أكد السفير
الفلسطيني في المملكة
المتحدة حسام زملط، أن هناك قواعد في الحرب "هدمتها إسرائيل"، وأن "هذا
هو الوقت الذي يفرض فيه العالم هذه القواعد".
وقال زملط في تصريحات له اليوم الإثنين
لهيئة الإذاعة البريطانية: "علينا أن نوقف هذا التطبيع لهذه المشاهد المروعة
التي قلنا إنها لن تتكرر بعد أهوال الحرب العالمية الثانية".
وأعرب زملط عن أمله أن يتمكن مجلس
الأمن الدولي من أن يدعو إلى وقف إطلاق النار الليلة، وقال: "الحل موجود في
مجلس الأمن".
وأشار تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية
إلى أن دعوة
بريطانيا وألمانيا وفرنسا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى العمل من أجل
التوصل إلى "وقف مستدام لإطلاق النار"، هو بمثابة تحول في لهجة المملكة
المتحدة، على الرغم من أنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ونقلت عن رئيس الوزراء البريطاني ريشي
سوناك قوله: إن "عدداً كبيراً جداً من أرواح المدنيين قد فقد" في الحرب.
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد
كاميرون قد كتب على صفحته على منصة "إكس"، معبرا عن دوافع هذا التحول قائلا:
"إن هدف دبلوماسيتنا في الشرق الأوسط يجب أن يكون السلام لأجيال عديدة، وليس
مجرد إنهاء القتال اليوم".
وبعد أن أكد "أن ترك حماس في
السلطة في
غزة سيكون بمثابة عقبة دائمة على الطريق إلى حل الدولتين"، قال:
"لهذا السبب تدعم المملكة المتحدة وألمانيا وقفًا مستدامًا لإطلاق النار.
كلما جاء مبكرا، كان ذلك أفضل. الحاجة ملحة"، وفق تعبيره.
وانضمت فرنسا والمملكة المتحدة
وألمانيا، وهم من أقرب حلفاء إسرائيل، إلى الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار خلال
عطلة نهاية الأسبوع، وطالب المتظاهرون الإسرائيليون الحكومة بإعادة إطلاق
المحادثات مع "حماس" بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد مقتل ثلاثة
عن طريق الخطأ على يد القوات الإسرائيلية أثناء التلويح بعلم أبيض.
وأكدت الحكومة البريطانية مجددا اليوم أنه
لا يمكن وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس طالما بقيت الأخيرة في غزة.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن
المتحدث باسم رئيس الوزراء للصحفيين قوله اليوم الاثنين: "أعتقد أن إسرائيل
كانت واضحة للغاية، كما فعلنا نحن، بأن حماس ليس لها مستقبل في غزة بالنظر إلى
الإجراءات المروعة التي اتخذتها. وكنا صريحين في موقفنا طوال الوقت".
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن وزير
الدفاع البريطاني السابق بن والاس كان قد حذّر من أن "الغضب القاتل"
الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية في غزة يشكل تهديدا للسلطة الأخلاقية والقانونية
للبلاد وسيؤجج الصراع لمدة 50 عاما أخرى.
وأضافت الصحيفة: "في تدخل يذهب
أبعد من أي سياسي بريطاني آخر في انتقاده لأساليب إسرائيل في الحرب، كتب النائب
المحافظ الكبير في صحيفة ديلي تلغراف: "إن ملاحقة حماس أمر مشروع؛ إن محو
مساحات شاسعة من غزة ليس كذلك. إن استخدام القوة المتناسبة أمر قانوني، لكن العقاب
الجماعي والتنقل القسري للمدنيين ليس كذلك"".
وقال الكاردينال فنسنت نيكولز، رئيس
أساقفة وستمنستر، وهو أكبر رجل دين كاثوليكي في إنجلترا إن إطلاق النار على أم
وابنتها على يد قناص عسكري إسرائيلي في مجمع كنيسة بمدينة غزة كان "قتلاً بدم
بارد".
وقال رئيس أساقفة وستمنستر، وفق
"الغارديان": إن إطلاق النار "لم يفعل شيئا لتعزيز حق إسرائيل في
الدفاع عن نفسها".
من جهتها أوقفت شركة بريتيش بتروليوم
جميع شحنات النفط والغاز عبر البحر الأحمر بعد تصاعد الهجمات على سفن الشحن من قبل
المسلحين الحوثيين. وقالت شركة النفط البريطانية، إنها أوقفت الشحن في المنطقة إلى
أجل غير مسمى، مشيرة إلى "تدهور الوضع الأمني" وسط التوترات في الشرق
الأوسط.
وأصبحت شركة بريتيش بتروليوم أول شركة
نفط توقف عمليات الشحن الخاصة بها بشكل مباشر، بعد أن أوقفت خمس شركات شحن كبرى
سفنها التي تمر عبر المياه بين آسيا وأفريقيا التي تربط آسيا وأوروبا.
للإشارة تعتبر المملكة المتحدة واحدة
من أهم دول العالم احتضانا للمظاهرات الشعبية الرافضة للعدوان على قطاع غزة
والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.. ويكاد لا
يخلو أسبوع من مظاهرات شعبية في أهم المدن الرئيسية البريطانية لذات الغرض، على
الرغم من شدة التضييقات التي أصبحت تعرقل المشاركة في هذه المظاهرات.
وتأتي هذه التطورات بينما يستعد مجلس
الأمن التابع للأمم المتحدة لإعادة مناقشة دعوة جديدة لوقف عاجل ومستدام للأعمال
العدائية في غزة، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر والبحر والجو.
ويضع القرار ضغوطا على الولايات
المتحدة حتى لا تحمي إسرائيل مرة أخرى من خلال استخدام حق النقض (الفيتو)
باعتبارها واحدة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا.
واليوم أيضا وصل وزير الدفاع الأمريكي لويد
أوستن إلى إسرائيل بهدف الضغط من أجل إنهاء العمليات القتالية الرئيسية في غزة، في
أحدث اختبار لمدى قدرة الولايات المتحدة على الاستفادة من دعمها الثابت للهجوم
لتخفيف تأثيره المدمر على الفلسطينيين المدنيين.
وخلفت الحرب
الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 18 ألفا و800 شهيد و51
ألف جريح معظمهم أطفال ونساء بحسب آخر إحصائية أعلنت مساء الجمعة، ودمارا هائلا في
البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفق مصادر فلسطينية
وأممية.
إقرأ أيضا: رئيس وزراء قطر يبحث مع مديري السي آي إيه والموساد صفقة أسرى جديدة