روى مانويل
دياز، والد لويس نجم فريق ليفربول الإنجليزي ومنتخب
كولومبيا لكرة القدم أنه تم إجباره على "المشي كثيراً مع القليل من النوم" خلال عملية اختطافه.
وقد أُطلق سراحه، أول أمس الخميس، بعد دعوات من جميع أنحاء العالم، ونحو أسبوعين أمضاهما مختطفا في منطقة جبلية على يد فصائل جيش التحرير الوطني الكولومبي.
وفي منزله الواقع شمال البلاد، قال لمراسلين إنه "مرّ بوقت عصيب للغاية"، وصمد "لنحو 12 يوماً دون نوم".
وكان دياز يسير بصعوبة واضحة عند وصوله إلى المؤتمر الصحافي، ويحتاج إلى المساعدة للنهوض من كرسيه.
وأضاف الرجل البالغ 56 عاماً أن الخاطفين لم يسيئوا معاملته. وقال: "تعيّن علي المشي كثيراً، صعوداً ونزولاً في جبال متعدّدة، في محاولة للبقاء سالماً.. كي أعود إلى المنزل".
واعتاد دياز على هذه المنطقة الجبلية في طفولته، لكن "هذه قصّة مختلفة.. لا أتمنى لأحد التواجد في هذه المنطقة الجبلية في الظروف التي كنت أعيشها".
وكانت عناصر جيش التحرير الوطني، آخر
حركة تمرّد رئيسية في البلاد والتي تقود
مفاوضات السلام مع الحكومة الكولومبية، اختطفت والد دياز وزوجته من محطة وقود في بلدتهما في بارانكاس، بالقرب من الحدود مع فنزويلا.
وقام مسلّحون يركبون دراجات نارية باختطافهما، وفي ذات اليوم، أطلق سراح والدة اللاعب البالغ 26 عامًا.
واعترف القائد العسكري لجيش التحرير الوطني أنتونيو غارسيا السبت، بارتكاب "خطأ" في عملية الاختطاف هذه.
وكتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، في حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي: "عاشت الحرية والسلام".
وأثر الاختطاف على عملية السلام التي بدأت منذ عام تقريبًا بين جيش التحرير الوطني وحكومة الرئيس بيترو، فضلاً عن وقف إطلاق النار الثنائي الذي دام ستة أشهر بعدما بدأ سريانه منذ 3 آب/ أغسطس.
وأطلقت عملية بحث واسعة النطاق عن الزوج شارك فيها أكثر 250 جندياً، انتهت بتسليم دياز الخميس لعاملين في المجال الإنساني في منطقة غير محدّدة في سلسلة جبال سيرانيا دل بيريخا، حيث نقل بطائرة هليكوبتر إلى مطار فاليدوبار شمال البلاد البعيدة 90 كيلومتراً عن بلدته.
وبعدها بساعات، وصل إلى منزله بسيارة وقد استقبله الجيران بقرع الطبول وإطلاق الأبواق، تحت حراسة الشرطة.
أمل الوالد الذي ينسب إليه الفضل بدعم مسيرة لويس صاحب الـ43 مباراة دولية، في أن يكون إطلاق سراحه خطوة نحو "السلام في كولمبيا وأن تتاح لجميع الرهائن فرصة التحرّر".
وخُطف أكثر من 38 ألف شخص في كولومبيا على مرّ السنين، معظمهم على يد جماعات مسلّحة طالبت بفديات لإطلاق سراحهم.
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن جيش التحرير الوطني لا يزال يحتجز نحو 30 رهينة ويضمّ نحو 5800 مقاتل.