فتحت عملية استهداف القوات الأمريكية لزوارق بحرية تابعة لجماعة
الحوثي واستشهاد 10 من عناصرها في البحر الأحمر، أمس الأحد، وما أعقبه من وعيد حوثي للولايات المتحدة بتبعات وخيمة ردا على العملية، الباب واسعا أمام تساؤلات عدة عن حدود رد الحوثيين على العملية الأمريكية ضد قوات الجماعة.
وأمس الأحد، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن 3 زوارق تابعة لهم، تعرضت خلال دوريات تمارس مهام اعتيادية لحماية الملاحة البحرية، إلى عدوان من القوات الأمريكية، ما أدى إلى استشهاد وفقدان 10 من الأفراد.
وحمل سريع الولايات المتحدة تبعات الهجوم، داعيا إلى "اليقظة والاستعداد للخيارات كافة في سبيل مواجهة التصعيد الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني المجرم"، على حد قوله.
"هجمات مباشرة على السفن"
وفي السياق، قال الخبير
اليمني في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، علي الذهب، إنه من المتوقع أن يضاعف الحوثيون هجومهم على السفن التجارية بمختلف الوسائل، وقد يتطور الأمر إذا لم تنصع تلك السفن لأوامرهم، إلى استهدافها بشكل مباشر.
وأضاف الذهب في حديث خاص لـ"عربي21"، أن عملية السلام ستتعثر، وسيقوم الحوثيين بشن هجمات داخلية (جبهات القتال الداخلية) ضد قوات الجيش الوطني الحكومي.
وأشار الخبير اليمني إلى أن الحوثيين، لاشك، قد يلجؤون إلى العودة إلى الحرب ما لم يحققوا مكاسب على النحو الذي يريدونه.
وتابع بأن الحوثي قد تستخدم هذه الأساليب على الحكومة الشرعية والمجتمع الدولي من أجل فرض شروطهم للدخول في عملية سلام بعد وقف إطلاق النار.
كما استبعد الخبير الاستراتيجي اليمني أن يقدم الحوثيون على تنفيذ هجمات ضد السفن الأمريكية، كون نتائج ذلك ستكون وخيمة.
وقال إن دخول بريطانيا ضد الحوثيين بعد عملية القوات الأمريكية الأخيرة، تشير إلى أنه قد يتم توجيه ضربات للحوثيين في عرض البحر.
وأكد الخبير الذهب على أن الأمر قد يتطور إلى "استهداف معاقل التهديد الحوثية في البر في المناطق التي يسيطرون عليها".
"هجمات منسقة"
من جهتها، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر، قولها "إن بريطانيا أعلنت استعدادها لشن هجمات منسقة ضد الحوثيين، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة".
وأضافت الصحيفة أن جماعة الحوثيين تسببت في إحداث فوضى في البحر الأحمر من خلال هجماتها واختطاف سفن". مردفة بأن "الجيش البريطاني يعد بإطلاق موجة من الضربات الجوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران، ما يثير احتمال تصاعد التوترات بشكل كبير في المنطقة".
وتابعت: "ستنضم المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، وربما إلى دولة أوروبية أخرى، لإطلاق وابل من الصواريخ على أهداف محددة مسبقا، سواء في البحر أو في اليمن نفسه، حيث يتمركز المتمردون".
"ردع أمريكي"
من جانبه، قال الخبير اليمني في الشؤون الدولية، مصطفى ناجي، إن ما فعلته أمريكا يأتي في إطار خطتها لحماية المصالح في البحر الأحمر من خلال "الردع".
وأضاف ناجي في حديثه لـ"عربي21" أن غالب الظن أن الولايات المتحدة لن تتورط في هجوم على البر الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن إلا في هذا الإطار.
وتابع الخبير اليمني في الشؤون الدولية بأن واشنطن ستقوم ربما بعمليات جراحية بسيطة تستهدف وسائل الحوثي التي تؤثر على الملاحة الدولية.
وحسب المتحدث ذاته، فإن "أول رسالة أمريكية للحوثيين كانت مؤلمة"، في إشارة إلى عملية تدمير 3 زوارق في البحر الأحمر.
وقال ناجي إن "الحوثي ربما لا تبالي، وتجد في هذا العدوان رفعا لرصيدها".
"عواقب وخيمة"
وتوعدت جماعة الحوثي، على لسان أكثر من قيادي فيها، واشنطن بعواقب وخيمة.
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة، محمد علي الحوثي، مساء الأحد، إن اعتداء القوات الأمريكية ستكون له عواقب وخيمة عليها، وفق ما نقلته فضائية "المسيرة" التابعة لجماعته.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت في الأسابيع الماضية عملية "متعددة الجنسيات" لحماية السفن التجارية المتجهة إلى دولة الاحتلال، عبر دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
ويضم التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، كلا من بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.