هناك مجنون يقصف المعبر، وكذاب يغلق المعبر،
وبينهما عجوز خرف يحاول أن يفتح المعبر.
الرئيس المكسيكي عبد الفتاح السيسي، كان
يرفض أن يفتح المعبر حتى كلمه بايدن وأقنعه بفتحه. هكذا وصف بايدن السيسي في مؤتمر
صحفي رسمي أمام عدسات الكاميرا.
فضيحة جديدة واتهام آخر من الولايات المتحدة
الأمريكية لعبد الفتاح المكسيكي، فكيف كان رده؟
بيان عجيب من الرئاسة
المصرية، لم ينفِ، ولم
يؤكد، لم يشجب ولم يدن ولم يرفض ولم يتحفظ على اتهامات الرئيس الأمريكي.
راوغت الرئاسة المصرية وبررت وعادت ودارت
وكررت عبارات قالها السيسي منذ اللحظة الأولى ولكنها تدور في فلك واحد، أن المعبر
مفتوح والمساعدات موجودة ومصر تقوم بدورها على أكمل وجه وهو عكس ما قاله بايدن.
بيان هزيل لم يصدقه أحد، المعبر مغلق،
والشاحنات متكدسة أمام المعبر على امتداد كيلومترات، والمجاعة تزداد سوءا داخل
قطاع غزة، والأذرع الإعلامية تردد نفس الإسطوانات العقيمة التي لا تفتح معبرا أو
تنهي مجاعة.
تصريحات بايدن ووصفه السيسي بالرئيس
المكسيكي واتهامه له بإغلاق المعبر أغضبت مدينة الإنتاج الإعلامي، فأطلقوا أذرعهم
الإعلامية تسب الرئيس الأمريكي لدرجة وصفه في هاشتاج على موقع تويتر "أكس"
بالعجوز الخرف في إشارة لإصابته بمرض الزهايمر وفقدانه للذاكرة.
هتصدقوا بايدن وهو عنده زهايمر؟
مبدأ غريب لمحاولة تكذيب ما قاله بايدن،
ولكن الأغرب أنه في كل مرة اتصل فيها بايدن بالسيسي على مدار الأربعة أشهر الماضية
كانت الأذرع الإعلامية تحتفي بهذه المكالمات وتتحدث عن اهتمام بايدن بالسيسي وكيف
أصبحت مصر على خارطة القوى الإقليمية الكبرى التي لا تستغني أمريكا عنها.
تصريحات بايدن ووصفه السيسي بالرئيس المكسيكي واتهامه له بإغلاق المعبر أغضبت مدينة الإنتاج الإعلامي فأطلقوا أذرعهم الإعلامية تسب الرئيس الأمريكي لدرجة وصفه في هاشتاج على موقع تويتر "أكس" بالعجوز الخرف في إشارة لاصابته بمرض الزهايمر وفقدانه للذاكرة.
بالعودة إلى بايدن، الرجل أقام مؤتمرا صحفيا
لرئيس أكبر دولة في العالم هدفه طمأنة الرأي العام الأمريكي، بأن صحة الرئيس على ما
يرام فلم يفقد الذاكرة ولم ينس معلومات مهمة ولم يخطئ في أسماء معاونيه وما زالت
له القدرة العقلية والنفسية والذهنية كي يظل ساكنا للبيت الأبيض.
ولكنه أشار إلى السيسي بالفعل بالرئيس
المكسيكي، فهل قالها عن طريق الخطأ أم أن أصوات ملايين المصريين قد وصلته بالفعل؟
منذ عامين، سجل أحد الشباب المصريين (غير
معروف اسمه) مقطع فيديو قصير وجه فيه رسالة إلى فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح
المكسيكي مطالبا إياه بالسيطرة على ارتفاع الأسعار في مصر.
كان هذا الشاب هو صاحب براءة اختراع لقب
المكسيكي، ومنذ ذلك اليوم تم تداول هذا اللقب على نطاق واسع بين رواد مواقع
التواصل الاجتماعي كبديل عن اسم السيسي في محاولة للهروب من المراقبة والملاحقة
الأمنية الإلكترونية.
اسخر من رئيسك وأطلق عليه لقبا بعينه ثم
كرره مرة تلو مرة حتى تسمعه على لسان رئيس أكبر دولة في العالم.
هكذا احتفى المصريون بلقب المكسيكي الذي
فاجأهم الرئيس الأمريكي به على الهواء مباشرة.
الأزمة الكبرى لدى السيسي أنه متابع جيد
لمواقع التواصل الاجتماعي، يتفاعل معها في خطاباته، يعلق على ما يكتب فيها، يغضب
من انتقاده والمطالبة برحيله عبر هاشتاج ارحل يا سيسي، هذه العقلية الطفولية في
التعامل مع انتقادات وسخرية السوشيال ميديا لا تتحمل أن يتحول لقب أطلقته هذه
المواقع إلى تريند عالمي بعد مؤتمر بايدن.
السيسي لديه القدرة على مراقبة مواقع
التواصل الاجتماعي في مصر، أجهزته الأمنية تلاحق النشطاء تعتقلهم، تقضي عليهم لمجرد
كلمة واحدة ضد السيسي، فما الذي سيفعله الآن؟ هل سيعتقل جميع المكسيكيين في مصر؟
هل سيقطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمكسيك؟ كيف سيتصرف السيسي مع لقب
المكسيكي الذي يبدو أنه سيطارده حتى رحيله؟
الرئيس المكسيكي عبد الفتاح السيسي الذي
تعود على الإهانة وتعودنا منه على الضحك في كل مرة أصبح اليوم مصدر سخرية العالم، تارة بصوره مع الزي المكسيكي وتارة أخرى بصوته وهو يلقي خطابات باللغة الإسبانية
وهي اللغة الرسمية في المكسيك.
الرجل أينما توجهه لا يأتي بخير، يدعي أن
الله منحه البركة، ولكن البركة منزوعة منه في كل تصرف، الأمور تسير معه بشكل مغاير
تماما، كلما أراد ادعاء دور مصر القوي تجاه الشعب الفلسطيني، جاءه التكذيب من أقرب
حلفائه مرة من إسرائيل ومرة من بايدن.
الرئيس المكسيكي عبد الفتاح السيسي نعامة
أمام بايدن، منخفض أمام نتنياهو، وحش أمام
معبر رفح وأسد على الشعب المصري.