حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل
هنية، من إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح مدينة
رفح جنوبي قطاع غزة، مشددا على أن موقف الولايات المتحدة في هذا الصدد "مخادع".
وقال هنية في لقاء مع وكالة الأناضول التركية، السبت، إنه "من الواضح جدا أن العدو الإسرائيلي لديه قرار بأن يستبيح كل نقطة وكل مكان وكل مدينة في غزة، لا سيما أنه يتحدث عن رفح منذ شهور".
وأضاف: "إذا قرر العدو الإسرائيلي أن يذهب إلى رفح، فإن أيضا شعبنا الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء، والمقاومة في رفح هي أيضا مستعدة لتدافع عن نفسها، وتتصدى للعدوان، وتحمي نفسها وشعبها".
وتطرق إلى موقف الولايات المتحدة من شن هجوم واسع النطاق على رفح المكتظة بالنازحين، قائلا إن "الموقف الأمريكي مخادع، وحديثهم عن أنهم بحاجة لرؤية خطط تجنب حدوث أذى للمدنيين، ما هو إلا عملية خداع"، مشيرا إلى أن "كل المدنيين الذين قتلوا بغزة، استشهدوا بالأسلحة والصواريخ الأمريكية وبالغطاء السياسي الأمريكي".
ومضى مضيفا: "حينما تقف واشنطن داخل مجلس الأمن، وتلجأ لسلطة الفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار.. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الولايات المتحدة تعطي الغطاء الكامل لاستمرار القتل والمذبحة تجاه غزة".
وتابع: "لذلك نحن لم نقع في هذا الفخ.. فخ الخداع وما يسمى تبادل الوظائف بين الأمريكان والإسرائيليين.. نحن نحذر من الدخول إلى رفح، لأن هذا قد يسبب مذبحة كبيرة ضد شعبنا الفلسطيني".
ودعا هنية في حديثه مع الأناضول، "جميع الدول الأشقاء في مصر وتركيا وقطر وكل الدول الأوروبية وغيرها ذات الصلة المباشرة، إلى التحرك من أجل لجم العدوان الإسرائيلي ومنع الدخول إلى رفح، بل وضرورة الانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء العدوان".
ويعاني النازحون الفلسطينيون في رفح المكتظة بالسكان من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل والقصف الذي يستهدف المنازل المأهولة، فضلا عن تدهور الأوضاع الإنسانية وندرة الغذاء والدواء والوقود، وانعدام أبسط مقومات الحياة.
وتتوالى التقارير حول استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن عملية عسكرية في رفح جنوب قطاع غزة رغم التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية ومذبحة مروعة في حال وقع ذلك.
وذكرت تقارير إعلامية غربية وعبرية أن جيش الاحتلال وضع قواته في حالة تأهب، فيما بعض التحركات على الأرض تشي باقتراب العملية في ما يصفه الإسرائيليون بـ"آخر معاقل حماس" في القطاع.
ونقل موقع "الحرة" الأمريكي، عن المحلل يوآب شتيرن، أن هناك معطيات في الأيام الأخيرة عن الاستعدادات من خلال إعادة تموقع وحدات حول القطاع، والمضي قدما في عمليات تجنيد جنود احتياط للجيش.
والخميس، أعلنت متحدثة حكومية إسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حدد موعدا لدخول مدينة رفح، في حين نفت الإدارة الأمريكية التقارير التي تفيد بأن واشنطن "وافقت على خطة إسرائيل لمهاجمة رفح" التي تضم نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني، مقابل عدم شنها هجوما شاملا على إيران.
النفي الأمريكي جاء على لسان مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للأناضول، فضل عدم الكشف عن اسمه.
مستقبل إدارة غزة
تحدث هنية في حواره مع وكالة الأناضول عن مستقبل إدارة قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن "هناك خيارات وبدائل تطرح بوجود قوة عربية مثلا، وتسمى بعض الدول".
وأضاف: "نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية إذا كانت مهمتها إسناد شعبنا الفلسطيني ومساعدته على التحرر من الاحتلال (إسرائيل)، أما أن تأتي قوة عربية أو دولية لتوفر حماية للاحتلال فهي بالتأكيد مرفوضة".
وأردف هنية: "هناك بدائل طرحت ولكنها غير عملية ولا يمكن أن تنجح"، مشددا على أن "إدارة غزة يجب أن تتم بإرادة فلسطينية".
وتابع: "دعونا إلى ترتيب البيت الفلسطيني على مستويين، وهما مستوى القيادي بإطار منظمة التحرير الفلسطيني بحيث يتم إعادة بناء منظمة التحرير لتشمل كافة الفصائل".
وأضاف: "المستوى الثاني هو تشكيل حكومة وطنية للضفة الغربية وغزة يكون لها ثلاث مهمات، الأولى الإشراف على الإعمار (في غزة)، والثانية توحيد المؤسسات في الضفة والقطاع، والثالثة التحضير لإجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية".
وتابع هنية: "لذلك نحن نرى تشكيل حكومة توافق وطني لغزة والضفة تكون مشرفة على غزة وإدارة غزة بعد نهاية الحرب".
وأشار إلى أن "حماس ليست متمسكة بالتمثيل المنفرد، فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، ويمكن أن نبني حكومة وحدة وطنية، وأن نتوافق على إدارة غزة على قاعدة الشراكة"، مشددا على أن "هذه قضايا (إدارة غزة) وطنية، ولن نسمح للاحتلال أو غيره في ترتيب الوضع الفلسطيني في غزة أو الضفة أو كليهما".
وفي وقت سابق السبت، التقى الرئيس التركي رجب طيب بإسماعيل هنية ووفد من حركة حماس في قصر دولمة بهشة، على ضفاف مضيف البوسفور بمدينة إسطنبول.
وبعد اللقاء، دعا أردوغان الفلسطينيين إلى "الوحدة" في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقال إنه "من الحيوي أن يتحرك الفلسطينيون موحدين في هذه العملية. الرد الأقوى على إسرائيل والطريق إلى النصر يتطلبان الوحدة والنزاهة"، حسب بيان الرئاسة التركية.
ولليوم الـ197 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على 34 ألف شهيد، وأكثر من 76 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.