قالت صحيفة
واشنطن
بوست، إن الطيار الأمريكي الذي أشعل النار في نفسه، احتجاجا على الإبادة التي تحصل
في فلسطين، لم يظهر عليه خلال الفترة الأخيرة توجهات لاتخاذ هذا الموقف، رغم أحداث
مر بها عبر فيها عن احتجاجه على مسائل مختلفة بشأن القمع.
وقالت الصحيفة في
تقرير ترجمته "عربي21"، إن آرون بوشنل كان عضوا في جماعة مسيحية، وكثر من
أعضائها كانوا مهتمين بالعدالة الاجتماعية ويحاولون الدفاع عن الأشخاص الذين لا
يمكنهم الدفاع عن أنفسهم، لأنهم يشعرون بأنهم يتعرضون للشيء ذاته.
وقالت لوبي باربوزا (32 عاما) إنها التقت ببوشنل في سان
أنطونيو عام 2022، في نشاط لمنظمة اشتراكية، قالت إنهم ارتبطوا بسياساتهم وبدأوا
العمل معا لتوصيل الملابس والطعام للأشخاص المشردين.
وقالت باربوزا: "لقد كان غاضبا، وكان يعلم أنه لا
أحد من المسؤولين يستمع إلى المتظاهرين هناك كل أسبوع، إنه يعلم أن لديه امتيازا
كرجل أبيض وعضو في الجيش".
وقال أصدقاء آخرون من سان أنطونيو إنهم تحدثوا مع بوشنل
عن الفلسطينيين ونفورهم المشترك من الدور الأمريكي في الحرب بين "إسرائيل" وغزة،
لكنه لم يبد لهم أي إشارة إلى ما سيحدث في واشنطن يوم الأحد.
ولفت أحد أصدقائه
ويدعى ليفي بيربونت،
إلى أنه أصبح يشعر بخيبة
أمل تجاه الجيش بمرور الوقت حيث كان يشعر بالقلق إزاء ما اعتبره مواقف متقلبة
تجاه العنف داخل القوة وقال إنه غادر باعتباره رافضا ضميريا.
وقال بيربونت إنه بحلول عام 2024، أصبح بوشنل أكثر صراحة
بشأن اعتراضاته على الجيش، في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس
في عام 2020. وأخبر بوشنل بيربونت أنه بدأ بالبحث في تاريخ الولايات المتحدة ويريد
اتخاذ موقف ضد جميع أعمال العنف التي تجيزها الدولة.
ولفتت الصحيفة إلى أن التضحية بالنفس أمر نادر، لكن عددا
منها يرتبط بالاحتجاجات المناهضة للحرب، وربما أشهرها احتجاج الراهب البوذي ثيش
كوانغ دوك، الذي أضرم النار في نفسه في سايغون خلال حرب فيتنام، وأمريكي من
الكويكرز أضرم النار في نفسه في عام 1965 في البنتاغون.
وشددت على أنه بينما لم يعارض أي شخص آخر يرتدي الزي
العسكري الحرب في
غزة، بشكل حاد مثل بوشنل، فإن بعض أفراد الخدمة العسكرية لديهم
شكوك بشأنها، ويشعرون بالإحباط لأن منتقدي الحرب يلقون باللوم على الدعم العسكري
الأمريكي، في الأعمال العسكرية الإسرائيلية.