فرضت المفوضية الأوروبية غرامة كبيرة على شركة "
أبل"، وهي غرامة غير مسبوقة، قررت الشركة الطعن بها.
وفرضت المفوضية غرامة قدرها 1,84 مليار يورو على الشركة لعدم امتثالها لقواعد المنافسة الخاصة بالاتحاد الأوروبي في سوق الموسيقى عبر الإنترنت.
وكانت "سبوتيفاي"، وهي منصة بث موسيقي تحظى بشعبية كبيرة، قد احتكمت إلى المفوضية الأوروبية ضد ممارسات المجموعة الأمريكية العملاقة، بحجة أنها تتعارض مع القواعد الأوروبية "للمنافسة العادلة" والتي، وفقا لها، لا تتيح "ضمان حرية الاختيار للمستهلكين وبيئة عادلة للمطورين".
وفي نهاية التحقيق الرسمي الذي فُتح في حزيران/يونيو 2020، حكمت السلطة التنفيذية الأوروبية لصالح سبوتيفاي. وأوضحت مفوضة المنافسة في الاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاغر "على مدى عقد من الزمن، أساءت شركة آبل استغلال موقعها المهيمن في السوق لتوزيع تطبيقات الموسيقى بالبث التدفقي" عبر متجر تطبيقات "آب ستور" AppStore الخاص بها.
وأضافت أن مجموعة آبل وضعت بالتالي قيوداً لمنع مطوري التطبيقات من الترويج لمستخدمي هواتف "آي فون" وأجهزة "آي باد" اللوحية "خدمات بديلة ورخيصة متاحة خارج منظومة آبل".
وقالت فيستاغر: "هذا غير قانوني: بموجب قواعد مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، فرضنا اليوم غرامة على آبل تفوق 1,8 مليار يورو". ويتعين على المجموعة أيضاً وضع حد للممارسات المستهدفة في هذا المسار والامتناع عن اعتماد تدابير مماثلة في المستقبل.
وهذه أول مرة يفرض فيها الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركة آبل لانتهاكها قواعد المنافسة. وقالت المفوضية الأوروبية في بيان إن هذا المبلغ يُعتبر "متناسبا مع الإيرادات العالمية" للمجموعة التي تتخذ مقراً لها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، كما أنه "ضروري ليكون رادعاً". ولفتت المفوضية إلى أن العقوبة ترمي أيضاً إلى "ردع الشركات الأخرى ذات الحجم المماثل والموارد المشابهة من ارتكاب المخالفة نفسها".
وفور الإعلان عن الغرامة، سارعت آبل إلى إبداء عزمها الطعن بها. وأعربت المجموعة عن أسفها للعقوبة "التي اتُّخذت على الرغم من عدم قدرة المفوضية على اكتشاف أدنى دليل موثوق به على الضرر الذي لحق بالمستهلكين".
ورأت المجموعة الأمريكية العملاقة أن الغرامة "تتجاهل الحقائق المرتبطة بوجود سوق مزدهرة وتنافسية وسريعة النمو". من جهتها، تتهم "آبل" شركة "سبوتيفاي" بالسعي للاستفادة "من دون دفع" من مزايا متجر "آب ستور" و"أدواته وتقنياته" التي "ساهمت في جعل "المنصة السويدية" واحدة من العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم".