شدد رئيس الحكومة
اللبنانية السابق وزعيم "
تيار المستقبل"،
سعد الحريري، على أن قرار تعليق عمله السياسي عام 2022 جاء بعدما أيقن أنه "لن يتمكن من تحقيق إنجازات"، مشيرا إلى أن "الناس يستذكرون رفيق الحريري بسبب إنجازاته".
وقال الحريري في كلمة له خلال لقاء جمعه في
بيروت مع وفد من قطاع الشباب والطلاب في "تيار المستقبل"، السبت، إن التيار "سيكثف الآن عمله أكثر، لكن ليس في الأمور السياسية"، موضحا أنه اتخذ قرار تعليق العمل السياسي قبل عامين "حين أيقن أن الوجوه القديمة ستتكرر بالمواقف والعقلية نفسها".
وأضاف أن "تيار المستقبل كتيار سياسي لن يتمكن من تحقيق إنجازات، في حين أن الإنجاز هو أساس أهداف أي عمل سياسي"، على حد قوله.
وأكد الحريري خلال حديثه "رفضه محاولة التضييق على المحسوبين على تيار المستقبل في الدولة وغير الدولة"، مشددا على وقوفه في وجه "كل من يتجه نحو التطرف، فهذا من المحرمات لدينا"، بحسب تعبيره.
واعتبر أن "المرحلة التي يمر بها لبنان حاليا، ترقى إلى كونها مرحلة جنون سياسي، حيث إن كل فريق يعتقد نفسه أكبر من بلده ويتشبث بمواقفه السياسية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن لبنان "لا بد أن يصل في لحظة من اللحظات إلى الاستقرار المنشود، لذلك فإن الجيل الشاب يجب أن يكون في هذا البلد حاضراً لمواكبة كل تطور".
وتابع بالقول: "كانت طريقة عملي شخصيا في السياسة مختلفة. فقد أجرينا ربط نزاع مع حزب الله وتعالينا على كل الخلافات التي كانت تحصل مع باقي الأفرقاء، وحرصنا على عدم إظهار هذه الخلافات إلى العلن، وكنت دائما آخذ الأمور في صدري وأحاول أن أسيّر شؤون البلد، لأن واجبي كان تسيير شؤون البلد وتطوير الاقتصاد، وتحسين عمل المؤسسات التي تقوم عليها الدولة وإجراء الإصلاحات اللازمة؛ وليس التشبث بمواقفي السياسية"، بحسب صحيفة "النشرة".
وقال الحريري: "لو بقيت في العمل السياسي كنت سأكون مضطراً لأفاوض من جديد، وأقوم بالتسويات وأتحملها أنا وحدي، وفي النهاية تقع علي كل المسؤولية. أما اليوم فالجميع يقول إنه يحب سعد الحريري. لذلك قررت أن أبتعد وأترك الناس ترى الحقيقة".
والاثنين، زار سعد الحريري فور عودته إلى بيروت، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في المقر الحكومي، في أول ظهور له بعد ابتعاده عن الأضواء.
وظهر الحريري، الذي كان بعيدا في الآونة الأخيرة عن الإعلام، بشكل جديد وتسريحة شعر مختلفة وذقن خفيفة وحتى إنه فقد الكثير من وزنه.
وجاءت عودة الحريري إلى لبنان تزامنا مع الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده في العاصمة بيروت.
وكان الحريري علق في 24 كانون الثاني/ يناير 2022، عمله في الحياة السياسية، داعيا "تيار المستقبل" إلى القيام بالخطوة نفسها وعدم الترشح للانتخابات، معللا قراره باقتناعه بأنه "لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".