قال الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد، إن جماعة أنصار الله "
الحوثي" لم تعد مشكلة بالنسبة للسعودية.
وأوضح الراشد وهو مدير سابق لقناة "العربية" في
مقال بصحيفة "الشرق الأوسط" أن
السعودية غير معنية على الإطلاق في الدخول بأي تحالف ضد الحوثيين من أجل تأمين البحر الأحمر من هجمات الجماعة على السفن التجارية الذاهبة إلى إسرائيل.
وفي مقاله الذي هاجم فيه الجماعة بشدة، وقال إنها ستفشل في تحقيق هدفها بكسب شعبية وشرعية أكبر في
اليمن والمنطقة، أقر الراشد بأن السعودية ليس لها أي مصلحة في استعداء الحوثي مجددا.
وتابع: "الهاجس الأخطر، أن تسيطر إيران، عبر الحوثي، على باب المندب، المضيق الحيوي العالمي، هذه مسألة مخيفة لدول الخليج ومصر والعالم، الأمر الذي لن تستسلم له تحت أي ذريعة".
وأردف: "الرياض سارت في الطريق الأخرى. حافظت على علاقتها الجديدة مع الحوثي، وعلى مشروع السلام الذي أنهى الحرب عبر الحدود. الحوثيون، بدورهم، ساروا مسافة لا بأس بها في مشروع المصالحات اليمنية - اليمنية. بالنسبة للسعوديين واليمنيين، العالم لا يدور حول غزة، لديهم حربهم وإنهاء الاقتتال والخلافات لها الأولوية".
وفسر الراشد بأن الحوثي كان مجبورا أيضا على دخول معركة "طوفان الأقصى" لكونه أحد أذرع إيران، مضيفا: "في المعادلة الإقليمية، فعلت طهران مشروع الحوثي، الذي ارتبطت به منذ التسعينات، ضد السعودية بهدف السيطرة الكاملة على اليمن وخلق عامل تهديد إضافي ضد الرياض. والمعادلة الكبرى أيضاً، تريد طهران تعزيز أدواتها للضغط على الولايات المتحدة والغرب، بالوصول إلى وتهديد مسارات الملاحة في البحر الأحمر".
وأضاف أن "واشنطن لم تكن تجهل ذلك، وكانت تدرك منذ البداية، طبيعة الدور الحوثي واحتمالاته المستقبلية، لكنَّها بدلاً من المواجهة سعت لإنهاء خلافها مع إيران سلمياً، ووقعت اتفاقها الشامل الذي كانت ترجو منه إنهاء حالة العداء مع طهران، وبالتالي لا تصبح معنية بالصراعات الإقليمية، بما في ذلك بين إيران ودول الخليج. فشل مشروع التصالح الأمريكي - الإيراني وعاد الفريقان إلى المربع الأول".
وقال عن بلاده إنه "في حرب اليمن، كانت السعودية بمواجهتها الحوثي، آنذاك، تدافع عن نفسها بالدرجة الأولى، واستقرار اليمن، وكذلك الأمن الإقليمي وحماية الملاحة في البحر الأحمر الذي يمثل شرياناً مهماً للسعودية والعالم".
وخلص الراشد إلى أن "خيار الرياض اليوم هو أن تحافظ على العلاقة مع الحوثي، وحتى مع إيران ويصبح تأمين الملاحة قضية دولية".
وأثار مقال الراشد تفاعلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال ناشطون إنه يؤكد صحة تقارير غربية تحدثت عن أن الرياض تريد تجنب أي مشكلة جديدة مع الجماعة التي استهدفت مواقع نفطية استراتيجية في المملكة خلال السنوات الماضية.