قال عضو بارز في حزب العمال البريطاني إن
إسرائيل تجاوزت "الدفاع المعقول عن النفس" في هجومها على
غزة، بينما
يستعد الحزب لتصويت قد يكون صعبا في مجلس العموم البريطاني بشأن الأزمة في وقت
لاحق من هذا الأسبوع.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن ويس
ستريتنغ، وزير الصحة في حكومة الظل، قوله إنه من الممكن أن تكون إسرائيل قد انتهكت
القانون الدولي في حملتها العسكرية، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 28 ألف شخص في غزة
منذ المذبحة التي ارتكبتها حماس ضد الإسرائيليين في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وأشار ستريتنع إلى أن حزب العمال لم يقرر
بعد كيفية الرد على الاقتراح الذي قاده الحزب الوطني الأسكتلندي للدعوة إلى وقف
فوري لإطلاق النار في غزة، والذي من المقرر أن تتم مناقشته يوم الأربعاء المقبل.
وقال ستريتنغ: "نريد أن نرى وقف إطلاق
النار، بالطبع نريد ذلك. ولقد شعرنا بقلق متزايد، كما شعر المجتمع الدولي الأوسع،
إزاء الخسارة غير المتناسبة في أرواح المدنيين في غزة".
وأضاف: "تقع على عاتق إسرائيل مسؤولية
إعادة رهائنها، ولكل دولة في العالم الحق في الدفاع عن نفسها. ولكنني أعتقد أن ما
رأيناه هو تصرفات تتجاوز نطاق الدفاع المعقول عن النفس وتثير أيضًا تساؤلات حول ما
إذا كانت إسرائيل قد انتهكت القانون الدولي. تجري الآن محكمة العدل الدولية
تحقيقًا ونحن نأخذ كل ذلك على محمل الجد".
وردا على سؤال عن ما إذا كان يعتقد أن إسرائيل
تجاوزت ما هو متناسب، أجاب ستريتنغ: "أعتقد، بشكل موضوعي، نعم، أن إسرائيل
ذهبت بعيدا جدا. وقد رأينا ذلك من خلال خسارة غير متناسبة في أرواح المدنيين
الأبرياء".
وفي تصريحات أخرى قال ستريتنغ إن حزب العمال
يدرس خياراته بشأن تصويت الحزب الوطني الأسكتلندي.
وأضاف: "سنرى كيف ستبدو الحركة
النهائية. نحن ندرس خياراتنا في هذا الشأن، فنحن جميعًا نريد أن نرى وقفًا لإطلاق
النار. لقد شهدنا خسارة لا تطاق في أرواح المدنيين الأبرياء خلال هذه
الحرب. لكننا
لن نتعرض للضغط من قبل المتظاهرين، ولن يخبرنا خصومنا في البرلمان أيضًا بما
سنقوله".
وأكد ستريتنغ أن حزب العمال "تلقى
الكثير من الانتقادات داخل المجتمع المسلم بالتأكيد، ولكن أيضًا على نطاق
أوسع" بشأن موقفه.
وقال: "لست الشخص الوحيد في هذا البلد
الذي ذرف الدموع عند رؤية صور جثث الأطفال والمدنيين الأبرياء الخارجة من غزة.
لذلك أفهم سبب ارتفاع أصوات الناس في الدعوة إلى وقف إطلاق النار".
وقد رفض حزب العمال حتى الآن الدعوة إلى وقف
فوري لإطلاق النار، مستخدمًا لغة أكثر حذرًا بعض الشيء حول الحاجة إلى إنهاء
القتال بشكل مستدام.
ومع ذلك، فإنه مع ارتفاع عدد الشهداء في غزة، ومع
دعوة عدد من أعضاء البرلمان من حزب العمال علنًا إلى وقف إطلاق النار، فقد تغير موقف
الحزب تدريجيًا، وكانت تعليقات ستريتنغ من بين الأشد صرامة حتى الآن.
وفي حديثه أمام مؤتمر حزب العمال الأسكتلندي
في غلاسكو أمس الأحد، قال كير ستارمر إن "القتال يجب أن يتوقف الآن في غزة"،
وحذر إسرائيل من توسيع هجومها العسكري إلى مدينة رفح الجنوبية.
يذكر أن 56 من نواب حزب العمال في البرلمان
البريطاني البالغ عددهم 198، صوتوا في تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي مع التعديل الذي
قدمه الحزب الوطني الأسكتلندي لمطالبة الحكومة بالدعوة لوقف إطلاق النار في الصراع
بين إسرائيل وحماس.
ولم يقر البرلمان الطلب أو ما يعرف
بالتعديل، وهو إضافة مقترحة لجدول أعمال الحكومة للعام المقبل، وبالتالي فلن يصبح
قانونا.
وأيد نحو ثلث أعضاء حزب العمال البالغ عددهم
198 مشرعا التعديل الذي قدمه الحزب الوطني الأسكتلندي الذي جاء فيه: "ندعو
الحكومة إلى الانضمام إلى المجتمع الدولي في الضغط بإلحاح على جميع الأطراف
للموافقة على وقف لإطلاق النار".
ودعا ستارمر، مثل رئيس الوزراء ريشي سوناك،
إلى "هدنة إنسانية" للمساعدة في وصول المساعدات إلى غزة بدلا من وقف
إطلاق النار الذي يقولون إنه سيسمح لحماس بإعادة رص صفوفها بعد هجومها في السابع
من أكتوبر/ تشرين الأول.
ومن المتوقع أن يقدم الحزب الوطني الأسكتلندي هذا الأسبوع مقترحا إلى
البرلمان للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي قتل بشكل مباشر أو غير مباشر أطفالا رضع
وأجنة في بطون أمهاتهم، بينهم أطفال رضع بمستشفى النصر، وُجدت جثثهم متحللة، بعد
أن أجبر الجيش الطواقم الطبية على مغادرة المستشفى، تاركا الأطفال الرضع والمرضى
يواجهون مصيرهم المأساوي، وفق مصادر رسمية
فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة
خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية
غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام
محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، للمرة الأولى منذ
تأسيسها.
اقرأ أيضا: 136 يوما من العدوان.. الاحتلال يصعد حرب المستشفيات وقصف المدنيين