون بينهم عمدة لندن صادق خان ورئيس
بلدية مانشستر أندي بيرنهام ورئيس الحزب في أسكتلندا أنس ساروار؛ للتعبير علنا عن
اختلافهم مع قيادة الحزب، ودعوا لوقف إطلاق النار فورا، كما عبّر نحو ربع نواب
الحزب في البرلمان عن موقف مماثل، سواء عبر توقيع عريضة أو التصريح شفويا بهذا المطلب. ووصل الأمر أيضا إلى أعضاء في حكومة الظل التي يتزعمها ستارمر.
وفي هذا السياق، أصدر القادة
العماليون في مجلس بلدية بيرنلي وبيندل، في مقاطعة لانكشاير، بيانا طالبوا فيه
ستارمر بالاستقالة، والسماح بإجراء انتخابات داخلية جديدة.
وقال البيان؛ إن هذه الدعوة "بالنيابة
عن الأعضاء العماليين في المجلس البلدي (..)، تأتي بعد مطالبات من مئات الأعضاء في
المجالس المحلية والنواب لزعيم الحزب للضغط على الحكومة، للدعوة إلى وقف إطلاق
النار لمنع خسارة المزيد من الأرواح في غزة".
وفي هذا السياق، أعلنت عضو
المجلس عن منطقة وسط شرق بيرنلي، صوبيا مالك، استقالتها من حزب العمال.
وقال أفراسيب أنور، عضو المجلس
البلدي الذي يشكل العمال أكبر كتلة فيه، دون أن يتمتع بالأغلبية المطلقة: "أنا
وزملائي في بيرنلي وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، رأينا خسارة محزنة في
الأشخاص، بما في ذلك أطفال صغار، في فلسطين وإسرائيل، وهذا يجب أن يتوقف فورا".
وأضاف: "انضممت إلى حزب
العمال من أجل القيام بالتصدي والوقوف في وجه الظلم حول العالم. من المحزن أن كير
ستارمر لم يقف من أجل قيم حزب العمال، وهذا سبب دعوتنا له للاستقالة. اتباع موقف
(رئيس الحكومة) ريشي سوناك بشكل أعمى ليس مقبولا بالنسبة لنا وللسكان الذين
نمثلهم".
وقال عضو المجلس أسجد محمود:
"شاهدنا أنا وزملائي من حزب العمال الخسارة المؤلمة في الأرواح في كلا
الجانبين في هذا الصراع، ومارسنا ضغوطا على زعيم الحزب لتبني الدعوات لوقف إطلاق
النار لوقف خسارة أرواح الأبرياء. للأسف، فشل في الاستماع لنا، ونحن نطلب منه إعادة
النظر في منصبه والاستقالة للسماح لشخص آخر لقيادة حزبنا، بحيث تكون لديه الشفقة وليتحدث
ضد الظلم والقتل العشوائي للناس الأبرياء".
وأثارت سلسلة مواقف قيادة حزب
العمال غضبا داخل الحزب، فإضافة إلى دعم إسرائيل بشكل مطلق، حذر الحزب أعضاءه في
المجالس المحلية من المشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وهو ما دعا هؤلاء
الأعضاء لإرسال رسالة لستارمر، يحذرونه فيها من نتائج سياساته بشأن حرب غزة على
وحدة الحزب، قد تقود لاستقالات جماعية.
وحاول ستارمر استرضاء المسلمين بزيارة إلى المركز الإسلامي في جنوب ويلز الأسبوع الماضي، لكن الزيارة أثارت غضبا بين الجالية المسلمة؛ لأن ستارمر لم يغير موقفه، واضطر المركز لاحقا للتعبير عن اعتذاره. وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 80 في المئة من المسلمين يصوتون عادة للعمال.
وبدأت الانقسامات في صفوف
العمال تظهر بعدما أجرى ستارمر مقابلة إذاعية في 11 تشرين الأول/ أكتوبر، أشار فيها
إلى أن إسرائيل لديها "الحق" في قطع المياه والطاقة عن غزة.
من جهته، أعلن "مركز
العدالة الدولية للفلسطينيين" (ICJP) ملاحقة ستارمر مع سياسيين ومسؤولين بريطانيين آخرين أمام المحكمة
الجنائية الدولية؛ لاتهامه بالتواطؤ والتحريض على جرائم حرب.
واستقال أكثر من عشرة مسؤولين
منتخبين محليا من حزب العمال على خلفية التصريحات. ودعا حوالي 150 مسؤولا محليا
مسلما من حزب العمال ستارمر لدعم وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، حاصر محتجون غاضبون ستارمر ، بسبب موقفه المنحاز إلى الاحتلال الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة.
وبعد إلقائه كلمة في المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس"، خرج ستارمر بحماية أمنية؛ نظرا لمحاصرته من قبل متضامنين مع القضية الفلسطينية، بينهم ناشطون يهود. ورفع المحتجون الغاضبون لافتات تندد بموقف ستارمر، وتصفه بـ"العار"، وهتفوا ضده.