انسحبت قوات
الاحتلال الإسرائيلي، فجر
الخميس، بشكل كامل من مناطق سكنية في الضواحي الشمالية الغربية لمحافظتي
غزة وشمال
القطاع.
وبحسب وكالة الأناضول، شملت هذه المناطق
أحياء التوام والكرامة والسلاطين والعطاطرة في المنطقة الغربية لشمال القطاع، وأحياء
الأمن العام والمخابرات والمقوسي وبهلول في المنطقة الغربية لشمال مدينة غزة، إلى جانب
انسحابه من شارع الرشيد على امتداد المحافظتين.
وفسر اللواء الأردني المتقاعد نضال أبو زيد في حديث تلفزيوني هذا الانسحاب بأنه ناتج عن خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أي جيش تحصل لديه خسائر تصل إلى "نقطة حرجة" ليس لديه أي خيار سوى سحب بعض قواته.
وعلى مد البصر، كان هناك دمار هائل في كافة
المناطق المذكورة، حيث أحالت آلة الحرب الإسرائيلية الأبراج والعمارات السكنية إلى
أكوام كبيرة من الركام.
وفي منطقة "المقوسي"، التي تضم
عشرات الأبراج السكنية والمؤسسات الحكومية، دمر الاحتلال أبراجا سكنية كاملة، مع بقاء
عدد قليل منها، لكن طالها أضرار بالغة.
إلى جانب ذلك، طالت آلة الحرب مسجد المنطقة
وحولته إلى ركام، كما دمرت بشكل واضح مركزا صحيا يتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الأونروا" في المكان ذاته.
كما جرفت الآليات الإسرائيلية الثقيلة الشوارع
والطرقات، وقضت على البنى التحتية في المناطق التي انسحب منها الجيش.
وفي السياق، كشف الانسحاب الإسرائيلي في
منطقة "المخابرات"، عن دمار هائل طال الأبراج السكنية هناك.
مدينة للأشباح
ولم يعد في "المقوسي"، الذي يطل
على البحر المتوسط مباشرة، إلا أكوام من الركام، حيث وصفه سكان المنطقة بـ"مدينة
الأشباح".
أما منطقة "الأمن العام"، التي
كانت تعج بالحياة والحيوية قبل الحرب، حيث كانت تضم محالّ تجارية وترفيهية، فتحولت إلى
ساحة رملية مفتوحة بلا معالم.
وعلى الجدران التي ما زالت شاهدة على وحشية
الحرب في المناطق المدمرة، دوّن الجيش الإسرائيلي عبارات وكلمات باللغة العبرية.
وطال هذا الدمار أيضا في مناطق شمال القطاع قاعات أفراح ومؤسسات تجارية واقتصادية وأبراجا سكنية.
وفي مشاهد صادمة، دمرت قوات الاحتلال أحياء
سكنية بشكل كامل، وأحالتها إلى كومة من الركام، بحيث يعتقد سكان هذه المناطق أنها بحاجة
لسنوات طويلة من أجل إزالة الركام وإعادة الإعمار.
ووجد سكان هذه المناطق من الانسحاب الإسرائيلي
الأول منذ بداية العدوان البري فرصة لتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم.
وفي 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدأ
الجيش الإسرائيلي عملية برية، شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال.
ومنذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي،
بدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية كانون
الثاني/ يناير الماضي انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
بينما أعاد توغله في بعض المناطق بمحافظتي
غزة والشمال، منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، لتنفيذ عمليات سريعة، حيث يغير أماكن
التوغل بين الفينة والأخرى، فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف
الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية و"الجنوبية الغربية" بغزة.