ذكر تقرير نشر في صحيفة
وول ستريت جورنال أن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يعتبر تاريخا غير كل شيء بالنسبة لإسرائيل، ما يجعلها أكثر عزلة دوليا من أي وقت مضى.
تحت عنوان "في غضون ستة أشهر، تغير كل شيء بالنسبة لإسرائيل"، أبرزت المقالة أن من بين العوامل التي عانى منها الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 اتفاقات التطبيع المنتظرة بفارغ الصبر والتي أصبحت الآن في طي النسيان. وقد كان الاحتلال على بعد أمتار من التطبيع مع المملكة العربية السعودية.
وأوضحت أن هذا التطبيع، الذي لم يفصح عن تفاصيله، كان مصمما لنقل إسرائيل إلى مركز الشرق الأوسط بعد سنوات من التواجد على أطرافه.
وذكرت أن إسرائيل وجدت نفسها الآن تناقش علنا مع حليفتها الولايات المتحدة فرص مستقبلها في منطقة الشرق الأوسط٬ مضيفة أن الحرب على
غزة أعادت إشعال النقاش حول القضية
الفلسطينية.
ووفقا للتقرير، فقد كان للسابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 آثار اقتصادية على إسرائيل بسبب الشلل على كل من الجبهتين الجنوبية والشمالية نتيجة للحرب المستمرة.
ورأى التقرير أن العالم انقلب رأسا على عقب من أجل إسرائيل، وقد شهدت صدمة في فكرة وجودها وناقشت مدى إحساسها بالأمن والثقة في قوتها العسكرية.
ونقل عن المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس قوله إن وجود إسرائيل أصبح موضع شك لأول مرة منذ إنشائها.
أشار التقرير إلى انخفاض التعاطف العالمي مع إسرائيل بعد انتشار صور مجازرها في غزة، ما يدل على تحول عدد كبير من الضحايا المدنيين الفلسطينيين ومناطق شاسعة من القطاع إلى أنقاض.
ووفقا للتقرير، فإن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها العسكرية، وهي استعادة جميع الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في غزة والقضاء على حماس، حيث لم تظهر مجموعة المقاومة الفلسطينية أي علامات على الاستسلام.
يأتي هذا في وقت يصعد فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو خطابه حول الحرب المستمرة. وفي وقت سابق، قال إن إسرائيل على بعد خطوة واحدة من النصر، بعد أن اندلعت الأخبار بأن جميع الوحدات القتالية لقوات الاحتلال الإسرائيلية تقريبا انسحبت من جنوب قطاع غزة.
وتعهد نتنياهو بأن حكومته لن توافق على هدنة حتى تطلق المقاومة الفلسطينية سراح جميع الأسرى الإسرائيليين٬ وقال: "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر". لكن الثمن الذي دفعناه مؤلم ومفجع٬ وأكد أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون عودة الرهائن. وكرر رئيس وزراء الاحتلال أن هذا لن يحدث.
وفي نفس السياق، ذكر وزير الأمن يوآف غالانت أن القوات الإسرائيلية انسحبت من خانيونس في جنوب غزة يوم الأحد "للتحضير للمرحلة الجديدة من الحرب بما في ذلك اجتياح رفح".
وادعى غالانت أن القوات الإسرائيلية انسحبت بعد أشهر من الحرب العنيفة لأن "حماس لم تعد موجودة كإطار عسكري" في خانيونس.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والفيلسوف الإسرائيلي، ميكا غودمان، قوله إن إسرائيل تواجه تحديًا، حيث إنها تسعى لكسب محبة الغرب، في حين يجب أن تثير الرهبة لدى أعدائها في الشرق الأوسط لضمان استمرار وجودها على المدى البعيد. وأضاف أن "هذا هو المأزق الذي نحن فيه".