أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش، الاثنين، عن تمسكه بتقوية واستمرار عمل الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مجددا تحذيره من تداعيات أي اجتياح إسرائيلي لمدينة
رفح أقصى جنوب قطاع
غزة.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي عقده في
مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة الأردنية عمّان، إن "
الأونروا تعمل في ظروف صعبة للغاية، والتحقيقات في الاتهامات الموجهة ضدها مستمرة، وآمل أن تؤدي إلى إعادة تمويلها".
وسبق وجمدت دول في مقدمتها الولايات المتحدة، تمويلها للأونروا، استجابة لمزاعم إسرائيلية بأن موظفين في الوكالة شاركوا في هجمات حركة حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة في هجوم "طوفان الأقصى".
واستدرك غوتيريش الذي يزور الأردن قادما من مصر المجاورة لغزة بالقول: "هناك دول تراجعت عن وقف تمويلها لأونروا، وهناك دول أخرى تنتظر نتائج التحقيق".
وتابع: "ملتزمون بتقوية الأونروا، فهي شريان الحياة والأمل في قطاع غزة، وأنا مصمم على استمرار عملها وتعزيزه ونسعى للحفاظ على خدماتها".
وأُسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس وهي: الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقدم الوكالة خدماتها لنحو 5.9 مليون شخص لاجئ، ويعيش حوالي ثلثا هذا العدد في 58 مخيما معترفا بها للاجئين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة تتعرض الوكالة الأممية، بحسب الفلسطينيين، لهجوم إسرائيلي شرس، وصل إلى حد سن تشريعات لتقويض عملها ومنعها من تقديم المساعدات الإنسانية.
وفي السياق، أكد غوتيريش أن "الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة هي إيقاف إطلاق النار".
وجدد غوتيريش تحذيره من أي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح على الحدود مع مصر، قائلا إنها "ستؤدي إلى كارثة إنسانية"، داعيا "إسرائيل" إلى التراجع عن خطط دخولها.
ومن أصل حوالي مليوني نازح في قطاع غزة، يوجد قرابة الـ1.4 مليون في رفح، بعد أن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح إليها؛ بزعم أنها آمنة، ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن قتلى وجرحى وزادت معاناة النازحين.
وإجمالا، خلَّفت الحرب المدمرة والمستمرة على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.