انتقدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في المقال الافتتاحي، شعار دولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي تصدّر الشاشة العبرية، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو "معا ننتصر"، بالقول: "يُخيل لي أن من المهم أن نذكر أنفسنا أن هذا ليس وصفا واعيا للواقع بل هو عبارة عن أُمنية".
وأوضح التقرير، أنه "انتصار غير مرتقب هنا" في إشارة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن "كلمة "معا" أيضا، التي تصف بتفان ما يحصل في الجيش، في الميدان، لا تعكس ما يحصل في الحكومة؛ إذا كان معا فبالتالي على انفراد فقط".
وفي السياق نفسه، أعرب التقرير عن انعدام الرضا عند الإسرائيليين من حكومتهم، بالقول إن: "المفاوضات على تحرير الأسرى تتقدم ببطء، ثلاث خطوات جانبا، خطوتان إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء، مثلما في رقصة تشي تشي تشي".
ويكشف المقال نفسه، أن "60 ألف إسرائيلي اضطروا لترك بيوتهم في الشمال، يشترطون لعودتهم إبعاد القوة من حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني".
وتابع: "حسب كل المؤشرات، لا يزال يحيى السنوار يتصرف كمن يتحكم بقُدراته؛ فهو يسعى لأن يحرر
غزة قطرة قطرة، في مجموعات صغيرة، وأن يتلقى مقابلها، إضافة إلى السجناء، توقفات نار أطول"، مشيرا إلى أنه من "يسيطر في هذه اللحظة".
وأضاف التقرير نفسه، أنه "كلما طالت وكثرت توقفات النار، سيكون أصعب على الجيش الإسرائيلي الإبقاء على الزخم في الخطوة البرية" مبرزا أن "الضغط الأمريكي سوف يشتد، والحرب ستطول، لكن هذه ستكون حربا أخرى، أضيق، مبنية أساسا على وحدات الجيش".
وأشار التقرير، إلى أن وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي، يوآف غالنت، يُؤمن بأنه "يمكن صد الضغوط واستئناف المناورة البرية حتى لو كانت توقفات للنار؛ فالجيش الإسرائيلي يتصرف في القطاع حسب خطة منظمة" مستدركا أن "المرحلة الحالية كفيلة بأن تستمر ثلاثة أشهر؛ المرحلة التالية تسعة أشهر أخرى".
وتابع وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب الصحيفة، أنه "في أثناء هذه الفترة ستبذل جهود لإقامة قوة متعددة الجنسيات تتسلم مؤقتا الحكم في القطاع. والفلسطينيون المحليون يفترض بهم أن يديروا الجانب المدني؛ مدينة خيام للفلسطينيين النازحين من بيوتهم ستقام في المنطقة التي كانت فيها في الماضي غوش قطيف. هذا لن يكون قصيرا ولن يكون سهلا".
إلى ذلك، يواصل المقال الذي نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، انتقاده لعدم قدرة دولة الاحتلال الإسرائيلي، على إدارة الحرب على غزة، كاشفا عن أن ما يُحكى من بُطولات "ليس مؤكدا أنه سيحصل"، مضيفا أن "إسرائيل وحماس ليستا اللاعبتين الوحيدتين في هذه الدراما؛ ونية حكومة إسرائيل لخلق حزام أمني حول كل قطاع غزة وإشغاله بقوات الجيش الإسرائيلي تتعارض وتصريحات صريحة لإدارة بايدن، التي تتحدث عن زيادة
فلسطينية في قطاع غزة كاملا وعن عودة السلطة الفلسطينية للحكم في غزة".
وتابع بأن: "استعداد نتنياهو للتوافق مع السلطة كان سيتيح لبايدن صد النقد من جانب الجناح اليساري في حزبه ومن جانب حكام عرب. نتنياهو لا يمكنه أن يساعده؛ وحتى أن يكذب في هذا الشأن لا يمكنه: كل حديث عن مسيرة سياسية من شأنه أن يوقظ من سباتهما بن غفير، وسموتريتش، ويكلفه كرسيه" مشيرا إلى أن "التصدي مركب أيضا حيال حزب الله".