قال أكاديمي ألماني إن "جنون العظمة" يقود زعماء عرب على رأسهم رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي وولي
العهد السعودي محمد
بن سلمان إلى تحويل مسار جهودهما إلى إنشاء وتدشين مدن
استثنائية لصرف النظر عن الواقع الاستبدادي الذي تعيشه الشعوب.
ونشرت مجلة "
فورين
بوليسي" الأمريكية مقالا لجان فيرنر مولر، أستاذ السياسة في جامعة برينستون، قال فيه إن
بناء مدينتين استثنائيتين في مصر والسعودية، خطوة يرها البعض جهدا يعكس "جنون
عظمة" يسعى إلى صرف الانتباه عن واقع الاستبداد الوحشي.
وأشار كاتب
المقال الألماني، إلى أن بعض المصريين انتقلوا بالفعل إلى
العاصمة الإدارية الجديدة في الوقت،
الذي تراهن السعودية على مدينة "
ذي لاين" بأنشطتها وما تحتويه من ملاعب وجامعات.
وكشف مولر، من
خلال المقال أن المدينتين تختلفان في الاستراتيجية لكيفية محاولة الأنظمة
الاستبدادية دعم الشرعية في القرن 21، فرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي بحسب
الكاتب "مستبد من الطراز القديم"، يعد بالتحديث، كما فعلت العديد من
الأنظمة البيروقراطية الاستبدادية في القرن 20.
وعلى النقيض ولي عهد السعودي محمد
بن سلمان يناشد بذكاء الحساسيات العالمية، وحتى المضادة للثقافة، في سعيه إلى
إعادة تسمية نظامه في الداخل والخارج.
وبذلت الحكومة
المصرية التي تعتبر أشد قمعا من فترة ما قبل الربيع العربي جهودا لمحاكاة دبي لجلب
السياح، وكان المبرر الرسمي للعاصمة الإدارية الجديدة التي ستكلف ما يقدر بنحو 59
مليار دولار في بلد يعاني كم أزمات اقتصادية، هو تخفيف اكتظاظ القاهرة، ولكن يقول
كاتب المقال أن العاصمة التي أنشأها الجيش تقع بأمان بعيدا عن الجماهير.
ويقول الكاتب إن
المجندين يمكنهم توفير العمالة الرخيصة، ووجود ضباط الجيش في العديد من مجالات
الحياة الاقتصادية المختلفة مشيرا إلى أن نظام السيسي، لا يخجل من السمعة السيئة
لانتهاكات حقوق الإنسان.
من ناحية أخري يجد
ولى العهد السعودي محمد بن سلمان، أنه بحاجة ماسة إلى علاقات عامة أفضل، فعلى الصعيد
الدولي، لا يزال اسمه مرتبطا باسم جمال خاشقجي، الصحفي والمعارض الذي قتل وقطعت
أوصاله في القنصلية السعودية في اسطنبول في عام 2018.
وتشمل خطته
للإصلاح الاقتصادي، "رؤية 2030"، مشاريع من السياحة الفاخرة إلى
الاستثمارات، تتطلب جعل السعوديين يكتسبون مهارات جديدة.
من ضمن المشاريع
مدينة "ذي لاين"، جزء من خطة بقيمة 500 مليار دولار لتطوير
"نيوم" ، وهي منطقة جديدة في شمال غرب البلاد
وعلى عكس المدن
التقليدية يتم الترويج لـ "The Line" على أنها صديقة للبيئة، لن تكون هناك
سيارات، وفي الواقع، لن تكون هناك انبعاثات كربونية على الإطلاق، ولكن بدلا من ذلك
قطار فائق السرعة تحت الأرض يعمل تحت المدينة بأكملها.
يقول أستاذ
السياسة في جامعة برينستون إن الأنظمة الاستبدادية في حاجة إلى تلك المشاريع لان
كلما كان المشروع أكثر خيالية، زادت احتمالية الإغراء.