الكتاب: أفهم القضية الفلسطينية ليكون لي موقف
الكاتب: المقرئ أبو زيد الإدريسي
الناشر: مؤسسة الإدريسي للأبحاث والدراسات
يعود اهتمام الكاتب والسياسي المغربي المقرئ الإدريسي أبو زيد
بالقضية الفلسطينية إلى أكثر من أربعة عقود، وقد حمل بصدق صفة حامل هموم القضية
وسفيرها في المغرب، وتحمل مسؤولية مساندة المقاومة الفلسطينية، ومناهضة التطبيع،
حتى تعدت محاضراته التي ألقاها في كل مدن المغرب وقراه، فضلا عن المحاضرات والملتقيات
والمؤتمرات بالخارج أكثر من خمسين عنوانا.
لكن مع هذا الزخم الكبير في التأطير والتثقيف والتوعية بالقضية
الفلسطينية، وبمخاطر التطبيع، والمؤامرات التي تحاك ضد قضية الأمة المركزية، فإن
ذلك لم ينعكس على مستوى التأليف، إذ لم يصدر له حوالي نصف قرن من الفعل التحسيسي
سوى كتيبين اثنين، كانا في الأصل عبارة عن حوارين مطولين أجريا على متن سيارة،
وقام الباحث المغربي المجد عبد العزيز الفقير بنقلهما إلى كتيبين نشرا في سلسلة
"اخترت لكم" رقم 7 ورقم 8 وذلك سنة 2001.
ولئن سياق إصدار الكتيبين لم يكن يسمح بتعميق النظر في بعض الأفكار،
وتدقيق ما تضمنهما، ومحاولة تنسيق مضامينهما بشكل يرفع عنهما صفة الحوار الصحفي
وإكراهاته، فقد دفعت التحولات المتسارعة التي عرفتها القضية الفلسطينية، لاسيما ما
يتعلق بعنوان المقاومة وتطور منحناها العسكري، وأيضا ما يتعلق بمسار التطبيع
والاختراقات التي أحدثها في جسم الأمة، إلى إعادة التفكير في صياغة مضمون
الكتيبين، وتحيينهما في عمل واحد، يتخذ وظيفة مزدوجة، معرفية، تتعلق بالجواب عن
سؤال الفهم، أي فهم القضية الفلسطينية في مختلف أبعادها، لاسيما منها الأبعاد
الدينية والحضارية. ثم وظيفة عملية، تتعلق بالجواب عن سؤال ما العمل؟ وما الموقف
الذي ينبغي أن يتخذ لدعم القضية؟
في هذا السياق، أصدرت مؤسسة الإدريسي الفكرية للأبحاث والدراسات
كتابا جديدا بعنوان: "أفهم القضية الفلسطينية ليكون لي موقف" ضمنه
مُؤَلفه، وبشكل منظم ونسقي، مختلف القضايا التي تشغل بال الباحثين حول القضية
الفلسطينية، وأبعاد الصراع العربي الإسرائيلي، وحاول فيه المقرئ أبو زيد أن يأخذ
منحى معرفيا في المقاربة، بحيث جعل الالتزام والانخراط في دعم القضية ومناصرتها،
ثمرة لتحصيل هذا الفهم ومقدمة له.
فلسطين.. الحق
انطلق الأستاذ المقرئ أبو زيد في تعاطيه مع هذا السؤال من تتبع
الأدلة التي تحاول المقاربة الصهيونية تبنيها، والترويج لها لإثبات أحقية وشرعية
الوجود في فلسطين، وتوقف بهذا الخصوص على ثلاثة أدلة: الدليل الأركيولوجي، والدليل
التاريخي، والدليل الديني.
فعلى مستوى الدليل الأول، أي الأركيولوجي، سجل المقرئ واقع الإنفاق
الكثيف الذي بذله الكيان الصهيوني في هذا المجال، سواء على مستوى تخصيص الأموال أو
رصد الميزانيات للبحث العلمي، أو تأسيس المعاهد البحثية، أو ممارسة اللوبي العلمي
للهيمنة على مخرجات الصناعة البحثية الأركيولوجية الغربية.
لكن كل هذه الجهود، لم تسعف السياسة الأركيولوجية الصهيونية، ولم
تستطع أن تثبت أحقية الكيان الصهيوني بفلسطين، حيث استدل المقرئ على ذلك بثلاثة
مؤشرات أساسية:
السياسيون من المسؤولين الأمريكيين، الذين ينتمي أغلبهم إلى الحركة التدبيرية، يعتبرون أن العرب والمسلمين الذين يدافعون عن حق الفلسطينيين في أرضهم، إنما يشكلون عائقا، أو بالأحرى عدوا حقيقيا، يلغي الشرط الضروري لنزول المسيح.
أولها، أعمال كيث وايتلام، أحد عمالقة البحث الأركيولوجي في العالم،
والذي قضى خمسا وثلاثين سنة في البحث في حقل أركيولوجيا منطقة الشرق الأوسط،
وبالتحديد، ضفتي النهر المقدس (نهر الأردن) أي في أرض فلسطين والأردن، كما قام
بحفريات في سوريا وألف كتبا كثيرة، وإليه ينسب تأسيس المدرسة الأركيولوجية
المعاصرة. فقد انتهت أبحاث هذا العالم من خلال كتابه "اختلاق إسرائيل
القديمة، إسكات التاريخ الفلسطيني" الذي قضى فيه ثلاثة عقود من التنقيب
والبحث والتحقيق، إلى إثبات وهم وخرافة أسطورة الحق التاريخي لليهود في بلاد
فلسطين انطلاقا من الأركيولوجيا، فأثبت من خلال حفرياته أنه لا يوجد شيء اسمه
"إسرائيل القديمة"، وأكدت أبحاثه أن فلسطين للكنعانيين ولليبوسيين
وللحتيين، للعرب القدامي، لشعب جالوت، للذين سكنوا في هذه الأرض من الفلستيين
(والذين باسمهم سميت فلسطين) الذين بنوا "أورشليم" أي أورشليم (مدينة
الإله سالم).
ثانيها، أن أكبر جمعية بحث تاريخي في العالم، أي جمعية الأبحاث
الأمريكية "التي تكلفت بأن تدرس وتحلل ما سمي بـ"مخطوطات البحر
الميت" التي اكتشفت في أحد كهوف الضفة الغربية قبيل النكسة (تضم آلاف
المخطوطات)، لم تخلص بعد عشرين سنة من التحقيق والتحليل إلى أي دليل في هذه
المخطوطات يدعم الأطروحة الصهيونية. وكانت النتيجة أن الحكومة الأمريكية تدخلت
لمنع هذه الجمعية من نشر خلاصات أبحاثها التي كان الكيان الصهيوني يهيئ الرأي
العام لسماعها قبل أن ينتبه إلى أن الأموال التي رصدت لهذه الجمعية أدت دورا
معكوسا، ولم تدعم الأطروحة الصهيونية، فكان أن قام فريق من هذه الجمعية بنشر بيان
وقعه الباحثون في هذه الجمعية، ينددون بسلوك الحكومة الأمريكيية التي سمحت لنفسها
بالتدخل في نتائج البحث العلمي ومنع نشر مخرجاته.
ثالثها، وهو التصريح الذي أدلى به موشي ديان بعد أن قاد جيشه في نكسة
1967، ووضع قدمه على حجر من حجر الآثار في القدس الشرقية بعد افتكاكها من الإشراف
الأردني، فالتقطت له صورة وإلى جانبها تصريحه الذي يقول فيه: "قد أقبل
بالفلسطيني طيارا بسلاح الجو الإسرائيلي، ولكن يستحيل علي أن أقبل به دليلا
سياحيا، فذلك أشد خطرا على إسرائيل"، إذ يحمل هذا التصريح تخوفا كبيرا من أن
يستعمل سلاح الأركيولوجيا ضد الأطروحة الصهيونية فيفند "مسلماتها"، خاصة
وأنهم يدركون تماما الإدراك أن الأطروحة الصهيونية عارية من أي دليل علمي وتقوم
على مجرد أساطير وأوهام لا يصدقها ولا يدعمها أي دليل علمي.
أما على مستوى الدليل التاريخي، فقد أثبت المقرئ بالاستناد إلى
معطيات التاريخ ومصادره، أنه خلال مدة أربعة آلاف سنة الماضية، لم
"يحكم" اليهود فلسطين سوى سعبين سنة، ولم يستمر "حكمهم" لها
موحدة سوى نصف هذه المدة، والنصف الآخر، كانت فلسطين مقسمة بين مملكة في الشمال
ومملكة في الجنوب. وما عدا ذلك، لم يكن العبرانيون إلا مجرد قبائل بدوية مهمشة،
عبروا مع شاؤول (طالوت المذكور في القرآن) بعد أن جبنوا وخافوا وعصوا أمر نبيهم
موسى، الذي أمرهم أن يعبروا إلى الأرض المقدسة بأمر من الله، فمات مغموما مهموما
بسبب خذلانهم له.
وقد عبروا مع طالوت وكانوا مجرد قبائل بدوية رحلا وكانوا قلة
مستضعفين ولا يسيطرون على أي شبر من أرض فلسطين وإنما كانوا يتنقلون في جزء صغير
منها، ولم يتمكنوا إلا في عهد مملكة داود وسليمان عليهما السلام، أي بعد أن قتل
داوود جالوت، ففي عهد هذين النبيين الصالحين، قامت مملكة اليهود، ثم عاد اليهود
بعد ذلك إلى تفرقهم وصراعهم وتشتتهم.
هذه الحقيقة التاريخية، تبين أنه ضمن أربعة آلاف سنة، كان فيها العرب
والمسلمون يحكمون هذه الأرض، لليهود سبعون سنة، هي كل حظهم منها، ومع ذلك يريدون
أن يبنوا من خلالها شرعية تاريخية، ينفون بها شرعية العرب والمسلمين في أرضهم، وهم
الذين حكموا فلسطين آلافا من السنين.
أما على مستوى الدليل الديني، فقد انطلق المقرئ أبو زيد من الإقرار
بأن اليهود وعدوا في توراتهم بأن تكون لهم هذه الأرض، لكن ذلك كان مشروطا بصلاحهم،
تماما كما هو النص القرآني، في سورة الإسراء، الذي لم ينسب الوعد لطرف دون آخر،
إنما أناط تحققه بفعل الصلاح، ورتب الذل والصغار على الفساد والعلو والاستكبار في
الأرض.
وهكذا ينتهي في مناقشة الأدلة الثلاثة، أن الدليل الأركيولوجي خرافة،
وأن الحق التاريخي اختلاق، وأن الشرعية الدينية تصبح نوعا من السفسطة الفارغة التي
لا علاقة لها بمنطق الوحي القائم على الحق، الذي قامت عليه السماوات والأرض.
في مخاطر الحركة التدبيرية
تضمن كتاب المقرئ أبو زيد فصلا مهما وسمه بـ"فلسطين بعيون
المعتدين"، ولكن أنفس ما فيه، هو محاولة الإجابة عن سؤال العلاقة بين أمريكا
وإسرائيل، والخلفية الدينية للسياسة الأمريكية، والهيمنة الصهيونية على كتاب
المسيحيين المقدس (الإنجيل)، وكيف نجحت الحركية الإنجيلية الصهيونية في اختراق
المكونات الدينية المسيحية، وفي تأطير العقل السياسي الغربي والأمريكي على حد
سواء، وكيف تسعى إلى بناء حركية تعبوية لتأمين تحالف واسع من أجل مواجهة المعركة
المصيرية (الهرمجدون).
التطبيع الذي يتم برقابة أمريكية منحازة لإسرائيل هدفه في كل المستويات، العلمية والفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية إبادة الأمة حضاريا، وسلخها عن فكرها وتراثها وعقيدتها، وإلزامها في نهاية المطاف في الانتظام في المقاربة الصهيونية وتنفيذ أجندتها الكاملة في إنهاء الوجود العربي والإسلامي والقضاء على مقوماته.
يستند أبو زيد إلى السيناريو
الذي توقعه صمويل هنغتنتون في كتابه "نهاية التاريخ"، وذلك حين انطلق من
أطروحة صراع الحضارات، وانتهى بها إلى فكرة التحالف الذي سينشأ بين الحضارة
الكنفوشوسية (الصين واليابان) والحضارة الإسلامية، لمواجهة الجبهة المسيحية
اليهودية (الغرب وإسرائيل)، ويعتبر المقرئ أبو زيد، خلافا لما قد يتصور من أن
أمريكا هي نظام علماني مدني غير ديني يوجه بمنطق مصلحي اقتصادي، فإنها توجه بمنظور
ديني صليبي، وأن هذا المنظور يلعب دورا مركزيا في صياغة السياسات الخارجية لكل من
أوربا وأمريكا، وأن الذي يضطلع بصياغة هذا الدور وتوجيه دفته هي الحركة التدبيرية،
التي تعتقد أن الله يسير الكون ويديره، وأنه يمضي به إلى المعركة الفاصلة، معركة
"الهرمجدون"، تلك المعركة التي يعتقد قادة هذه الحركة أنها ستكون فاصلة
بين اليهود وحلفائهم من جهة، وبين أعدائهم وهم المسلمون وحلفاؤهم من جهة أخرى،
وأنها سوف تنتهي بإبادة أغلب من على الأرض، وانبعاث الكون من جديد بنزول المسيح
"الديان" الذي "سوف يجلس على عرشه إلها، يكون له الحكم الفصل،
فيقتل الأشرار ويحيي الأخيار، وينصر الدين ويخذل أعداءه وهم المسلمون وغير
المسيحيين".
يستند المقرئ أبو زيد في بيان حقيقة هذه الحركة إلى ما كتبته الصحفية
الأمريكية "غريس هالسل"، التي تسللت إلى هذا التنظيم، وعرت حقيقته في
كتابيها "النبوءة والسياسة" و"يد الله"، ويسجل أنه منذ حوالي
قرن، لم يطلع إلى الرئاسة الأمريكية رئيس، سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا أم
مستقلا، إلا وكان منتميا لهذه الحركة، وهي حركة أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم،
وتقوم هذه الحركة غير اليهودية على فكرة بروتستانتية، ترى أن الإنجيل ناقص، وأن
التوراة هي التي تمنحه عمقه الاستراتيجي، فالإنجيل هو مجرد تكملة للتوراة،
والتوراة جزء من عقيدة المسيحي وشطره دينه، والبروتستانتي يؤمن بها وبكل ما فيها
من أساطير الأرض الموعودة والحق اليهودي في فلسطين.
لقد قامت هذه الحركة على فكرة هيمنة اليهود على الإنجيل، وابتلاعه من
قبل التوراة، كما قامت على فكرة دينية أخرى، فبعد أن تسللوا إلى الإنجيل، ورسخوا
حقيقة أن عودة المسيح ونزوله إلى الأرض مشروطة بقيام دولة إسرائيل.
الأعداء الذين يمنعون تحقق الشرط التاريخي لنزول المسيح !
وبناء على هذا التحليل، يرى أبو زيد أن الوعي العربي والإسلامي ينبغي
أن يحدث تحيينات جوهرية على عقله، وأن يعيد النظر في الطريقة التي تتعامل بها
الإدارة الأمريكية مع قضية فلسطين، فالسياسيون من المسؤولين الأمريكيين، الذين
ينتمي أغلبهم إلى الحركة التدبيرية، يعتبرون أن العرب والمسلمين الذين يدافعون عن
حق الفلسطينيين في أرضهم، إنما يشكلون عائقا، أو بالأحرى عدوا حقيقيا، يلغي الشرط
الضروري لنزول المسيح. فالعرب والمسلمون وكل من يدافع عن حق الفلسطينيين في الأرض
فلسطين، هم في التعريف الأمريكي، أو على الأقل في تعريف الحركة التدبيرية التي
تهيمن على السياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية على السواء، ليسوا أصحاب حق
يريدون استرداده، بل هم أعداء يحولون دون تحقق الشرط التاريخي الإلهي لنزول المسيح
الذي سوف يحكم العالم كله ألف سنة ينشر المسيحية وحدها !
التطبيع إبادة حضارية
في آخر فصول كتابه، لا يتردد المقرئ أبو زيد في وصف التطبيع بأنه
إبادة حضارية، ويعلل ذلك، بكونه، يستهدف العقل العربي والإسلامي، ويغير كل مفاهيمه
ومسلماته، ويمحو بالكامل وعيه التاريخي، ويؤسس لمفاهيم جديدة، يصير بمقتضاها
المطبع متبنيا بالضرورة للأطروحة الصهيونية بجميع مفرداتها، فيبدأ الأمر ابتداء
بالعداء للحركة الإسلامية، ثم ينتهي بالتدريج إلى العداء للإسلام ونصوصه وقيمه.
فحسب المقرئ أبو زيد الإدريسي، إنه بدلا من التساؤل أسئلة مشروعة عن
حقيقة ما ينتوي الصهاينة فعله بالاقتصاد العربي والإسلامي، فمن باب أولى السؤال عن
الأثر الخطير الذي سيحدثه الفكر الصهيوني في الفكر والعقل والمفاهيم والوعي التاريخي
للأمة.
ويمثل المقرئ أبو زيد لذلك، فيرى أن من الشروط التي اشترطتها إسرائيل
على مصر في تنزيل لتطبيع الثقافي أن تعدم
مصر جميع تراثها الثقافي الذي يطعن في
اليهود، بحجة أن ثقافة معاداة اليهود مناقضة لثقافة السلام، وقد الزمت مصر بمقتضى
ذلك بإعدام مليون وثيقة من أرشيفاتها
المختلفة في الإذاعة والتلفزيون وفي الجماعات والمدارس ما بين مقال وكتاب وشريط،
بل التزمت مصر ألا تبث الآيات التي "تشتم اليهود" في افتتاح برامج
تلفزتها، في حجين لا تلتزم إسرائيل بأي شيء مماثل في مقابل ذلك، فهناك ما زيد عن 360 مقررا تعليميا معتمدا في إسرائيل
كملها تستم القرآن ونبيه وتشتم الإسلام، ولم يقع حذف شيء من ذلك، ولم تلتزم
إسرائيل حتى بمنع الحاخامات من بث خطبهم التي يتهجمون فيها علانية على الدين
الإسلامي وعلى نبيه.
ويخلص المقرئ أبو زيد من ذلك كله، أن التطبيع الذي يتم برقابة
أمريكية منحازة لإسرائيل هدفه في كل المستويات، العلمية والفكرية والثقافية
والاقتصادية والسياسية إبادة الأمة حضاريا، وسلخها عن فكرها وتراثها وعقيدتها،
وإلزامها في نهاية المطاف في الانتظام في المقاربة الصهيونية وتنفيذ أجندتها
الكاملة في إنهاء الوجود العربي والإسلامي والقضاء على مقوماته.