سياسة دولية

أول تعليق أمريكي رسمي على حادثة الجندي آرون بوشنل

واشنطن: يتعين علينا أن نتخذ قراراتنا بناءً على ما نعتقد أنه في مصلحة الأمن القومي
بعد ثلاثة أيام، علقت وزارة الخارجية الأمريكية على حادثة إحراق الجندي آرون بوشنل نفسه أمام سفارة "إسرائيل" في واشنطن تنديدا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.

واعترفت الخارجية الأمريكية بعمق المشاعر السائدة في المجتمع الأمريكي بشأن الحرب في غزة، في تعليقها على الحادثة.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، في تصريح صحفي: "إننا ندرك بالطبع عمق مشاعر الناس بشأن الحرب على غزة، ونأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر باستمرار ونستخدمها في التعامل مع القضية".


وأضاف: "لكن في النهاية، يتعين علينا أن نتخذ قراراتنا الخاصة بناءً على ما نعتقد أنه في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وسنواصل القيام بذلك".

وحول ما إذا كانت الحادثة ستؤثر على السياسة الأمريكية، قال ميلر: "لا أعتقد أنه يتعين علي التعليق على هذه القضية المحددة بخلاف التعبير عن تعاطفي مع عائلته"، بحسب وكالة "الأناضول".

وأعرب ميلر عن تعازي الإدارة الأمريكية لأسرة العسكري في القوات الجوية الأمريكية آرون بوشنل (25 عاما)، الذي فارق الحياة بعد إضرامه النار بنفسه.

والاثنين، توجه بوشنل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مرارا وتكرارا حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.

وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنل أمام السفارة: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".

وأظهرت مشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي أحد أفراد شرطة السفارة وهو يقول لبوشنل: "هل يمكنني مساعدتك؟" و"استلق على الأرض"، فيما يقول شرطي آخر: "نحتاج إلى مطفأة حريق وليس إلى مسدس".

ولقي بوشنل تعاطفا واسعا في المجتمع الأمريكي والمجتمعات العربية.

وتكريما له نظم ناشطون مناصرون لفلسطين وقفة  احتجاجية أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي في واشنطن.


وأشعل الناشطون الشموع أمام سفارة الاحتلال تكريما للطيار الأمريكي الراحل، كما أنهم رفعوا الأعلام الفلسطينية واتشح العديد منهم بالكوفية تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

ورفع المشاركون لافتات كتب عليها شعارات من قبيل "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"فلسطين حرة"، إضافة إلى عبارة "ارقد بسلام" للطيار الأمريكي.


وتواصلت الإشادات العربية بما قام به الجندي الأمريكي آرون بوشنل، للاحتجاج على الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم من إدارة الرئيس جو بايدن في قطاع غزة.

وأطلق ناشطون عرب على بوشنل لقب "بوعزيزي أمريكا".

فيما عبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن تعازيها الحارّة وتضامنها الكامل مع عائلة وأصدقاء الجندي آرون بوشنل، وقالت إنه "خلّد اسمه كمدافع عن القيم الإنسانية ومظلومية الشعب الفلسطيني المكلوم".


وقالت الحركة في بيان: "إن بوشنل يذكر بالناشطة الأمريكية راشيل كوري، التي سحقتها جرافة صهيونية في رفح في عام 2003، وهي نفس المدينة التي دفع بوشنل حياته ثمناً للضغط على حكومة بلاده لمنع الجيش الصهيوني المجرم من الهجوم عليها واقتراف مجازر وانتهاكات فيها".

ونعى المغني البريطاني روجر ووترز، مؤسس فرقة الروك العالمية "بينك فلويد"، الجندي الأمريكي آرون بوشنل، واصفا إياه بأنه "بطل كل الأمريكيين الذي لا يمكننا شطب مشهده الأخير". ونشر مقطع فيديو في حسابه على منصة "إنستغرام" الذي يتابعه أكثر من 1.3 مليون متابع، يظهر لحظات إحراق بوشنل نفسه أمام سفارة الاحتلال، وتفاعل مع المقطع أكثر من 53 ألفا.


ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء"، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".