تتصاعد حدة معاناة
الفلسطينيين في قطاع
غزة من الجفاف والمرض وسط ظروف غير صحية بسبب النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، لا سيما في المناطق الشمالية، وذلك في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي الوحشي والحصار المطبق للشهر السادس على التوالي.
ووثقت مقاطع مصورة بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، معاناة الفلسطينيين شمال قطاع غزة وهم يصطفون في طوابير طويلة في سبيل الحصول على كمية محدودة من المياه، وسط الجفاف الحاد والمجاعة المتفاقمة.
وقال أحد المواطنين الفلسطينيين أثناء محاولته العثور على مياه، "ليس لدينا حتى طعام يمنحنا الطاقة للذهاب إلى جمع الماء، فما بالكم بالأطفال الأبرياء وكبار السن!"، وفقا للمصدر ذاته.
والأحد، أعلن مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، منعهم من قبل
الاحتلال الإسرائيلي من إيصال المساعدات إلى شمال غزة.
وقال في تصريح له، إنه "رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح بمرور قوافل أغذية من الوكالة إلى شمال قطاع غزة".
ومع تواصل الحصار وتعمد الاحتلال استهداف كافة أشكال الحياة في قطاع غزة ضمن حربه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، تراجعت حصة سكان غزة من المياه بنسبة 95.5 بالمئة بسبب تداعيات حرب الإبادة، وفقا لبيان مشترك صدر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه الفلسطينية.
من جهتها، قالت منظمة "آكشن إيد" الدولية، إنه "لا أحد في غزة البالغ عدد سكانها 2.3 مليون، يملك ما يكفي من المياه الصالحة للشرب لتلبية احتياجاته اليومية".
ولا يعمل في الوقت الراهن سوى خط واحد فقط من بين خطوط أنابيب المياه الثلاثة الممتدة من الاحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة المحاصر، في حين تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية بأضرار كبيرة في البنية التحتية للمياه، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ولليوم الـ171 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أسفر عن وقوع حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء في شمال قطاع غزة.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 32 ألف شهيد، وأكثر من 74 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.