قالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، إن
المجاعة في مناطق شمال
غزة بدأت بالفعل.
وتعد باور أول مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس جو بايدن يتحدث علنا عن تفشي المجاعة في القطاع، بعد أشهر من التحذيرات المتكررة من وكالات الغوث الأممية والخبراء العالميين في شأن تفاقم حالات التضور جوعا بين 2.2 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.
وجاء حديث باور خلال شهادتها أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب حول ميزانية وكالتها المقترحة لعام 2025.
ووجه النائب الديمقراطي خواكين كاسترو سؤالا للمسؤولة الأمريكية حول تقارير إرسال موظفين لدى الوكالة الأمريكية برقية إلى مجلس الأمن القومي، تفيد بأن المجاعة بدأت في أجزاء من غزة قائلا: "هل تعتقدين بأن من المعقول، أو المحتمل، أن تكون أجزاء من غزة، خصوصا شمال غزة، تعاني المجاعة فعلا؟".
وأجابت باور بتأكيد التقارير، مستشهدة بتقييم أجرته "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، واصفة منهجية المبادرة، وهي هيئة دولية مستقلة تعتمدها الأمم المتحدة، بأنها "سليمة".
وأشارت إلى تقرير هذه الهيئة، التي حذرت مسبقا من أن "المجاعة وشيكة" في الجزء الشمالي من غزة، وقالت باور: "هذا تقييمهم، ونحن نعتقد بأن هذا التقييم يتمتع بالمصداقية".
وأضافت أن معدل سوء التغذية الحاد بين أطفال غزة صار "أسوأ بشكل ملحوظ"، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وبينت أن معدل سوء التغذية قبل الهجوم في شمال غزة كان "صفرا تقريبا، وهو الآن طفل واحد بين كل 3 أطفال"، مضيفة أنه "فيما يتعلق بسوء التغذية الحاد الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة، بلغ هذا المعدل 16 في المئة في كانون الثاني/ يناير الماضي، ثم صار 30 في المئة في شباط/ فبراير.
وأشارت إلى أن تدمير مخازن الحبوب والأسواق والأراضي الصالحة للزراعة، بالإضافة إلى دخول عدد قليل من شاحنات
المساعدات إلى غزة، يعنيان أن هناك "عملا هائلا يجب القيام به من أجل تجنب أسوأ أشكال المجاعة التي يمكن تخيلها.. دعوني أقول إن الظروف رهيبة كأي شيء رأيته في مسيرتي المهنية".
وردا على سؤال من النائب الجمهوري ريتشارد ماكورميك، قالت: "المدنيون والعاملون في المجال الإنساني يموتون بأعداد كبيرة جدا".
وتساءل عدد من المشرعين في لجنة مشابهة بمجلس الشيوخ عما إذا كان الوضع في غزة تحسن مع الزيادة الأخيرة في المساعدات.
وأردفت باور بأن الزيادة الأخيرة في المساعدات ليست كافية بعد لوقف "مجاعة جارية بالفعل"، لافتة إلى أن وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم في الشرق الأدنى "الأونروا" هي المنظمة الوحيدة التي لديها شبكة لتوزيع المساعدات بشكل فعال داخل غزة.
ودعت الكونغرس "للضغط على شركائنا الإسرائيليين للمتابعة الفعلية للالتزامات التي تعهدوها، بغية السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكدت أن
الولايات المتحدة لم تر أي دليل من المنظمات الشريكة على أن حماس تستولي على المساعدات الغذائية.
وقالت: "نحن لا نرى حماس تملي مكان تقديم الغذاء، ويمكنني أن أؤكد لكم أنه إذا رأت حكومة إسرائيل أن حماس تفعل ذلك، فسنسمع عن ذلك".